Home»International»لماذا تحجب المقالات والردود على بعض المواقع الصحافية؟

لماذا تحجب المقالات والردود على بعض المواقع الصحافية؟

0
Shares
PinterestGoogle+

اذا كان الهدف من الصحافة هو قول الحق,ونقل الخبر بلا زيف ولا حيف,وكان الهدف منها ايضا تنوير المواطنين بالاخبار الوطنية والعالمية,واذا كان الساهرون على الشان الصحفي,بكل انواعه يدعون الشجاعة,ولا يخافون في قول الحق لومة لائم,فما السر في حجب ردود المتتبعين,خاصة وان شعار المواقع بدون استثناء هو تحميل المسؤولية الكاملة لصاحب المقال او الرد,حتى وان كان البعض ياتون بردودهم ومقالاتهم باسماء نكرة؟

واذا كانت المروءة والاخلاق الانسانية تقف الى جنب اصحاب المواقع,حين يتم حجب بعض الردود او المقالات,باعتبارها مقالات دنيئة قد تحمل في طياتها التجريح المبرح,والقذف في حق الاشخاص والمؤسسات,فان ما تعاتب عليه هذه المواقع حين تتعمد حجب الردود او المقالات لامور في نفس اصحابها.والاغرب من هذا فانها لا تكلف نفسها عناء حين يكون التجريح في حق موظف لا سلطة له في المجتمع ومنهم رجال ونساء التعليم طبعا,لكن حينما    يتناول المقال مفسدة لشخص له وزنه في المجتمع,ففي الغالب تتعمد هذه المواقع حجب الردود والمقالات دون ترددحتى وان كانت خالية من الاساءة للشخص المعني بها لكنها قد تحمل في ثناياها خروقات في المسؤولية التي يتحملها ازاء المجتمع.

واعتقد جازما ان من حق المشرفين على العمل الصحفي بكل انواعه واشكاله,النحقق من صحة الردود والمقالات,قبل نشرها,لكن ليس لها الحق في مصادرة حرية التعبير,لان المفهوم السائد ازاء الصحافة هو الاستقلالية,واستقلالية الصحافة ترتبط ارتباطا وثيقا بحرية التعبير والراي.

ومن جهة اخرى اظن ان الخطا الذي وقع فيه المشرفون على الاعلام والصحافة,وخاصة المواقع الالكترونية,هو السماح لنشر الردود والمقالات باسماء نكرة او مستعارة,وكان لزاما عليهم ان يفكروا مليا في الكيفية التي يتعرفون بواسطتها على صاحب الرد او المقال باسمه وهويته الحقيقية ,ومن ثم يتحمل تبعات ما جاء في رده ومقاله,ويجنب الموقع كل ما من شانه الاساءة اليه.

وخلاصة القول,فان كل من يلتجئ الى القذف الصارخ في حق الاشخاص مهما كانت اخطاؤهم,خاصة باسم نكرة,فانه غير ملتزم بميثاق الصحافة,الذي يستوجب الامانة والصدق وحسن الخلق واحترام الذات واحترام المهنة ,ومن لم يلتزم بمكونات هذا الميثاق,فانه شب على عكسها,وما تجريحه للاخرين باسم نكرة الا دلالة عظمى على خيانته وكذبه وسوء خلقه واحتقار نفسه ولا علاقة له بالصحافة اطلاقا ,بل هو منها بمثابة المتطفلين,

اما اذا كانت استقلالية الصحافة حبرا على ورق,وكانت مسخرة لاهداف يجب عليها تحقيقها,فاني اظن ان حرية الراي المنشودة تبقى ضربا من الخيال,والا فكيف يبغي الكاتب الصحفي حرية ,وموقعه او جريدةه مغلولين لا حرية لهما؟

قد يتطاول البعض على الحرية,ليتجاوز الحدود الى الاساءة للوطن والقومية,ثم يدعي ان حرية تعبيره ورايه قد صودرت,فهذا لا مكان له في ميادين الصحافة بل مكانه في زمرة الخونة.

اما الحرية المنشودة هي الحرية التي تمكن الصحفيين من فضح الفساد والمفسدين,مهما كانت منزلتهم في المجتمع,بدون خوف ولا تملق, فالصحافة سيف بتار وسبيل امثل للاصلاح.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *