هل لا زالت للمرأة حقوق في هذا الزمان؟

هل لا زالت للمرأة حقوق في هذا الزمان؟
يثار من حين لآخر جدل داخل الوسط النسائي حول حقوق المرأة،وما إن تحقق المرأة مكسبا،حتى تفاجئ الجميع بإثارة جملة من الحقوق التي ترى نفسها محرومة منها،ولكن قبل مناقشة هذا الموضوع دعونا أولا نطرح السؤال عن أي امرأة نتحدث؟لأن في الإجابة عن هذا السؤال ،سنبني كل تحليلنا للموضوع.
فإذا كنا نتحدث عن المرأة داخل الوسط الحضري ،فيكفي ما نالته من الحقوق حتى الآن،فقد فتحت أمامها المدارس والمعاهد ونالت نصيبها من العلم والمعرفة إسوة بشقيقها الرجل،وأصبحت تتبوأ مكانة داخل المجتمع في جميع المجالات،كما أنها تحظى بالاحترام الذي ينسجم مع أنوثتها،فقدتكون جالسا في الحافلة ولاتسمح لك رجولتك بذلك وأنت تشاهد امرأة واقفة مع الرجال ،فتتنازل عن حقك وتمنحه للمرأة،وقد يصل دورك وأنت تهم بتأدية فاتورة الماء أو الكهرباء،فتنادي على المرأة التي بجوارك فتمنحها حق الأسبقية،وهناك عدة أمثلة على هذا الكرم الرجولي نحو المرأة،ثم إن اللواتي لازلن يستكثرن على المجتمع المغربي حرمان نسائه من حقوقهن،فانظر معي إلى واقع الحال،فأنا أقول ومن منطلق المعاينة :إن المرأة تعيش عزيزة مكرمة داخل مجتمعنا،ولاأحد يجرؤ على تعنيفها أو انتقادها،رغم الاختلاف مع تصرفاتها،لكن لاأحد يتعرض لها بسوء،فقد أصبحت المرأة تدخل إلى المقاهي وتحتسي ما طاب لها من السوائل،وهي تقود السيارة والقطار والطائرة،وتلبس ما تشتهي من الألبسة،وتتمايل وسط الطرقات كما يحلو لها،وهناك من تدخن السجائر، وحتى عندما ترمقها من بعيد قد لاتفرق بينها وبين الرجل لأنها هي الأخرى لبست القبعة والدجين،إذن نحن أمام حقوق للمرأة تتمتع بها بكل حرية ولاأحد يجرؤ على التعرض لها حتى وإن كان غير موافق على هكذا سلوكات،إذن نجدد السؤال ماذا بقي لها من الحقوق؟وماهي الحقوق التي نالها الرجل وهي حرمت منها؟وحتى لايفهم كلامي خطأ وأصنف إلى جانب مناهضي حقوق المرأة،فأنا أعني بكلامي هذا المتطرفات في المطالبة بحقوق المرأة،ممن يتكلمن عن حقوق المرأة وينسين واجباتها،كما أعني المنساقات وراء الجمعيات العالمية التي لادين لها ولاخلق،وإنما هدفها الضغط على الدول النامية من أجل نيل مكاسب شتى،هذا فقط للتوضيح.
أما إذا كنا نتحدث عن المرأة القروية فذاك موضوع آخر،وهنا نقف إلى جانب من تنادين بحقوق المرأة القروية،لأن هناك ظلم وحيف اتجاه نساء العالم القروي ،من حرمان في الميراث في الكثير من المناطق،وغياب دور الولادة،وكثرة الأعباء داخل المنازل والحقول الزراعية ،والمعاناة اليومية أمام قسوة المناخ ووعورة المسالك المؤدية إلى المدن ،وتفشي الأمية ،والخرافة والدجل ،لذلك إن كان من عمل نتوخاه من المدافعات عن حقوق المرأة القروية وهو الانكباب على هذه القضايا التي ذكرت،والتي من شأن معالجتها، الحفاظ على كرامة المرأة القروية المرابطة بجوار حقلها.





Aucun commentaire