من أجل لبنـــــــــــان والأمـــــة العربية

الأحداث الأخيرة كشفت للعالم الدور الجيوسياسي اللبناني في تعميم عقلانية الحياة السياسية وإدراك المخاطر والفوارق الباطنة الكبيرة، التي قد تعصف به إلى فتنة حرب أهلية، والتي لم تعد بعيدة عن وطنه وشعبه، بسبب التهيئة الغير مسبوق لإثباتها على أرض الواقع بوضوح. قد يتسم الوعي الجماهيري بالانفصام والشعور بالضيق والألم في محيطه بسبب عدة عوامل، سيما معاناته الأخير جراء العدوان الصهيوني الذي غير مجرى حياته رأسا على عقب.
نتناول في هذا السياق الحقيقة الواضحة التي يتعذر علينا اجتنابها: البارحة بالضبط يوم 14 آذار بعد استشهاد المرحوم رفيق الحريري كانت المطالبة الجادة للجيش السوري بالمغادرة والانسحاب الكلي من لبنان سيدة الموقف، اليوم نزلت المعارضة اللبنانية للشارع لتغيير والضغط على حكومة السنيور للاستقالة، وهل ستكون المعارضة قادرة على الاستجابة بصورة فعالة للتغييرات والتحديات المقبلة؟؟ الوضع عكس تفوق جماهير المعارضة وقد تصبح أكثر أهمية مع الأيام المقبلة، ربما يزداد حجمها الكلي من اجل الممارسة على المستوى الشعبي الوطني، لكن سوف تزداد المشاكل الخطيرة
التي يمكن مناقشتها وحلها على مستوى الرئاسة المحلية التي يمكن لها أن تبرهن على مشاركتها الديمقراطية بدلا من أن تكون مجر متفرجة لأن.دولة لبنان اكبر بكثير عن الفرص أو الكراسي التي سوف تخسروها، إذ يجب أن لا ننسى أن للحكومة أيضا جمهورها الواسع.
حان وقت التخطيط لأفضل إستراتيجية ممكنة لحماية المصالح الوطنية بصورة محكمة
لأن إجماع الفهم الواقعي للأحداث الحالية مع الرغبة العميقة في تأمين المصلحة الحيوية للشعب وبأقل تكلفة ممكنة جدا، تقوم على التركيبة العقلية الأكثر ملائمة لتفعيل المبادرات الإستراتيجية القومية إعلانها، تطبيقها، وتنفيذها لأن الوقت لازال يوفر مناخ الاحتكاك بين من هم مع ومن هم ضد وتنطلق شرارة العواقب السلبية الوخيمة والحتمية للسقوط في فخ الفتنة الطائفية.
لبنان بلد تاريخي وجميل، ظل لسنوات وطن تتعايش فيه كل الطوائف والأديان السماوية، كيف وكل التيارات القومية المحلية تقف مندهشة ومحبطة في آن واحد تشاهد انهياره ؟ تحركوا وبسرعة، و إلا سوف تتحول المعركة الخاسرة بصورة واضحة أمام العالم لساحات عربية أخرى وينتشر بسرعة فيروس التفرقة القاتل.
إن كان هدف الحكومة اللبنانية خدمة مجتمعها القومي، يجب أن يكون الغرض من سياستها هو تحسين الوضع الحالي لأن إخفاقها ضخم أمور عدة، أهمها حل ثغور معانات جماهيرها التي لا زالت ملكومة إثر العدوان الصهيوني الأخير، و الذي غيرها تغييرا شاملا وكاملا، وهناك أمور أخرى وأفعال قذرة تتصف بالانحطاط والتخاذل، إذ لا يمكن للعقل أن يتقبلها، تمس مباشرة بالكرامة والمصلحة الوطنية، التي تعتبر مصلحة حيوية ينبغي حمايتها.
نلاحظ أن الغضب تجمع ونفذ الصبر، لان رفع الضرر وتجنيب الوطن هول الفتنة الأهلية لا ترحب به حكومة السنيورة الحالية، غالبا ما يروه ضعفا ينم عن جبن إذ لا يمكن لها أن تتعامل مع الثور إلا بتحديه، وخلاف ذلك مهانة مخزية وعميقة، يجب أن
تظل على مستوى التزامها، عليها تعهدات لمن وعدتهم بالحماية يوم انتخابها، فلا بد من الوفاء به مهما كانت النتائج، وأن الحرب الدامية بين الإخوة تأكيدا لحكومة فاسدة عاجزة، نتائجها غير مشرفة، لأن لا ضرورة للقتال في حرب داخلية إذ تعد مخلة بالشرف ولا يغتفر لمسببيها، والطوفان يتهددها بالغرق ليل نهار.
هل عدل الحكومة المنتخبة هو ظلم العباد، أم الغش، أم القسوة، أم الضعف؟؟؟؟
المحك في أي أزمة ليس أن تحقق ما تراه يصون الكرامة بل السلوك المنتهج أثناء الأزمة وحلها العقلاني هو الذي يحافظ على السمعة والمكانة ليس على صعيد الوطن فحسب بل في العالم أجمع.
يجب أخد التدخلات الخارجية الغير بريئة الفاسدة والمؤذية، محمل الجد لأنها تهدف تكبيد الأمة العربية الخسائر الكبرى، وإسقاطها في فخ شيطاني دون أن يظهروا أو يوضحوا نواياهم السيئة لأنهم كالفئران، يخربوا ويدمروا أهدافهم في عتمة الظلام،
الخوف الحقيقي من العدو الخارجي القاسي، الموجه توجيه محكم للفتك بلبنان وشعبه و الأمة العربية.
الحكم في لبنان حسب دستوره بالتوافق لا بالأغلبية، وانتم شعب أصيل شامخ، هنئوا
أنفسكم على حنكتها أثناء الشدائد العظام، رفيعة المستوى، وأثبتوا للعالم جدارتكم وقدرتكم حمل هذا الميثاق الوطني بأمانة وشرف ووضوح وسلام.
بقلم صباح الشرقي 1/12/2006
http://www.maktoobblog.com/sabahchergui




Aucun commentaire