لا حق للمسلم أن يكون قاضيا في أمريكا

أحمد الجبلي
العربي المسلم إرهابي ( par défaut ) ولذلك فهو مدان دائما وأبدا حتى تثبت براءته، و الوحيد الذي يستطيع إثبات براءته هو القاضي المسلم، وأمريكا لا تسمح بوجود قضاة مسلمين، مما سيجعل كل عربي مسلم إرهابيا ومدانا مادام يصلي ويصوم ويعتز بكونه مسلما.
لم يعد في أمريكا أمن ولا أمان سوى لماسحي الأحذية المسلمين، أو لرجال النظافة ومتسلقي العمارات من أجل مسح الزجاج، إن سلموا. أما أن تكون إطارا كبيرا مسلما فأنت تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي ولذلك وجبت تصفيتك وستعلن الشرطة بأن السبب هو الانتحار أو أي سبب آخر مقنع للرأي العام العربي والإسلامي. لقد غفل هؤلاء الأغبياء كما سماهم ابن جلدتهم مايكل مور أن
القاضية شيلا عبد السلام كانت محلفة رائدة، كرست حياتها في الخدمة العامة لكي تكون نيويورك أكثر إنصافا وعدلا للجميع كما صرح أكثر من واحد ممن اشتغلوا معها، والمرأة كانت أنموذجا للاستقامة والتفاني في العمل وسعيدة في حياتها لشعورها بأداء دور فعال ساهم في استثباب الأمن في شوارع نيويورك. فكيف يمكن إقناع الرأي العام العالمي بالانتحار؟
ألم يشن ترامب حملة صليبية جديدة على المسلمين؟ ألم يمنح الضوء الأخضر، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود، لكل مسيحي متطرف كي يعمل على إرهاب المسلمين وتوسيع عملية الاغتيالات والقتل؟ أليست أمريكا هي شرطي العالم الذي يدين دائما وأبدا عدم وجود الأمن في بلدان العالم؟ فمن سيدين أمريكا عن تقصيرها في حماية المسلمين؟ أو يحاسبها على الجرائم والمضايقات التي يتعرض لها المسلمون صباح مساء؟
فلماذا لا تسمى عمليات القتل بالإرهابية عندما يكون الضحية مسلما؟ إن القول بانتحار القاضية المسلمة هو إدانة لها حية وميتة، إدانة لها حية لأنها القاضية المسلمة الوحيدة في أمريكا وهو منصب حساس ومهم ومن شأنه أن يحقق العدل عندما يتعلق بمسلمين أو أجانب وبالتالي وجبت تصفيتها، وإدانة لها ميتة على اعتبار أنها مختلة عقليا أو جبانة لم تستطع مقاومة مشاكل الحياة.
إن المشكل الحقيقي فيما يتعلق بقضايا ترهيب المسلمين وإعمال آلة القتل والفتك فيهم يعود إلى ثلاثة أسباب: السبب الأول هو حملة ترامب التي قادها ضد المسلمين والتي وجدت لها السبب الثاني الداعم لها وهو منطوق العقيدة المسيحية التي تأمر بالقتل وحد السيف في أكثر من 1200 آية، والسبب الثالث هو ضعف الأنظمة العربية المسلمة التي تملك النفط والمال ووسائل الضغط ولكنها جبانة لا تقوى على حماية نفسها بله أن تقوى على حماية أبنائها العرب المسلمين.




Aucun commentaire