خطاب العرش 2025… إشادة دولية غير مسبوقة بالرسائل التي حملها الخطاب الملكي

كتب: عبد القادر البدوي
أحدث الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه الميامين، صدى واسع النطاق على الصعيدين الوطني والدولي، وتضمن الخطاب جملة من القضايا والتحديات التي تواجه المملكة، كما استعرض الإنجازات التي تم تحقيقها خلال فترة حكمه، بالإضافة الى الرسائل الواضحة التي وجهها جلالته الى حكام الجزائر..
وفي هذا السياق، لقي خطاب العرش اهتماما دوليا بارزا، من خلال رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، عبّرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديرها الكبير لريادة جلالة الملك، مشيدة بالدور الذي يضطلع به في إرساء عهد جديد من السلام والازدهار.
وجاء ذلك على لسان، وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي قال في بيان رسمي صدر يوم الأربعاء 30 يوليوز، إن “المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، شريك راسخ للولايات المتحدة في بناء مرحلة جديدة من التعاون والسلم على المستويين الإقليمي والدولي”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن بلاده، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تتطلع إلى مواصلة توطيد هذه الشراكة النموذجية، والعمل المشترك مع المغرب لتحقيق مزيد من الاستقرار والنمو في السنوات القادمة، واغتنم الوزير روبيو هذه المناسبة الوطنية الغالية لتقديم أحر التهاني لجلالة الملك وللشعب المغربي، مشيرا إلى أن « المملكة المغربية بصفتها أحد أقدم أصدقاء بلادنا وأقربهم، فإننا نثمن شراكتنا الدائمة معها لتعزيز السلام والأمن ».
بدوره قال نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية، إيلان بيرمان، إن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 26 لاعتلاء جلالته العرش شكل « دعوة صادقة من أجل إعمال حسن الجوار وتحقيق الازدهار المشترك » في المنطقة وخارجها.
وفي ذات الوقت تطرق نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية إلى الدعم الدولي المتنامي لمقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الوحيد والأوحد للنزاع بشأن الصحراء المغربية، مسجلا أن هذه الدينامية التي أطلقها جلالة الملك تعد ثمرة التزام ثابت لفائدة القانون والشرعية.
وتأتي هذه الإشادة الأمريكية في سياق علاقات استراتيجية تشهد تطوراً متواصلاً بين الرباط وواشنطن، تتجلى في تنسيق سياسي وأمني وثيق، وتعاون اقتصادي متعدد الأبعاد، فضلاً عن توافق الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد عدد من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بالرباط، أن المملكة المغربية حققت، إنجازات هامة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في مختلف المجالات جعلت منها نموذجا للتنمية متعددة الأبعاد.
وفي هذا الصدد، أبرز عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالرباط، سفير جمهورية الكاميرون، محمدو يوسفو، المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها بقيادة جلالة الملك محمد السادس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ونوه السيد يوسفو بالأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في أفق تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030، كما أشاد برؤية والتزام المملكة المغربية من أجل تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتوطيد العلاقات مع الدول الإفريقية.
من جهته، اعتبر عميد السلك الدبلوماسي الأوروبي بالنيابة، سفير مالطا، جوليان فانسون بروني، أن الاحتفال بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش يشكل فرصة للوقوف على مسار التنمية الذي يشهده المغرب تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وفي تصريح مماثل، أكد عميد السلك الدبلوماسي الآسيوي، سفير جمهورية الصين الشعبية، لي تشانغ لين، أن المغرب، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، قام بتنويع شركائه الدوليين، معربا عن ارتياحه للعلاقات «الممتازة» التي تربط بين المغرب والصين.
كما أكد عميد السلك الدبلوماسي العربي بالنيابة، سفير الجمهورية اليمنية، عز الدين الأصبحي، أن المغرب يقدم تجربة متميزة، لا سيما في مجال التنمية، مبرزا أن المملكة شهدت نهضة تنموية واضحة خلال السنوات الماضية، واعتبر السيد الأصبحي أن التجربة المغربية الرائدة القائمة على قبول الآخر، والتنمية الاقتصادية المتوازنة، والحضور الدولي المتميز ملهمة لبقية الدول بالمنطقة.
بدورها تناولت كبريات الوكالات ووسائل الإعلام العالمية – مثل وكالة رويترز، ووكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، ومنصات عالمية – مضامين الخطاب الملكي السامي، وخاصة ما يتعلق بالتنمية والوحدة الوطنية وتعزيز مكانة المغرب، وأكدت الوكالات على تأكيد الملك على مواصلة جهود التنمية وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي للمغرب، مع التركيز على تعزيز الاستثمار والنهوض بالقطاعات الحيوية.
كما خصصت صحيفة «القدس العربي» حيزا مهما لرسالة السلام والحوار، التي تحمل دلالات واضحة على رغبة المغرب في تجاوز الخلافات، وإعادة بناء جسور التعاون مع الجزائر، بعيدًا عن التصعيد والتوترات التي طال أمدها، وركز صاحب المقال على اهمية سياسة » اليد الممدودة » التي يعتمدها المغرب تجاه الجزائر من أجل إعادة بناء علاقات قوية تعزز المصالح الثنائية للبلدين الجارين، كما تعيد ترميم البناء المغاربي في عالم يقوم على التكتلات الإقليمية المستندة إلى الأبعاد الجيوستراتيجية »





Aucun commentaire