Home»International»اللغة العربيّة الفصيحة لغة التّواصل المتعدد على التّقانة الحديثة

اللغة العربيّة الفصيحة لغة التّواصل المتعدد على التّقانة الحديثة

3
Shares
PinterestGoogle+

اللغة العربيّة الفصيحة لغة التّواصل  المتعدد على التّقانة الحديثة
الدكتورة سميرة حيدا
جامعة محمد الأول بوجدة.

تُعدّ اللغة مرآة التّقدّم والرّقيّ لأيّ أمّة من الأمم، وهي أداة التّواصل بين أبناء الأمّة الواحدة،  فلا حياة من دون لغة، و تستمدّ القوّة والأصالة والازدهار والبقاء من قوّة أبنائها وحرصهم عليها، وتقدّمهم الفكريّ العلميّ والأدبيّ، وتطورهم الحضاريّ. فاللغة ترتقي وتنمو وتتطوّر برقيّ ثقافة أبنائها، وبها يحفظ تراث الأمم، وبها نميّز هُوِيّتهم.

واللغة العربيّة لغة شريفة كَرَّمها الله تعالى بأن أنزل هذا القرآن العظيم بها، فكان هذا الإنزال خير حافظ لها من تقادم العصور ومرِّ الدهور اللذين أبليا جُلَّ اللغات وغَيَّراها.
وقد هَيَّأَ الله لهذه اللغة من يخدمها ويَدْفَعُ عنها من يُحاربها ويكيد لها المكايد، فلم تخلُ حقبة مرَّت بها اللغة من علماء أفذاذ يدرسون اللغة ويسجِّلون ما يَجِدُّ فيها وما يطرأ عليها، أو يُفَسٍّرون القرآن الكريم أو يشرحون صحيحا من صحاح الحديث أو ديوانا من دواوين الشعراء أو غيرها من القضايا اللغوية.
فاللغة العربية  أعظم اللغات حيويّة وقابليّة للنّمو والازدهار، فقد طبعها القرآن الكريم بطابع خاصٍّ، فمن دونه لا نستطيع أن نفهم جوهرها وكيانها إن أهملنا قرآننا، فبفضله تجاوزت العربيّة حدود الإنسانيّة المحضة، وهذا دليل على سيرورتها وصلاحيّتها ، لكونها رمزا للهُويّة العربيّة، كما تعهد الله عزّ وجل حفظها من الاندثار؛ بدليل قوله تعالى في سورة الحجر ، آية : 9: » إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون ».

وإذا ما انتقلنا إلى عصرنا هذا، عصر السّرعة والتّكنولوجيا  والاختراعات المتجدّدة المستمرّة، وعصر الفضاء المفتوح، لسوف نلحظ تقهقر وضع اللغة العربيّة الفصيحة ، إذ أصبحت تعتبر لغة علم لا لغة حياة، فهي لغة جامدة صعبة؛ لأنّها تخضع لضوابط وقواعد نحويّة، وهذا ما زرعه أعداء العربيّة في أنفس أبنائنا …. فحلّت العاميّة مكان الفصيحة، وتغلغلت الألفاظ الأجنبيّة كيان لهجاتنا العاميّة؛ حتى أصبح حال لغتنا الفصيحة يرثى لها
لهذا هبَّ بعضُ الغيورين على فصيحتنا فنادوا بإحيائها، ونشرها بين العامّة والخاصّة، فعقدوا المؤتمرات، وألفوا كتبا في تيسير النّحو، وعرّبوا بعض مستجدات العصر فوضعوا  معاجمَ حديثة، ومنهم من أقام على بعض المواقع  التقانيّة ( الإلكترونيّة)  منتديات  لغويّة أدبية، تعمل على إحياء فصيحتنا، واستعمالها الاستعمال الفصيح على هذه الشبكة؛  فأنشؤوا صفحات خاصة بها على موقع (  الفيس بوك….إ لخ ) .
ويعد استعمال اللغة العربيّة الفصيحة لغة للتواصل على التّقانة الحديثة أنموذجا حديثا مثالا فيه أهمية اللغة العربية الفصيحة على هذه التقانة  التي توفر فرصة سرعة الانسجام والتعالق مع الآخر,  ضمن إطار  تعدد المواضيع التي تنشرها، وتنوّع الأهداف التي ترمي إليها .
إن  كثرة هذه المواقع وكثرة المنضمين لها وكثرة منشوراتهم باللغة العربية الفصيحة ، لهو من الأمور التي تثلج الصدر وتدعو للافتخار بأبناء وبنات أمتنا العربية المجيدة.
وأخيرا، أناشد كل مستعملي التقانة الحديثة أن يكتبوا ويعلقوا باللغة العربيّة الفصيحة وحسب، ولا يسمحوا للغة الدارجة أن تدخل منشوراتهم؛ حتى  نتمكن من
تحقيق أهداف ومرامٍ لغوية نحوية سامية بين مستعمليها على  التقانة الحديثة في هذه الأيام، ولا سيما لغايات تعليمية وازنة،  ومما يخلص إليه  واقع التجربة التي، نحن   نعيشها ، أنّ اللسان العربيّ الفصيح ،  فطرة ، بحاجة إلى من يوقظه  من سبات المحليّات واللغة الدارجة،   وآثار اللغات الأخرى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. المكي قاسمي
    09/10/2013 at 00:15

    ربطتي سيدتي الفاضلة وبشكل جدلي في مستهل مقالك، وعن صواب في نظري المتواضع، بين قوة اللغة، أي لغة، وبين قوة أبناءها فكريا وعلميا وحضاريا. على أساس هذا الطرح، اسمحي لي سيدتي بالسؤال الآتي: ما الذي ينبغي توقعه بالنسبة للغتنا العربية الفصيحة في العصور الحديثة، هل القوة أم الضعف؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *