جلول مسعودي
خلال جائحة كورونا أخفت الديمقراطيات العريقة قاموسها الإنساني المهذب والمدبج بمديح حقوق الإنسان والحق في الحياة و..و…كما أرجأت كل وكرمها الحاتمي الذي كانت تنفقه بسخاء لتثبيت وتحقيق  » حرية الشعوب وحقها في حياة ديمقراطية وعدالة اجتماعية…  »
وحدها الدول والأنظمة الشمولية والديكتاتورية  » المقيتة  » سارعت إلى نجدة الدول التي تئن شعوبها بألم متقطع تحت أنقاض كوفيد 19 .
هذه الأنظمة الشمولية والديكتاتورية  » المقيتة  » التي كانت الديمقراطيات العريقة قد وضعها ولا تزال في الحجر الاقتصادي وفي مرمى نيرانها و تتربص بها ، بعدما شيطنتها ووضعتها على لائحة الدول المارقة ، أصبحت هذه الأنظمة تعرض تضامنها ومساعدتها على تخطي حاجز الموت بأمان ، تحت شعار »مصير مشترك للبشرية» وكانت المبادرة من الصين الشعبية بمد يد المساعدة من أدوية ومعدات وأطباء وخبراء لمكافحة انتشار المرض إلى كل من : إيطاليا ، إسبانيا ، فرنسا ،كوريا الجنوبية ، الفيليبين ، إيران ، العراق ، لبنان ، تونس و المغرب ، وقد تطول اللائحة وتطول .
بعد المبادرة الصينية ، تأتي المبادرة الروسية على هيئة معدات طبية لايطاليا ثم للولايات المتحدة الدولة الأكثر ثراء في العالم . ومن غرائب الصدف ومكر التاريخ ، أن هذه الأخيرة لا تزال تفرض حصارا وحظرا اقتصاديا وعسكريا على روسيا نفسها .
أخيرا ، تأتي غرة المبادرات والتضامن من دويلة صغيرة فقيرة تصارع بصمت وكبرياء على هامش الوجود تحت حصار اقتصادي وتجاري تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم الحر عليها منذ 19 أكتوبر 1960 بعيد قيام الثورة الكوبية عام 1959. هذه الدويلة الفقيرة التي أعلن زعيمها السابق « كاسترو  » يوما أنه لا يصنع أسلحة وإنما أنسانا ، ترسل فريق طوارئ طبي إلى إيطاليا هو سادس فريق طبي ترسله في الآونة الأخيرة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الخارج ، سبقتها عدة مبادرات إنسانية لمكافحة الكوليرا في هايتي و الإيبولا في غرب أفريقيا في 2010.
– فمتى تستفيق الدول والشعوب من سباتها الشتوي في الحضن المخدر للرأسمالية المتوحشة ؟