ما الذي يلزم الشعوب العربية والإسلامية وقد خاب أملها في القمم وتبين أن الإدارة الأمريكية ماضية بإصرار في دعم العدوان الصهيوني على بلدانها ؟؟؟

ما الذي يلزم الشعوب العربية والإسلامية وقد خاب أملها في القمم وتبين أن الإدارة الأمريكية ماضية بإصرار في دعم العدوان الصهيوني على بلدانها ؟؟؟
محمد شركي

عندما نقارن حراك شعوب العالم الغربي المنددة بجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بما يقابله من حراك الشعوب العربية والإسلامية نصاب بالأسى العميق بسبب الفرق الشاسع بين الحراكين ، ذلك أن الشعوب الغربية لم يهدأ لها حراك ولم يفتر ، ولا تفوتها مناسبات أوأنشطة فنية أو ثقافية أو رياضية إلا واستغلتها لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأشرس عدوان في هذا العصر حاملة الأعلام الفلسطينية ، وصورضحايا جرائم الإبادة الجماعية أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا الذين يبادون تقتيلا وتجويعا وتشريدا . وقد تُمثَّل في شوارع عواصمها مشاهدُ محاكية لما يقع في قطاع غزة من فظائع ، بينما نجد الشعوب العربية والإسلامية بعضها إن لم نقل جلها لا تسمح أنظمتها بالحراك أصلا من أجل فلسطين وهي بذلك مغيبة عن التفاعل من القضية الفلسطينية التي هي قضيتها الدينية قبل كل شيء، وهي تتجرع مرارة ها يحدث مع مرارة الحرمان من مجرد التعبيرعما تعاني منه من تمنع وتغييب ، وبعضها غائبة من تلقاء نفسها لا تعنيها القضية الفلسطينية ، وهي منشغلة بأمور حياتها اليومية وخائضة في شتى أنواع المشاغل و اللهو من رياضات ومهرجانات … وغير ذلك . ومقابل ذلك نشاد حراكا من أجل فلسطين عند القلة القليلة منها حين يقارن عددها بالسواد الأعظم المغيب أوالغائب دون ذكر من تصهينوا ، وصار أمر الكيان الصهيوني يعنيهم أكثر مما تحركهم مشاعرالأخوة العربية والإسلامية تجاه الأشقاء الفلسطينيين المضطهدين الذين ينالون منهم شامتين لأنهم انتفضوا من أجل نيل حريتهم وتحقيق استقلال وطنهم الذي هو بمثابة القلب النابض للعالم العربي والإسلامي ، وهو مع ذلك وقف إسلامي تقع مسؤولية حمايته على كافة المسلمين عربا وعجما .
ولقد تأكد أن قمة قطر من خلال بيانها الختامي كشفت مرة أخرى أن كفة الأقوال فيه قد رجحت كالعادة بكفة الأفعال ، وتأكد أيضا بما لا يدع مجالا للشك أو للتشكيك أن اتفاقيات التحالف المبرمة مع الإدارة الأمريكية إنما هي مجرد حبرعلى ورق ، وأن قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط مسخرة في الواقع للكيان الصهيوني الذي ما كان بإمكان سلاح جوه أن يخترق كل المجالات الجوية في المنطقة العربية والإسلامية لو لم تكن تلك القواعد رهن إشارته متى شاء ،توجهه إلى الأهداف التي يريد الإغارة عليها . ومما تداولته مؤخرا وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عن شخصيات غربية وصفت بالوازنة والمطلعة أن سلاح الطيران لدى دول المنطقة الذي صرفت للإدارة الأمريكية من أجل اقتنائه الأموال الطائلة لا يمكن تشغيله لصد أي عدوان محتمل عليها، لأن مفاتيح تشغيله بيدها، ولهذا صار في حكم المعطل ، والعهدة في هذا الخبر على تلك الشخصيات الغربية التي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تصريحاتها عبر فيديوهات.
ولقد أصبحنا عربا ومسلمين مغيبين قسرا وغائبين طوعا ينطبق عليها وصف القائد المسلم طارق بن زياد رحمه الله الذي خاطب جنده وهو يهم بفتح بلاد الأندلس قائلا لهم : » إنكم أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام » .
إن قادة الغرب الذين سلموا أرض فلسطين للصهاينة بالقوة على طبق من ذهب لا زالوا يحاولون استغفال الشعوب العربية والإسلامية من خلال تغييب حقيقة القضية الفلسطينية والجزم مع الصهاينة بمقولة أسطورتهم التلمودية التي تعتبر فلسطين وما جاورها من فرات العراق إلى نيل مصر وأبعد من ذلك هي الوطن القومي الذي وعدهم به الرب عوض طرح القضية الفلسطينية كما يجب أن تطرح، ولا وجود إلا لطرح واحد هو أن قادة الغرب قد رحّلوا من أقطارهم اليهود للتخلص منهم إلى أرض لها شعب ، ووطّنوهم فيها بالقوة ، ولا زالوا يمدونهم بالقوة من أجل تصفية شعبها وتهجيره قسرا خارجها كي يتحقق لهم الوهم والهذيان التلمودي. هذه هي الحقيقة التاريخية التي لا يمكن طمسها والتي لا مندوحة عنها من أجل حل مشكل الشرق الأوسط الذي صار مسرح أحداث في منتهى الخطورة بعدما أطلقت الأنظمة الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية يد الصهاينة فيها يعربدون كما يشاءون، وقد داسوا بازدراء وغطرسة على كل القوانين والأعراف الدولية المتفق عليها بين أمم المعمور، وعطلوا عمل وقرارات مجلس الأمن ، و ازدروا أحكام محكمة العدل ومحكمة الجنايات ، وما كان ذلك ليحدث لولا الضوء الأخضر من تلك الإدارة التي لا تقل عنهم مروقا والتي لم تعد تخجل من الدوس باستعلاء وكبرياء على ما تبرمه من اتفاقيات تحالف مع العرب الذين تبتز أموالهم ، وتسطوعلى مقدراتهم وخيراتهم ، وتأكل غلتهم ، وتسب ملتهم ، وتذلهم أمام عرّابها وحليفها وشريكها الصهيوني الأوحد وهي تفاخر بتحالفها معه ، وبتصهينها على لسان مسؤوليها الكبار .
أليس من العار أن تبتز الإدارة الأمريكية دولة قطرماليا ، وتقيم فوق ترابها قاعدتها العسكرية، و في المقابل تعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني كي يقصفها وهي وسيط ـ يا حسرتاه ـ تسعى إلى إنهاء حربه العبثية في قطاع غزة والتي في إنهائها خلاصا لرهائنه وجنوده وقد هلك منهم من هلك ، وجُنَّ من جُنَّ ؟ وتمرّد على خوضها من تمرّد.
و أخيرا نقول عسى أن يحرك الشعوب العربية والإسلامية بيت الشاعر ابن براقة الذي استشهد به الرئيس السوري في قمة الدوحة وهو:
مَتًى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكِيَ وَصَارٍمًا وَأَنْفُا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكَ المَظَالِمُ
ويكون استنهاضا لهممها ونخوتها إن لم يحرك همم ونخوة من يسوسونها.





Aucun commentaire