Home»Enseignement»مذكرة وزارية في قطاع التعليم لا تجد لهاعلى أرض الواقع مكانا

مذكرة وزارية في قطاع التعليم لا تجد لهاعلى أرض الواقع مكانا

1
Shares
PinterestGoogle+

توصل رجال التعليم مؤخرا بمذ كرة وزارية تحمل رقم 180 و المؤرخة بالرباط بتاريخ 7محرم 1432 الموافق لـ 13ديسمبر 2010في شأن تأطير و تتبع إجراء فروض المراقبة المستمرة للمواد بالسك الثانوي الإعدادي .
وقد أشارت إلى مجموعة من القضايا النظرية والعملية المتعلقة بتأطير وتتبع إجراء فروض المراقبة المستمرة في اللغة العربية. بدء بالأهداف المتوخاة منها، ثم الوقوف عند أساليبها ومواصفاتها وضوابطها ونوع الأسئلة المكونة للمواد المدروسة والشروط المطلوبة في هذه الأسئلة للمكونات المدروسة. ووقفت المذكرة عند طريقة تنظيم الفروض زمنا و مضمونا وتحضيرا وتصحيحا وتدوينا في دفتر النصوص واطلاع الإدارة بذلك كله…ثم انتقلت إلى تحديد مكونات ومواصفات الفروض الكتابية المحروسة بدقة مع الإشارة إلى طريقة تقويم هذه الفروض مع تحديد عدد الفروض المحروسة وتواريخها سواء بالنسبة للسنتين الأولى والثانية والسنة الثالثة ومدة الانجاز وعدد الأسئلة وسلم التنقيط .ووقفت المذكرة عند كيفية احتساب المعدل الدوري للمراقبة المستمرة .

و في الأخير التفتت إلى حث هيئات المراقبة لتتبع مدى تطبيق بنود المذكرة إن على المستوى المؤسسات التعليمية في شخص المدير أو الإدارة وان على المستوى المناطق التربوية في شخص المراقبين التربويين. و تخلص المذكرة إلى استثمار نتائج هذه العملية التربوية سواء كان ذلك على مستوى الإدارة التربوية أو على مستوى التفتيش التربوي
وطالبت المذكرة السادة المراقبين التربويين السهر على تطبيق مقتضيات المذكرة و تزويد السادة الأساتذة بكل التوجيهات الضرورية.
أما اطر الإدارة التربوية طالبتهم بتوفير شروط تطبيق ما جاء في المذكرة و استثمار نتائجها.
أما السادة الأساتذة طالبتهم باستحضار موجهات هذه المذكرة وو تطبيق مقتضياتها واستثمار التقويم .

وطالبت السادة مديري الأكاديميات الجهوية والسادة النواب أن يسهروا على استنساخ هذه المذكرة و توزيعها على جميع المعنيين ودعوتهم إلى الالتزام بمقتضياتها .
إن ما يسجل على هذه المذكرة تأخرها زمنيا وُقّّعت بالرباط بتاريخ 13/12/2010 ووصلت إلى المؤسسات مع مطلع شهر يناير نهاية الأسدس الأول من الدورة الأولى وهو زمن منتصف الموسم الدراسي حيث وصلت بالثانوية الإعدادية علال بن عبد الله بتا وريرت بتاريخ 04/01/2011 .مما يعني مباغتة المعنيين بما جاء فيها وإرباكهم، بأمور توجيهية علوية بعيدة عن الواقع التربوي الحقيقي والظروف التي يشتغل فيها رجال ونساء التعليم .والسؤال المطروح لماذا لم يتم اصدارالمذكرة قبل الدخول المدرسي مادام إنها تتعلق بالمراقبة المستمرة التي تبتدي مع أول يوم من الدخول المدرسي ويتم الاطلاع عليها واستيعاب فحواها..أم أنها ارتجالية جاء تصورها متأخرا وبشكل استعجالي…ويتم تزويد الأساتذة بالتوجيهات المساعدة كما جاء في منطوق المذكرة.
تنص المذكرة على أن آخر الفروض يجب أن تنجز ما بين 10و 18 يناير2011 خلال الأسدس الأول لجميع المستويات السنة الأول و الثانية و الثلاثة.
أما الاسدس الثاني تنجز هذه الفروض ما بين الفترة 13.و 18يونيه بالنسبة للأولى و الثانية أما الثالثة فتنجز ما بين 6 و 11 يونيه.

فهل يعقل أن نثقل و نرهق كاهل التلميذ خلال أسبوع بفروض لجميع المواد بالنسبة للأسدس الأول ، وهل تربويا أن ينجزها خلال خمسة أيام في الاسدس الثاني.
و من خلال المذكرة يتضح أن الامتحانات الموحدة بالنسبة للثالثات هو يوم 18يناير 2011مما يعني أن التلميذ يمكن أن ينجز فرضا بتاريخ 18/01/2011 و يتقدم في الغد إلى الامتحانات الموحدة علما أن أساتذة بعض المواد لا ترى بعض الأقسام إلا مرة واحدة في الأسبوع أو مرة واحدة خلال 15 يوما بالنسبة للمواد التي تعمل بالتفويج (الإعلاميات مثلا) فهل المذكرة على علم بهذا المعطى أم أنها خارج تغطية المنظومة التربوية و تصاغ بعيدا عن الواقع الحقيقي للمجال التربوي وبعيدة عن معرفة مواد التدريس في المؤسسات التربوية فيثبت بذلك ارتجاليتها وأنها في واد والواقع التربوي في واد سحيق .
يضاف إلى ذلك أن الامتحانات الموحدة ستنجز يوم الأربعاء 18/01/2011والخميس19/01/2011 و الجمعة20/01/2011 صباحا و مساء و هو أمر ليس تربويا ومرهقا للتلميذ والأستاذ مما سيجعل منهما عبارة عن (إنسان آلي) وسيغيب مع ذلك كل حس تربوي.أما التصحيح فسيكون يوم السبت 21/01/2011 إن لم يُطالب الأساتذة بالحضور عشية يوم الجمعة وليلها للتصحيح علما أن يوم الأحد 22/01/2011يوم أحد.

ويوم23/01/2011 بداية يوم عطلة بمناسبة انتهاء الاسدس الأول.
مما سبق فإن التصحيح سوف لن يتم إلا خلال انقضاء أيام عطلة الاسدس الأول التي ستنتهي يوم 04/01/2011 و السؤال المطروح ما مصير الأوراق التي سوف لم تصلها يد التصحيح ومن هو المؤمن عليا وهل هناك نص قانوني تنظيمي في هذا الشأن……أم المذكرة ستفتح المجال لانجاز امتحانات موحدة عبارة عن أكلات سريعة انجازاً وتصحيحاً.
أما على المستوى الإداري فان إدخال النقط سوف لم يتم بالنسبة للأوائل والثواني احتراما لمنطوق المذكرة ( لا اجتهاد مع وجود النص).حسب ما تمت الإشارة إليه سابقا..وانشغال السادة الأساتذة بالتهيؤ للموحد حراسة وتصحيحا و تنظيما.. :صباح مساء..مما سوف لن يتوصل التلميذ بنتائج عمله خلال العطلة وهو أمر غير تربوي نهائيا ..وبالتالي سوف لن تنظم مجالس الأقسام ومداولاتها…بشكل يضمن تربويتها و نجاعتها..
إذن المذكرة تضاف إلى البرنامج ألاستعجالي الذي جاء برؤى استعجاليه سريعة في غياب حوار صريح و جاد وهادف مع جميع الإطراف المكونة للمنظومة التربوية مع التركيز على جنود الميدان المشتغلين بالأقسام ..

أما تأمين الزمن المدرسي لا يمكن أن نركز فيه على الشكليات والمذكرات الاستعجالية الفورية التي لا تخدم الإصلاح التربوي ببلادنا بل تعمق مشاكله وتضاعفها .هل يعرف أصحاب إصدار القرارات في كل زمان وبدون مراعاة مناسباتها الملائمة أن هناك ما هو أولى بالمعالجة والالتفات و في مقدمة ذلك الاكتظاظ الذي يصل في بعض الأقسام إلى أزيد من 45 تلميذ وقس على ذلك ..
من الظواهر التي تساهم يوميا في تدهور التعليم ببلادنا و التي لا يتم معالجتها إلا بمواقف جريئة لا ب إصدار مذكرات استعجالية فاقدة للعلمية و الموضوعية
بلقاسم سداين
ayne10@hotmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *