Home»Débats»المعرض المغاربي للكتاب.. ألا يشعر سدنته بالخجل ووخز الضمير؟ !

المعرض المغاربي للكتاب.. ألا يشعر سدنته بالخجل ووخز الضمير؟ !

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم / مصطفى قشنني

الآن وقد وضعت الحروب المصاحبة للمعرض المغاربي للكتاب أوزارها، وبعدما ذهب كل مشارك بأجر ونية مشاركته، وبعدما جُمّعت الخيمة الكبرى وأخاوتها الصغريات، وانفض الجمع إلى حال سبيله آن لنا، أن نتحدث بكل مسؤولية أخلاقية وإنسانية ووطنية.. عن هذا العبث المسمى جزافا بالمعرض المغاربي للكتاب، لنؤكد مجموعة من الحقائق التي قد لا يستصيغها سدنة هذا المعرض/المعْبد ومن لفَّ لفهما من فلول الوكالة الموشكة على الانقراض، بعدما استنفدت صلاحياتها –إن كانت لها صلاحيات تُذكر- بعد انتهاء عمرها البيولوجي والافتراضي على حد سواء.
أولا: إن الحديث عن مغاربية المعرض المغاربي للكتاب وحتى عربيته، بذريعة سياق تنظيمه تحت مظلة وجدة عاصمة للثقافة العربية، أصبح كلاما مليئا بالثقوب والفراغات السوداء. أما الحديث عن كونيته –المعرض- فهذا يعني الكثير من العبث والكثير من الاستبلاد والكثير من لغو الكلام من قبل سدنة المعرض الذين استرخصوا مئات الملايين من الدراهم من أجل تجميع وحشد حفنة من المثقفين الكثير منهم لا علاقة لهم بالثقافة سوى ما تدره عليهم من الراحة والاسترخاء والاستجمام في فنادق الخمسة نجوم، تم استقدامهم لمجرد التأتيت والتلميع والبراباغوندا، أما المغاربيون فكان حظورهم باهت بامتياز.
والملفت دائما في المعرض المغاربي للكتاب في نسخته الأولى والثانية هو الحضور القوي للمثقفين الفرنسيين من الدرجة الثالثة والرابعة –ولنكن منصفين أكثر- مثقفون ضاقت بهم ماما فرنسا بما رحبت به خيمة مدير الوكالة.
ثانيا: لابد لدافعي الضرائب بالجهة من معرفة حجم صفقة هذا المعرض، وأوجه صرفه وما جنته الوكالة الوحيدة –دائما- المحظوظة المكلفة بالإشهار والتواصل واللوجستيك؟ ناهيك عن أثر هذا المعرض وفعله وعدد زواره ومتتبعيه ومدى تسويقه للمدينة والجهة المأزومة أصلا بما تراكم فيها من خيبات أمل وبؤس وفقر وحياة راكدة ركود المستنقعات الآسنة؟ ! غير أن هذا الذي وقع لا يمكنه أن يبقينا في خانة الشجب والإدانة فقطـ بل لابد من بسط النقاش في هذا الأمر، حتى لو كنا نعتقد جازمين أنه سوف يكون بلا رجع صدى أو صيحة في واد أو سنكون كمن يؤذن في مالطا، لأن استشراسا وعنادا يحجبان بصر وبصيرة كبير القائمين على المعرض، أقصد مدير وكالة تنمية جهة الشرق، مما حول هذا المعرض إلى مجرد منصة لتصريف الأحقاد وحشد الاصطفافات، التي مرغت انتشاء سدنته في الوحل بسبب ضعف الطالب والمطلوب. وأفتح هنا قوسا لأسطر على هزالة العروض وضعف الإقبال عليها بشكل ملفت مما اضطر السدنة إلى الاستنجاد بالمؤسسات التعليمية والجامعية لملء فراغاته القاتلة، دون الحديث عن غياب الناشرين الحقيقيين وكذا الارتباك في البرامج وما اعتراها من الحذف والتقليص، وإقحام أسماء لا علم لها أصلا بالمعرض، ناهيك عن الاستعانة بأسماء للملء فقط. وذلك في الدقيقة الصفر من عشية المعرض وووووو
ثالثا: إن ثقافة الرفض المصاحبة لهذا المعرض المهزلة تنبني على مقاربة موضوعية ومن جوانب متعددة –لا يسعف الحيز هنا لسردها- تبدأ بالسؤال ، لماذا هذا المعرض؟ وما هو المنتوج المقدم من خلاله؟ وما مدى إسهامه في إثراء المشهد الثقافي وإنعاش سوق القراءة وغيرها من الأسئلة الكثيرة؟؟
رابعا: لن يكون كلامي مدعاة للاستغراب وأنا أستعير هنا ما جاء على لسان أحد أبطال رواية « أحدب نوتردام » لفيكتور هوكو، وهو يقارن الكتاب بالكاتدراكية القديمة قائلا: (الكتاب سوف يقتل الكاتدرائية)، وأنا أقول العبث سيقتل الثقافة في هذه المدينة، فكل ما ليس له علاقة بالثقافة أصبح يسجى على مسلخها ومذبحها. فمن وجدة عاصمة للثقافة العربية إلى مهرجانات باهتة قاتمة تعلوها سحنة سديمية تشبه سحنة نوايا من يشرفون ويسهرون عليها. نعم، المدينة أصبحت متخمة بشكل فظيع بالفعاليات التي لا فعل لها ولا أثر في واقع الناس، مما يضطرك إلى طرح سؤال عريض عرض جبهة و »تسنطيحة » القائمين عليها: أين الثقافة الحقيقية في كل هذا الزخم من الهرج والمرج؟ ! لا شيء ثم لا شيء اللهم ثقافة فقاعية تستقوي وتستأسد ببهارات البهرجة والاستعراضية والفهلوة الفجة. وإنه لمن المخجل والمخزي تواري زمن الكريزمات الثقافية والإبداعية والنخب الفاعلة في المشهد الثقافي بالمدينة والجهة إلى الخلف، لصالح جيل جديد من نيوانتهازيين ونيووصوليين أصحاب الثقافة المعلبة والهامبوركر المحشو بضفادع وصراصير وخنفساء الهايكو!؟
أما الثقافة الحقيقية فقد مرقت من خيمة المعرض المغاربي للكتاب كما يمرق السهم من الرمية، دون أن يشعر السدنة بالخجل ووخز الضمير الذي لا يمكن ترميمه على الإطلاق؟ !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *