الزجال المغربي حميد تهنية في ضيافة جريدة صدى فاس

عزيز باكوش
بحضور رئيس جامعة محمد بن عبد الله الدكتور فارسي السر غيني وبمشاركة أربعة عشر شاعرا وناقدا مغربيا، وجمهور نوعي أحيت جريدة صدى فاس يوم السبت 30 مايو 2009 أمسية ثقافية وفنية كبرى احتفاء بالذكرى 14 لتأسيسها وذلك بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس ، وبدعم من جامعة سيدي محمد بن عبد الله . برنامج الأمسية كان حافلا ومتميزا ، وتضمن إلى جانب ذلك حفل توقيع ديوان « نوار الظلمة » للزجال عضو تحرير جريدة صدى فاس الشاعر حميد تهنية ، الجلسة الأولى التي ترأس أشغالها الشاعر والناقد عبد الرحيم أبو صفاء انطلقت بكلمة المديرية الجهوية للثقافة ألقتها الأستاذة نادية برشيد، تلتها كلمة عميد كلية الأدب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس أكد من خلالها دور الجامعة في مد جسور التواصل والانفتاح بين النخبة والمجتمع ، معتبرا نفسه عضوا من عائلة المثقفين، مؤكدا على ضرورة رد الاعتبار للطاقات الإبداعية، مشددا على أهمية التجاوب مع مبادراتهم والإصغاء لمنجزهم الأدبي والفني ، رئيس الجامعة أشار إلى تقاطعات البرنامج الاستعجالي لوزارة التربية والتكوين مع تصوره لآفاق الإبداع والممارسة الإعلامية داعيا في هذا الصدد إلى مأسسة العلاقة بين المدرسة والجامعة التي حسب رأيه باتت وستظل مفتوحة الأبواب للتعاون مع هذه المكونات خدمة للثقافة و للوطن .
مدير جريدة صدى فاس الزميل محمد بوهلال ألقى كلمة سجل فيها المقاصد الكبرى من هذه التظاهرة التي ترسخ الاحتفاء بمحطتين مهمتين في المسيرة الإعلامية والثقافية بمدينة فاس ، وإذا كانت الأولى تتعلق بإحياء بالذكرى 14 لتأسيس جريدة صدى فاس الجهوية كما دأبنا على ذلك منذ سنوات ، فإن الثانية تتعلق بتوقيع ديوان الزميل حميد تهنية ، وأهمية الشاعر المغربي حميد تهنية كإعلامي متميز وناقد في مجال الفن والمسرح ، تنطلق من هنا نقطة مضيئة في سماء التجربة ككل ، وقال الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في هذا الخصوص » لقد وجدت الجريدة فيه صداها الفني والرياضي ، واحتضنت فيه روح الإعلامي المتحمس والناقد المتميز وخاصة في المجال الفني والمسرحي ، إن إلمام تهنية بأدق التفاصيل في فن الأغنية المغربية بشتى أنواعها واطلاعه بمكونات المسرح المغربي جعلت منه متتبعا يقظا لكل الأنشطة المحلية والوطنية ، كما تحدث محمد بوهلال عن بعض الملامح والآفاق في مسار التجربة الإعلامية لجريدة صدى فاس التي يعتبر الشاعر المحتفى به أحد تلاميذها النجباء ، وقال في هذا الصدد » لقد استطاعت صدى فاس بفضل دعم ومساندة زمرة من مثقفي فاس وإعلامييها ان تعمل بتفان لتكريس إعلام جهوي جاد في خضم طفرة كبرى من الجرائد الجهوية والوطنية. بعد ذلك فسح الشاعر والناقد عبد الرحيم أبو صفاء المجال للقراءات العاشقة ، مقاربات لنقاد ومبدعين تجشموا عناء السفر وأضفوا على اللحظة الصفاء والبهاء والهباء الذي تستحقه ، وتوالت قراءاتهم وشهاداتهم في حق الجريدة ، و حول المبدع تهنية وباكورة إنتاجه الأدبي والفني .
الشاعرة الكبيرة أمينة لمريني من جهتها قدمت ورقة أسمتها (قراءة عاشقة) استحضرت من خلالها طابع الإبداع وميازة تجربة تهنية ونجاحه في استيعاب مكونات عشقه ،أمينة لمريني واكبت التجربة وخصبتها بسماد الرقة وصفاء الشعر ، فالزجل عشق الرجل ونظمه هواه الذي يتنسمه ،
الزجال الباحث محمد الراشق في منجزه النقدي كان شفافا وموضوعيا إذ قارب التجربة بهدوء وموضوعية ، وسبر غور التجربة الزجلية المغربية باعتباره من أركانها مستلهما انشغالاته كباحث في التراث وكزجال من عيار رفيع ، مبرزا أن هذا الديوان المحتفى به » حقق مبدأ « متعة التكامل » بدعوة النص المركزي لنصوص الموازية الغيرية حسب تعبير المفكر جيرار جانيت…ويعني بها لوحة الغلاف » الأيقونة » التصدير،والتقديم ، وسطور الغلاف الخلفي. وقال في هذا السياق » أني قد استفدت من كتابة التقديم المضمّن بالديوان.. ومع ذلك طرحت السؤال، ماهو مبرر إقدامي على كتابة تقديم لهذا الدّيوان؟ الجواب بسيط جدّا ، هو إدراكي لعمق تجربته – وقناعتي النقدية بأن هذه التجربة ستتطور نحو الأفضل، حيث يمتلك شروط هذا التطور، كما يمتلك الرغبة في تحقيق ذلك
ومن مؤشرات نجاحه: امتلاكه لقدرة الإصغاء والتنفيذ
بعد دلك استمتع الحضور بقراءات زجلية شعرية مع الشعراء إدريس المسناوي –عبد الحق طريشا- حميد تهنية سميرة تاونانتية- محمد نصرافي.رشيد العلوي تخلل الحفل أغاني من ربيرطوار الفنان حميد تهنية أداها صحبة تلامذته.اللذين حجوا رفقة الطاقم الإداري، وجمعية الآباء للثانوية الإعدادية المغرب العربي لتكريمه على طريقة الكبار.
حضر الحفل عدد من المبدعين في مجالات الإعلام والفكر والموسيقى والمسرح والرياضة والتشكيل.
الدكتور عبد الفتاح ابطاني في شهادته بعنوان « أخي الذي لم تلده لي أمي » استحضر حروف الكلمات التي تربى حميد في حضنها ، تهنية القادم إلى الدنيا من أم حنون فيلالية تجرعت نسغ الكلمة من ارض تافيلالت ، ارض الكلمة ، ارض المثل والحكمة » وقال بحميمية ملهبة موجها كلامه إلى صديق دربه » حميد قد يلزمني الوقت ان أقول ما ليس فيك لأنه قليل ، ولا يسعني الوقت لأقول محاسنك أخلاقك ثقافتك وقتك ، الفن شبيه بالغرام إلى انتيا كنت صادق
صاحبو ليس ينظام لأنو بحكامو واثق
الم تصدح هكذا ذات مسرحية » سرب الإبداع » الباهيات وأنت تتقمص دور الفنان حمدان، أنت كائن شديد الألفة ، مسقط للكلفة عشرتك تؤنس أكثر ما توحش «
أما مداخلة محمد كوزي مفتش تربوي فقال في كلمته الموسومة ب » مقومات الخطاب الصحفي وخصائصه لدى صدى فاس الجهوية فقد انطلق فيها من توصيف تحريرها بثنائية الفنية العالية والمصداقية ، وقال بهذا الخصوص « ان الخطاب الصحفي بصدى فاس لا يتجسد من خلال شكل صحفي واحد وإنما من خلال العديد من الأشكال فزيادة على المقالات الإخبارية هناك التقارير الصحفية والتحقيقات والمقابلات الشخصية . هناك الخط التحرير الواضح المخلص للحداثة والتقدمية في مختلف تجلياتها ، المفتش كوزي استعرض مميزات جريدة صدى فاس واصفا طاقمها بالمحترف والمتمكن والمتمرس لشؤون الإعلام الجهوي وفق شروط أخلاقية مهنية تتحرى الأمانة والدقة وروح المسؤولية شرحا وتفسيرا وتحليلا ونقدا .
وبعد أن قدم الناقد الشاعر إبراهيم قهوجي شهادة راقية في حق المحتفى به، كان الحضور على موعد مع الإطار الوطني الحاج عبد الرحمان السليماني الذي كشف عن الجوانب الحميمية في علاقته بالمحتفى به قائلا » اكتشفت فيه الأديب في كرة القدم وهو صاحب نكتة داخل الميدان ، واستعرض الإطار الوطني بعض النوادر التي رافقت مسارهما خاصة في مجال كرة القدم أضفت مساحة من الطرافة والحميمية . بعد دلك استمتع الحضور بقراءات زجلية شعرية مع الشعراء إدريس المسناوي – عبد الرحيم أبو صفاء ، عبد الحق طريشا- حميد تهنية سميرة تاونانتية – محمد نصرافي. رشيد العلوي ، أسماء الصرعي . بقت الإشارة إلى ان الحفل تأثث بأغاني من ربيرطوار الفنان حميد تهنية أداها رفقة كورال من تلامذته الذين يعشقون فنه ، واللذين حجوا رفقة الطاقم الإداري وجمعية الآباء للثانوية الإعدادية المغرب العربي التي يشتغل إطارا بها لتكريمه والاحتفاء بتجربته . حضر الحفل كذلك عدد من المدعوين ، من رجال الإعلام والفكر والموسيقى والمسرح والرياضة والتشكيل، هؤلاء كانوا على موعد ضيافة بالمقهى الأدبي ايريس ثم بعد ذلك في دار الضيافة بالمدينة القديمة.





Aucun commentaire