النظام الجزائري يملأ خزائن شركة « ليوناردو » الإيطالية الإسرائيلية الممولة لحرب إبادة أهالي غزة بصفقات أسلحة

عبدالقادر كتــرة
عقدت اللجنة الثنائية الجزائرية الإيطالية للتعاون في قطاع الدفاع دورتها الثالثة عشر، في 30 نوفمبر الماضي، بقصر « غويدوني » بالعاصمة روما، الذي يعتبر مقرا للأمانة العامة للدفاع والمديرية الوطنية للتسلح في ايطاليا، أعقبتها زيارة إلى موقع الإنتاج لشركة « ليوناردو » للصناعات العسكرية بمنطقة « فاريزي ».
وتم التطرق باهتمام، حسب البيان الصادر بالمناسبة، من طرف الوفد الجزائري، لاستكمال الاتفاقيات الموقعة مع شركة “ليونادرو”، والتي تنص على اقتناء 7 حوامات من طرازAW-139 ، موضحا أن الجانبين عبرا عن عزمهما إنهاء هذه الصفقة خلال السداسي الأول من 2023.
كما عبر الطرف الجزائري عن اهتمامه الكبير، وفق البيان، بالمروحية الجديدة للاستكشاف والمرافقة AW-249 (NEES)، التي تنتجها شركة « ليوناردو ».
وانتهى الاجتماع، وفق البيان، بالتزام الطرفين بمواصلة التعاون، حيث حدد من بين أهداف عام 2023 سلسلة من اللقاءات الهادفة إلى زيادة التبادل والتعاون بين البلدين.
هذه الصفقات التي تمت في إيطاليا بعشرات الملايين من الدولارات، مع شركة « ليوناردو » شريكة إسرائيل في الصناعة العسكرية مع الشركات على جميع المستويات وفي جميع المجالات، وتستفيد من ملايير الدولارات التي يذهب نصيب وافر منها لإسرائيل التي تمول حربها الظالمة والجبانة ضد شعب أعزل من الأطفال والنساء والشيوخ، حيث تقتل وتبيد أهل غزة، أمام أعين المجتمع الدولي الإخرس، وتدمر الأخضر واليابس…
هذه الصفقة تروم تعزيز التعاون الجزائري-الإيطالي، وتُضاف إلى « مصنع تجميع المروحيات AW139 » في سطيف (70 مروحية جُمعت حتى 2023)، مما يؤكد عمق الشراكة العسكرية بين الجزائر وشركة « ليوناردو » الإيطالية شريكة الشركات الإسرائيلية.
الصفقة تعكس، كذلك، استمرار الجزائر في تعزيز قوتها البحرية عبر شراكات متنوعة، مع تأكيد موقع « ليوناردو » كشريك دفاعي رئيسي لها رغم تعاون الشركة الوثيق مع إسرائيل، في تجاهل شعار « مع فلسطين ظالمة أو مظلومة »…
وللتوضيح أكثر، سبق أن اتفقت شركة « ليوناردو » الإيطالية في 3 فبراير 2023 مع هيئة الابتكار الإسرائيلية (IIA) وجامعة تل أبيب (راموت) لتعزيز تطوير الشركات الناشئة في مجالات الدفاع والأمن السيبراني.
هذه الشراكات تهدف إلى تعزيز وجود « ليوناردو » العالمي من خلال الاستفادة من النظام البيئي الإسرائيلي للابتكار، الذي يُسهم بـ15.3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُشكل 54% من الصادرات، ويوظف 10.4% من القوى العاملة. إسرائيل، المعروفة باسم « أمة الشركات الناشئة »، تضم أكثر من 7,000 شركة ناشئة و430 صندوق استثمار مجازر. وطبَّقت الاتفاقيات فورًا عبر برنامج « مصنع الابتكار التجاري » (BIF) التابع ليوناردو، الذي يتضمن حدثًا في تل أبيب في 28 فبراير 2023 للبحث عن شركات ناشئة في مجالات المحاكاة والأمن السيبراني .
خلاصة القول، توازن مصالح مع تعقيدات جيوسياسية تعكس استراتيجية « ليوناردو » نموذجًا للدبلوماسية الاقتصادية
مع إسرائيل بتوظيف الابتكار التكنولوجي والعسكري لتعزيز حضورها العالمي، رغم الانتقادات حول استخدام منتجاتها في الصراع الفلسطيني .
مع الجزائر تجمع بين التعاون العسكري والاعتماد الطاقوي، متجاوزة الخلافات السياسية عبر « زواج المصالح ».
لم تعد شركة « ليوناردو » في أزمة التي كانت تغرق فيها حد الإفلاس، بل تُظهر مرونة عبر نمو الإيرادات وخفض الديون، رغم تحديات بعض قطاعاتها .
كما أن نجاح « ليوناردو » يعتمد على قدرتها في الموازنة بين الشراكات المتناقضة جيوسياسيًا (إسرائيل والجزائر)، والاستفادة من الابتكار لتعزيز النمو في أسواق استراتيجية.
في 2024، نمت أرباح « ليوناردو » بنسبة 12.9%، ووصلت التدفقات النقدية إلى 826 مليون يورو. وفي الربع الأول من 2025، زادت الطلبات بنسبة 20.6% وانخفض الدين بنسبة 27.5% .
لا بد من الإشارة إلى أن مدينة « سيستو كاليندي »، شمالي إيطاليا، شهدت تحرُّكا احتجاجيًا نفذه نشطاء من حملة « فلسطين حرة »، الذين قاموا بإغلاق مقر قسم المروحيات التابع لشركة « ليوناردو » للصناعات الدفاعية، احتجاجاً على تورط الشركة – بحسب تعبيرهم – في ما وصفوه بـ »الإبادة الجارية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ».
وتضمن التحرك، الذي نظّمه فرع إيطاليا من حركة « فلسطين أكشن » الدولية، حسب موقع « الإيطالية نيوز 28″، استخدام سلاسل حديدية لمنع مرور المركبات، وتسلق اثنين من الناشطين سطح أحد المباني في المجمع الصناعي، حيث قاما برش شعار الشركة بطلاء أحمر، وتحويله إلى عبارة تحمل اتهاماً مباشراً: « ليوناردو تنتج الإبادة ».
كما تم إشعال قنابل دخانية حمراء ترمز إلى « دماء الشعب الفلسطيني »، ورفع علم فلسطين وعلم أيرلندا، إلى جانب لافتة كتب عليها « فلسطين حرة ».
وجاءت هذه الاحتجاجات، حسب نفس المصدر، في إطار حملة أوسع تستهدف العلاقات بين الصناعات الدفاعية الإيطالية وإسرائيل، في ظل تقارير متزايدة عن دور شركات مثل « ليوناردو » – وهي شركة مساهمة يملكها جزئياً الدولة الإيطالية – في تزويد إسرائيل بالمعدات العسكرية. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، فإن « ليوناردو » كانت من أكثر الشركات ربحاً جراء الحرب على غزة، محققة أرقاماً قياسية في أرباح عامي 2023 و2024.





Aucun commentaire