قدر تلاميذ وتلميذات قرية مستكمر سرابية الوعود بخصوص أماكن الإيواء من أجل مواصلة الدراسة

سبق لي من قبل أن أثرت عبر موقع وجدة سيتي محنة تلاميذ وتلميذات المستوى الإعدادي بقرية مستكمر حيث كان الذكور منهم يعيشون مكدسين في مستودع للبضائع بالسوق الأسبوعية ، ثم نقلوا بعد ذلك إلى تكديس آخر بدار الطالب تحت إشراف طاقم لا علاقة له بالتأطير التربوي المطلوب حيث تسيطر عليه الأمية والجهل رئيسا ومرؤوسا ، وكل همهم الاستفادة من منحة التعاون الوطني التي تصل سبعة ملايين سنتيم سنويا مع أن التلاميذ ممنوحون يطعمون بالإعدادية ، وكل ما يربطهم بدار الطالب هو المبيت ، في انتظار إنشاء داخلية تؤويهم. والإناث مشردات كذلك بين ممنوحات مقيمات بداخلية في مدينة تاوريرت ، وغير ممنوحات استفدن من مساعدة إحدى الجمعيات التي كانت تقدم منحا للأسرة التي تؤويهن ، وهو أمر لم يدم سوى سنة واحدة لتعود هذه الفتيات من جديد للعيش بقاعة من قاعات الإعدادية يقال أنها كانت مبرمجة للإعلاميات ، وبقاعة أخرى مخصصة للصلاة في ظروف مزية سبق لموقع وجدة سيتي أن نشر صورا لها .
ونظرا لسوء أحوالهن نقلت هذه الفتيات البائسات من قاعاتي الإعدادية حيث كن يفترشن الأرض ليس بينها وبينهن إلا قطع إسفنجية لا تقيهن قر الشتاء القارس إلى دار الطالبة بمدينة العيون التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في انتظار بناء دار الفتاة خلال موسم دراسي واحد للعودة من جديد مرة أخرى خلال هذا الموسم إلى قاعتي الإعدادية ، في انتظار الحلول محل الذكور بالداخلية التي تم أخيرا الانتهاء من أشغالها على أمل البدء بإنشاء دار الفتاة إلى جانب داخلية الذكور . كل هذا المسار المؤلم ووزارة التربية الوطنية تغط في سبات عميق ، وتبرم الصفقات الفاشلة مع المتطفلين على الحقل المقاولاتي من أجل إنشاء داخلية وإلى جانبها دار فتاة تنهيان محنة تلاميذ وتلميذات القرية البؤساء والبائسات ، عبر مساطر معقدة كما صرح بذلك مسؤول محلي مفاخرا أو مباهيا لأن التعقيدات بالنسبة لبعض المسؤولين عندنا دليل على علو كعبهم ، ورفعة شأنهم هكذا يخيل إليهم ، إذ لا بد أن يتجرع البؤساء مرارة الانتظار الطويل حتى يسيطر على قلوبهم اليأس ليأتي الحل بعد محن يشيب لها الولدان ، فيكون ذلك مؤشرا على شدة بأس المسؤول وعظمته في نظر الناس البسطاء حسب اعتقاده ، والذي يصير شبه إله يرغب في يسبح الناس بحمده و يقدسون له.
وكان قدر أبناء قرية مستكمر الانتظار حيث حفرت أسس الداخلية قبل موسمين دراسيين منصرمين ، ثم ردمت وغاب المقاول فجأة ، ثم أعيدت مسطرة إعلان الصفقة من جديد وبكل تفاصيلها وتعقيداتها ، فلم يجد التلاميذ بدا من الإقامة بدار الطالب تحت رحمة طاقم من الأميين لا علم لهم بأبسط المعلومات لتدبير شأن التلاميذ التربوي ، و في ظروف أقسى من ظروف الإقامة بمستودع البضائع بالسوق الأسبوعية ، وهو منزل ضاق بهم لمحدودية طاقته الاستيعابية . وانطلقت أشغال بناء الداخلية بعد تدخل السلطة بالجهة والإقليم مشكورة على غيرتها الوطنية ، ورقة قلوب أصحابها لأبناء وبنات قرية مستكمر البائسة ضد تلكؤ الجهة المسؤولة جهويا ومحليا عن الشأن التربوي ، العاجزة أمام مساطر إنشاء داخلية ودار فتاة المعقدة لأن الأمر يتعلق ببناء مرفق ذي مصلحة عامة ، علما بأن المساطر بسيطة جدا عندما يتعلق الأمر بتجهيز مكاتب هذه الجهات بالمكيفات والأثاث الفخم الزائد عن الحاجة ، والمأدبات ، و التعويضات ، والأسفار المكوكية داخل وخارج الوطن ، والسيارات الثنائية والرباعية الدفع والحافلات وشبه الحافلات ، …..إلخ حتى تحولت ساحات الأكاديمية والنيابات التابعة لها إلى ما يشبه محطة طرقية بسيارات وحافلات رابضة فوقها كان الأجدر أن ينفق ثمن اقتنائها على حل مشكلة تلاميذ وتلميذات مستكمر وغيرها . والجهة المسؤولة تربويا غير مبالية بمحنة المتعلمين والمتعلمات في هذه القرية البائسة وغيرها .
و لقد أوشكت بناية الداخلية على الانتهاء بعد مرور موسم كامل ودورة كاملة من موسم جديد تزامن مع شعار مدرسة النجاح ـ يا حسرتاه ـ وهي داخلية مقررة في الأصل لإيواء التلاميذ ، ولكنها ستشغل لتحل مشكل الفتيات السجينات بقاعتين من قاعات الإعدادية أو المشردات بين مدن الإقليم مما يعني أن مشكل الفتيان سيظل عالقا ، وسيظلون بدورهم سجناء بدار الطالب التي من المفروض أن تقدم خدماتها لغير الممنوحين ، علما بأن هؤلاء الممنوحين تقع مسؤولية إيوائهم على وزارة التربية الوطنية وليس على منح التعاون الوطني التي لا يستفيدون منها إلا المبيت .
ولقد تبخر من جديد حلم مشروع إنشاء دار الفتاة الذي كان من المفروض أن يحل مشكلة إيواء تلميذات القرية اللواتي عليهن إخلاء الداخلية للتلاميذ المكدسين في دار الطالب . واختفى مقاول دار الفتاة ، كما اختفى من قبل مقاول الداخلية فجأة ، وعادت التعقيدات المسطرية من جديد الضامنة لهيبة المسؤولين وسلطتهم على المستضعفين البؤساء والبائسات من أبناء القرية الذين أعياهم الانتظار ، وتسرب منهم من تسرب . وحول المبلغ المرصود لمشروع دار الفتاة حسب ما وصلنا من أخبار إلى سنة مالية موالية ، وربما كان مصيره عدم العودة كما هو حال أرصدة ميزانيات مشاريع في نيابة فجيج كثر حولها الحديث مؤخرا ، والتي حولت بقدرة قادر إلى نيابة الناظور بذرائع واهية مثيرة للسخرية .ولم تبق إلا الوعود التي يعيش على دغدغتها الأبناء والبنات والآباء والأولياء في قرية يكاد التهميش يبتلعها في زمن آمال مشاريع التنمية البشرية العريضة الطويلة التي غزت كل قفر في هذا الوطن العزيز بقيادة ملك يعد رمز الرأفة والرحمة بالنسبة للفئات المحرومة في الجهات المهمشة . فهل سيكون المسؤولون في الموعد من أجل تفعيل وأجرأة رأفة ورحمة أمير المؤمنين برعاياه في قرية مستكمر التي لا تعول إلا على الله عز وجل ، وعلى الرعاية الملكية السامية ، وعلى أبنائها وبناتها محط آمالها للخروج من حصار العهود الغابرة ، ومواكبة التنمية الشاملة الزاحفة عبر كل ربوع هذا الوطن الغالي ؟
وإن أبناء وبنات قرية مستكمر يعولون على من أعاد إليهم البسمة من قبل عندما تبخر حلم الداخلية بسبب التعقيدات المسطرية المخجلة لعودة البسمة إليهم من جديد بعودة حلم مشروع دار الفتاة المتبخر أيضا بسبب نفس التعقيدات المخزية . وجزى الله كل خير من ساهم أو سيساهم في إسداء هذا المعروف لهذه القرية البائسة مع أنه حق مشروع لا يستجدى ، وإنما يعطى .





4 Comments
ana man had al9arya mastagmar wadkhalt alontirna adyalha miraran ou mabaliyach hadachi ali maktob ahna kolchi mazyan ou makhasa hata haja
الشكر الجزيل لك السيد الشركي .اثارة هذا الموضوع في هذه الفترة بالذات والتي تتزامن مع نشاط الوزير بتاوريرت يعتبر تجسيدا حقيقيا لواقع التعليم بالجهة الشرقية.لا يعقل بتاتا ان تستمر معاناة تليميذات اعدادية مستكمر الى ما لا نهاية له والوزارة المعنية تتغنى يوميا ببررمجها الاستعجالية وبرامج تشجيع تمدرس الفتاة بالعالم القروي.اتقوا اله في هؤلاء التلميذات وابنوا لهن دار الطالبة كباقي اقرانهن في ربوع وطننا الحبيب
نشكركم الأستاذ الفاضل على غيرتكم على أبناء وبنات مستكما أكثر من ذويهم.. وللإشارة والتنوير وكما جاء في مقالكم فرئيس الجمعية الخيرية لاعلاقة لهبالتربية والتعليم إلا ما يبتغيه من وراء ترأسه للجمعيةالتي يجدد مكتبها كلما آن أوانه يجدده في الخفاء .كمايترأس كل الجمعيات والتعاونياتالفلاحيةوالصناعيةوالفضائية وووو. إضافة إلى كونه الرئيس الفعلي للمجلس القروي لان الرئيس لا يعرف البلدة إلا في مواسم معروفة. كمانذكربالمناسبة أن نخبة من خيرة أبناء البلدة كانوا بصدد العمل على تدبير الشأن التربوي لكن بقدرة قادر لم تدم هذه المحاولة إلا سنوات قليلة ليتم نسفها من طرف سماسرة الانتخابات الذين انتابهم الرعب وهم يرون الأساتذة والأطباء والصيادلة والطلبة إلى جانب الفلاحين في مسيرة التنمية .. إن حال الإعدادية والداخلية لن يتغيرا حتى يغير الناس ما بأنفسهم
walah ana man mastagmar kantalab balmasolin 3la lminta9a yahtamo chwiya bachabab lirah kayathamach bwahad tari9a s3iba liana makanch fach yatlahaw lamarakiz riyada lata9afa lafonon basa7 kayan wahad l7aja lwita olabartchi riyadat tahmich bima3na lkalima lahawla wala 9owa