Home»Débats»الصلح خير والصفح جميل..

الصلح خير والصفح جميل..

0
Shares
PinterestGoogle+

ميمون جلطي


في زمن السرعة والإشاعة وزمن االسوشيال ميديا وحديث الساعة أصبح الكثير من الناس يستغلون مواقع التواصل الإجتماعي لا لشيء سوى لزرع الفتنة والعداوة، والغريب أن هناك من يسلم لكل ما ينشر في هذه الوسائل وكأنه كلام رباني صريح أو حديث نبوي صحيح، والخطير في الأمر أن استخدام هذه الوسائل ونشر الشائعات فيها وتصديق ما يبث فيها من أفكار وأقاويل وما يروج فيها من فتن وتهويل قد يشتت أسرا ويهلك دولا وشعوبا، ويتسبب في خلق الفتن وفي ذهاب الأمن وشتات الأمر، كما هو الحال بين المغرب والجزائر.
وكما هو رائج هناك بعض المغاربة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي منشغلون في سب الجزائريين صباحا ومساء ويصفونهم بأقدح النعوت والشعب الجزائري منهم براء، وأكثر من ذلك هناك من أسس صفحة خاصة بسب الجزائريين ورميهم بسهام الكراهية ويظنون بذلك أنهم يخدمون بلدهم المغرب، ولكن ما هم سوى أنهم يشوهون سمعة بلدهم وما يشعرون، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الجزائريين على مواقع التواصل الإجتماعي لا شغل لهم سوى سب المغاربة من شروق الشمس إلى غروبها ووصفهم بما لا يوصف والمغاربة منهم أبرياء، وأيضا هناك منهم من أسس صفحة إلكترونية خاصة بشتم المغاربة ورميهم بسهام الباطل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولكن ما هم سوى أنهم يمثلون الوجه القبيح لبلدهم الجزائر وما يشعرون.
شعبان شقيقان افتراضيان يشتمان بعضهما البعض مجانا ويتدخلان في الخلافات السياسية بين نظاميهما، رغم أن الأمر ليس بأيديهم ولا صلاحية لهم في إغلاق حدود أو فتحها ولا صفة لهم لإبرام صلح ولا قدرة لهم على تسوية خلاف، فبدل أن يتعاون الشعبان على الصفح وعلى إصلاح ما أفسدته السياسة يتعاونان على نشر الفتنة والعداوة ويجاهدان في تبادل الشتائم والتشفي في بعضهم البعض من حيث يدريان أو من حيث لا يدريان، ولكن لنثبت أو لنفترض ماذا لو تصالح حكام البلدان وعادت العلاقات الدبلوماسية والسياسية إلى مجاريها وفتحت أبواب الحدود على مصراعيها، فأين سيذهب شعب الشتائم والإتهامات الإفتراضية وإلى أي وجهة سيولي بوجهه « فين غادي يدير وجهو » وبأي وجه سيستقبل الجار جاره وكيف سيقابل الصاحب صاحبه بعد مرور وقت مثقل بالحقد والعداوة، وهل ساعتها سيعدل اللعانون والشتامون صفحات حساباتهم وهل سيغيرون من لهجاتهم ومن أفكارهم وآرائهم، وهل يمكن يومها لهؤلاء زيارة بلد أولئك وهل يمكن لأولئك زيارة بلد هؤلاء.
الحقد لا وطن له والإساءة إلى الغير ليس من ورائها رابح ودعاة الفتنة لا يجلبون لوطنهم فائدة عدا كثرة الهراء وتوسيع رقعة العداء، فإن كنتم تريدونها حربا فالحرب تكون بالحديد والنار لا بالشتائم من وراء الستار وإن كنتم تعتبرونها إنجازا فالإنجاز يكون بالعمل لا باللعن وإن كنتم ترتاحون على نشر الإساءة فعليكم أن تفكروا في أبنائكم الذين خلقوا لزمان غير زمانكم وفي الأجيال القادمة التي قد لا تكون أمثالكم، فإن كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة اليوم فإنها ستفتح غدا وإن غدا لناظره قريب وسيلتقي الجمعان ويتقابل الجيران، وساعتها سيتداول الأبناء والأحفاد سجل ماضي الآباء والأجداد الذين رحلوا خلسة وتركوا وراءهم إرثا ثقيلا من الحقد وركاما كبيرا من الأذى ومن التجريح والكلام قبيح وسجلا مشحونا بالسب والقذف والتشهير ودون أن يتركوا وراءهم أي أثر جميل حتى يكون سببا في تعزيز الروابط أو حتى يكون ذكرى للترحم عليهم، أما آن الأوان ليتغلب صوت الحكمة والعقل وتتوب هذه الفئة المثيرة للفتنة من مغاربة وجزائريين عن نشر الكراهية وتتعاون على إفشاء الصلح والصلح خير وتدعو إلى الصفح والصفح جميل…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *