من الشرق نُعلنها من عاصمة المغرب الشرقي : الصحراء مغربية إلى الأبد

بقلم: سليمة فراجي

من وجدة، عاصمة الشرق المغربي، من مدينة الكرامة والعلم والجهاد، المدينة التي احتضنت مواطنينا المنفيين من الجزائر سنة 1975 نُعلنها بصوتٍ واحدٍ نابضٍ بالوفاء:
نُحيي جلالة الملك محمد السادس نصره الله، قائد المسيرة الجديدة، وباني نهضة الوطن الحديث،
ونترحم بخشوعٍ على الملك الراحل الحسن الثاني، مبدع المسيرة الخضراء، الذي غرس في قلوب المغاربة حبّ الصحراء وإيمانًا لا يتزعزع بمغربيتها الخالدة.
سبعون سنة مرت على استقلال المغرب ، وخمسون سنة مرت على المسيرة الخضراء المظفرة
من الشرق، حيث تنبض الوطنية صدقًا وعمقًا، نُجدد العهد على الولاء،
ونُعلنها للعالم: المغرب انتصر، وها هو التاريخ يُنصفه، والحق يسطع من فوق منابر الأمم.
انه انتصار التاريخ انتصار يصدح بصوت اممي : الصحراء المغربية تحت السيادة الكاملة للمملكة
اليوم، يكتب المغرب صفحة جديدة في تاريخه الحديث، صفحة عنوانها الكرامة والسيادة والاعتراف الدولي.
فمجلس الأمن الدولي اعتمد قرارًا تاريخيًا، غير مسبوق في لغته ولا في مضمونه، يُكرّس بشكل واضح وصريح مغربية الصحراء ويعتبر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الوحيد الواقعي والدائم للنزاع المفتعل الذي طال أمده.
لقد قاوم المغرب لعقودٍ من الزمن حملات التشويش والعداء، صمد أمام محاولات التزييف والتحريف، ودافع عن حقه التاريخي بكل ما أوتي من صبرٍ وحكمةٍ وثقة في عدالة قضيته. واليوم، ها هو المجتمع الدولي يُنصفه أخيرًا، ويضع حدًّا لمناوراتٍ أنهكت المنطقة وسرقت من شعوبها فرص التنمية والاستقرار.
رغم كل الضغوطات التي مارستها الجزائر لمحاولة عرقلة هذا القرار أو تعديله، جاءت النتيجة واضحة:
11 صوتًا مؤيدًا، 3 امتناعات، ولا صوتًا معارضًا، في حين امتنعت الجزائر عن المشاركة، في اعترافٍ ضمنيٍّ بالعزلة السياسية التي وصلت إليها.
إن هذه اللحظة ليست فقط انتصارًا دبلوماسيًا، بل هي تتويج لمسارٍ ملكيٍّ حكيم قاده جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بثبات ورؤية بعيدة المدى. لقد كان خطاب جلالته الأخير لحظة دفء واعتزاز، إذ أثلج صدور المغاربة كافة، وهو يُعبّر عن شكرٍ صادقٍ لكل من ساند المغرب في مسيرته العادلة، ويُجدد العهد بمواصلة البناء والتطوير في الأقاليم الجنوبية العزيزة.
اليوم، لم يعد الحديث عن “نزاع الصحراء” مطروحًا بنفس المفاهيم القديمة.
لقد انتهى زمن المساومات والمغالطات.
فالعالم، عبر أعلى هيئة أممية، أكد أن الحل الوحيد الممكن هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وأن المشروع الانفصالي فقد كل شرعيته وواقعيته.
إنها لحظة تفيض بالاعتزاز، لكنها أيضًا دعوة إلى مزيد من العمل والوحدة واليقظة، لأن انتصارات الأمم لا تُصان إلا بالإرادة المشتركة والالتفاف حول الثوابت الوطنية.
فالمغرب اليوم، كما الأمس، يمد يده من أجل السلام، لكنه لا يتنازل عن ذرة من ترابه.
المجد للمغرب،
المجد للصحراء المغربية،
والمجد لكل من آمن بعدالة قضيتنا،
وساهم في جعل صوت الحق يعلو فوق كل الضغوطات والافتراءات





Aucun commentaire