افتراءات كاذبة لوزير خارجية الجزائر بخصوص
القرار الاممي في الصحراء المغربية
في الوقت الذي كان فيه المغرب قد سجل بارتياح كبير مصادقة مجلس الأمن بإجماع أعضائه على القرار رقم 2351 المتعلق بقضية الصحراء المغربية، كشفت مصادر مطلعة أن الدبلوماسية الجزائرية لم تحرك ساكنا ، إذ وجدت نفسها في وضع لا يحسد عليه، بعد القرار الذي صادق عليه مجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية والذي دعت فيه دول المجلس 15 إلى الانسحاب الفوري وبدون شروط للعناصر المسلحة للبوليساريو من منطقة الكركرات العازلة، والمطالبة بإجراء إحصاء للاجئين بمخيمات تندوف.
وفي خضم  القرار الاممي  التاريخي الذي أربك البوليساريو ومعها الجزائر لم يكن امام هذه الاخيرة اي خيار اخر لانقاد ما يمكن انقاده الا – تخريجة – وزير الخارجية الجزائري  لعمامرة المجانبة للصواب ففي تصريح خلال زيارة قادته إلى قاعة عمليات الانتخابات التشريعية رفقة ملاحظين دوليين عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، قال بالحرف بخصوص قضية الصحراء المغربية  » إن المسار السياسي المشلول  طيلة سنوات سيستأنف طريقه الصحيح، مثلما أوضح ذلك الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره ومثلما أكده مجلس الأمن أيضا في لوائحه، واعتبر أن تمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة  من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء المغربية ، هو «نجاح دبلوماسي» للقضية الصحراوية كونه سيسمح بعودة المفاوضات إلى مسارها الصحيح. وبهذا التصريح يكون عمامرة هو الشخص الوحيد في العالم الذي قرأ قرار الامم المتحدة على هواه وحور بقدرة قادر مضمون القرار الاممي رقم 2351  » المطالبة بإجراء إحصاء للاجئين بمخيمات تندوف » الى  » تنظيم استفتاء بالصحراء المغربية  » بدون خجل أو حياء. كما ان لعمامرة تجنب النقطة التي تضمنها القرار عندما دعا الجزائر إلى تحمل مسؤوليتها كاملة فيما يخص النزاع حول الصحراء المغربية، وقال  بخصوص هذه النقطة إن «العملية السياسية ستستأنف بروح وديناميكية جديدة وبالتالي فإن الأمر يتعلق بالشروع في مفاوضات جديدة مباشرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو». كما ان الديبلوماسي الجزائري لم يكلف نفسه الاشارة الى ان القرار الاممي رحب بالجهود الجدية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من اجل المضي قدما نحو تسوية نهائية للنزاع في اشارة الى الحكم الذاتي الذي اصبح يلاقي الدعم المتزايد في مجلس الامن والامم المتحدة وحتى في الاتحاد الاوربي. المسؤول الجزائري لم يشر بالمرة لاختفاء مليشيات البوليساريو بسرعة البرق وخروجها مطأطأة الرأس من الكركرات  لتنتهي بذلك اسطورة الدولة القائمة على اراضي محررة….
الغريب في الأمر أن تصريحات الوزير رمطان لعمامرة، تزامنت مع بيان أصدرته وزارة الخارجية التي  » عبّرت عن ارتياحها لمصادقة مجلس الأمن على اللائحة 2351 التي جددت عهدة بعثة «مينورسو» لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء المغربية. كما رحب البيان  بتمسك مجلس الأمن الدولي بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي وبالاستفتاء الذي سيسمح له باختيار الوضع النهائي لأراضيه « . واكيد ان ما جاء في بيان الخارجية الجزائرية صورة طبق الاصل لتصريح لعمامرة ، ويرى المتتبعون أن افتراءات الخارجية الجزائرية الكاذبة جاءت بعد تقييم الكلفة الخطيرة على الرأي العام الجزائري قبل أيام معدودات عن الانتخابات التشريعية، وكذا من اجل التخفيف من جرعة الصدمة داخل تندوف والجزائر  .
محمد علي مبارك