Home»International»الكيان الصهيوني يستخف بقرار الاعتراف بدولة فلسطين ويصرح مفاخرا بأن مصيره يقرر في القدس وليس في لندن أو باريس

الكيان الصهيوني يستخف بقرار الاعتراف بدولة فلسطين ويصرح مفاخرا بأن مصيره يقرر في القدس وليس في لندن أو باريس

0
Shares
PinterestGoogle+

الكيان الصهيوني يستخف بقرار الاعتراف بدولة فلسطين  ويصرح مفاخرا بأن مصيره يقرر في القدس وليس في لندن أو باريس

محمد شركي

بداية كان من المفروض على بريطانيا  قبل اتخاذ ها هي وفرنسا ودول غربية أخرى قرار الاعتراف بدولة فلسطين أن تعتذر أولا للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور المشئوم الذي  تتحمل مسؤوليته التاريخية والأخلاقية وهي يومئذ دولة محتلة لفسطين والذي بموجبه  تم  عن طريق القوة توطين كيان  مستنبت لم يكن له  تاريخيا وجودا من قبل  في أرض فلسطين . وها  بريطانيا هي اليوم وبعد مرور ما يزيد عن سبعة عقود تعترف بدولة فلسطين في محفل دولي وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعتبر  قراراتها غير ملزمة مع أنها  هي وفرنسا عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي الذي تعتبر قراراته ملزمة  إذا ما لم يلغها الفيتو الأمريكي المنحاز دوما للكيان الصهيوني . ولقد كان الأجدر بهما باعتبار عضويتهما الدائمة فيه طرح قرار حقيقي وملزم يعترف بدولة فلسطين إحراجا للولايات المتحدة  أمام  دول العالم في حال استعمالها الفيتو ضده.

   ومعلوم أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين في الجمعية العامة  لن يعفيها من المسؤولية التاريخية والأخلاقية  لتوطينها بالقوة  الكيان الصهيوني في  فلسطين والذي هجّر إليها  إليها من أقطار أوروبية وغيرها من أقطار العالم  .

 وها هو اليوم الكيان المختلق والمحتل لأرض وجد فيها شعب منذ قرون طويلة  يستخف بقرار اعتراف بريطانيا بحق هذا الشعب في السيادة على وطنه متعمدا تجاهل قرار توطينه  قبل سبعة عقود فقط بالقوة  في فلسطين والذي طبخ  في لندن ،ولم يكن للكيان الموطن بالقوة  يومئذ وجود في القدس التي صار اليوم يدعي  ويفاخر بأن مصيره يقرر فيها وليس  في لندن أو باريس .

وها هي بريطانيا اليوم وبعد صمت عقود تصرح بأن وعد بلفور المشئوم وهو جريمة ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني تتحمل مسؤوليتها  باعتبارها دولة احتلال تعمدت توطين كيان صهيوني لا شرعية له  في فلسطين قبل رحيلها عنها  تزعم أن هذا الوعد قد نص على صيانة حق الشعب الفلسطيني ، وهذا منتهى العبث والسخف إذ كيف يمكن صيانة هذا حق شعب مع توطين كيان مختلق محتل فوق أرضه ؟؟؟

 وبناء على هذا لن  تبرأ بريطانيا  أبدا من  مسؤولية جريمة وعدها المشئوم  بالرغم من اعترافها بدولة فلسطين الذي هو اعتراف في حكم الصوري باعتبار عدم إلزامية  قرارات المحفل الدولي الذي  تبناه،  وبالرغم من فتح سفارة لفلسطين في عاصمتها .

إن الواجب  الملزم على بريطانيا وعلى كل الدول الأوروبية وغيرها التي  ساهمت في تهجير وتوطين الصهاينة في  فلسطين وهم يومئذ عبارة عن شتات  فيها ،واعترفت بما سمته دولتهم سنة 1948  أن تتحمل اليوم مسؤوليتها الأخلاقية والتاريخية وتعترف بجريمة  التوطين المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ، وهو ما يلزمها  قانونيا وأخلاقيا بالتدخل وبنفس أسلوب القوة الذي استخدمته  لتوطين الصهاينة من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسونها وهم فوق كل مساءلة أومحاسبة، يدوسون  باستخفاف على كل القوانين والأعراف والأخلاق الدولية  .

وإن البريطانيون اليوم باعترافهم بدولة فلسطين يقيمون الحجة على أنفسهم بأن وعدهم المشئوم كان ظلما وعدوانا على الشعب الفلسطيني، وأنه  يلزمهم اليوم إنصافه ليس عن طريق  هذا الاعتراف الصوري  بل عن طريق  قرار حقيقي ملزم  صادر عن مجلس الأمن ، وهو ما لا يمكن طالما ظل الفيتو الأمريكي يعترض عليه .

 ولقد عاب وزير الخارجية الأمريكي على بريطانيا وفرنسا اعترافهما بدولة فلسطين، واعتبر ذلك خضوعا منهما للضغط الداخلي إشارة منه إلى المسيرات الشعبية المليونية فيهما والتي لم تهدأ منذ العدوان على قطاع غزة ما قرابة سنتين . ولا ندري ما وجه العيب  في خضوع تلك الحكومتين لضغط شعبيهما وهما محسوبتان على الديمقراطية التي  تفاخر باحترام إرادة الشعوب، وتشهدان للكيان الصهيوني بأن ديمقراطيته هي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط مع أنه لا يبالي بالضغط الداخلي، ولا يقيم وزنا للمظاهرات والمسيرات اليومية التي تطالبه بوقف الحرب على غزة ليس إشفاقا على الفلسطينيين ،وإنما  مجرد رغبة في استرجاع الرهائن على أساس استمرار تلك الحرب بعد  تحقيق ذلك . ولا يوجد حسب وزير الخارجية الأمريكي  بديل عن الخضوع للضغط الشعبي الداخلي سوى الخضوع لضغط خارجي الذي لا هو في نهاية المطاف ضغط أمريكي .

وعلى غرار تصريح وزير الخارجية الأمريكي سخر ممثل الكيان الصهيوني في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك  من قرار الاعتراف بدولة فلسطين واعتبره مسرحية هزلية استخفافا به ، ونسي أو تناسى أن الاعتراف بكيانه المستنبت في أرض فلسطين قبل عقود كان  بحق مسرحية هزلية .

ومعلوم أن الكيان الصهيوني منذ توطينه بالقوة من طرف بريطانيا في فلسطين ، وهو توطين تشهد عليها  مستوطناته وكانتوناته  غير الشرعية  التي لا زالت تنتشر يوميا في الضفة الغربية ، لم يخف في يوم من الأيام أطماعه في السيطرة على كامل التراب الفلسطيني بل والسيطرة أيضا على أجزاء كبرى من  جوارها  العربي الذي يقدره حسب أوهامه التلمودية  من نهر الفرات إلى نهر النيل وأحيانا أبعد من ذلك  .

 وها هو اليوم قد استقوى بفترتي رئاسة الرئيس الأمريكي  الحالي المجاهر والمفاخر بتصهينه هو وفريقه الحكومي والبرلماني حيث أطمعه خلال الفترة  الأولى من رئاسته  بالسيادة  الكاملة على مدينة القدس، وقد فتح سفارة لدولته فيها تحديا للشرعية الدولية ، ثم  زاد في إطماعه في الفترة الحالية من خلال سكوته  وإقراره على ارتكاب جرائم الإبادة  الجماعية مع منع وقفها من خلال الاستخدام المتكرر للفيتو، ومن خلال حمايته من كل متابعة قضائية أمام محاكم دولية، ومن خلال  تشجيع حماقاته العدوانية والتوسعية التلمودية في منطقة الشرق الأوسط  التي هي من نسج أوهام وخرافات .

إن الإدارة الأمريكية  تمارس اليوم  كل الضغوط على الأنظمة العربية والإسلامية من أجل ما تسميه حلا للقضية الفلسطينية  بشكل يخدم  في نهاية المطاف مصلحة الكيان الصهيوني عن طريق تنزيل ما سمي بصفقة القرن أو مشروع الشرق الأوسط الجديد . ولقد استدعى الرئيس الأمريكي اليوم  رؤساء بعض تلك الأنظمة ليس للتشاور معهم بل من أجل إملاء  قراره الذي عبرعنه بشكل صريح  مباشرة بعد  تنصيبه في فترة رئاسته الثانية بما سماه  » ريفيرا عزة  » الذي يأمل أن يعود عليه وعلى شريكه الصهيوني بالنفع الكثير.

وأخيرا نقول إذا كان الصهيوني يفاخر بأن قراره يتخذ في القدس وليس في لندن أو باريس ، فإن الشعب الفلسطيني يراهن بعزم وإرادة قويين على مقاومته الباسلة التي تؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بالقوة ، وما ضاع أبدا حق وراءه طالب وإن تراخى الزمن  بشهادة التاريخ وهو خير شاهد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *