أحمد الجبلي

أبى موظفو وموظفات قسم الموارد البشرية بجماعة وجدة إلا أن يجعلوا من يوم 12 يناير 2017، يوما للوفاء والعهد والاعتراف بما قدمه  زملاؤهم الأستاذ أحمد مختاري والأستاذ يحيى الجنفي والأستاذ محمد الروملي من خدمات عظيمة ومعتبرة لهذا القسم تحديدا ولجماعة وجدة عموما.
حيث لم يكن ممكنا أن يسمح هؤلاء الموظفون لأصدقائهم المتقاعدين أن ينسحبوا في هدوء دون أن يصنعوا لهم هذا العرس البهيج، وهذا الحفل الرائق، ويؤرخوا ليوم مفصلي في حياة هذا القسم، فلم يكن من السهل أن تسير الأمور بشكل عادي وطبيعي كأن شيئا لم يقع، بل إن لهذا الحدث أكثر من دلالة و أكثر من معنى وله أكثر من بُعد، ذلك وأن مشيئة الله شاءت أن تغير اتجاه سفينة أحبة أعزاء وأصدقاء في اتجاه التفرغ للحياة الشخصية والعائلية، وهو تحول ليس بالأمر السهل لما يخلفه من أحزان وشجون وآثار في النفسيات وجروح في القلوب، وشرخ في جدار هذا القسم بكل مصالحه.

فلم يكن من الممكن أن يترك هذا القسم هذا اليوم يمر هكذا دون أن يعمل على إدخاله في صفحات التاريخ عنوة، ليبقى شاهدا على مسار نضالي عريق، ومسيرة إدارية قل نضيرها، وعلى إنجازات تشهد عليها بصمات هؤلاء الأبطال التي ستضل عالقة بكل ملف من ملفات مصلحتهم، وستظل هذه الكراسي وهذه المكاتب وهذه الآلات وهذه الممرات شاهدة على أن الإخوة الأعزاء كانوا هنا في هذا القسم يرسمون مع باقي إخوانهم خطا إداريا متفردا، بكل انضباط  وبكل جد ومثابرة.
إن الكلمات التي ألقيت في هذا الحفل المتميز، رغم أنها كانت كلمات متحشرجة ممزوجة بنوع من الانكسار أسى على فراق إخوة أعزاء، قد أزالت الشك باليقين ومحت أي نقع يمكن أن يعتري هذا القسم ممن لا يعرف حقيقة ما قدمه هؤلاء الأشاوس المتقاعدون ككلمة الأستاذ خالد كحلاوي رئيس القسم، والأستاذ محمد الرحالي رئيس مصلحة الأطر العليا، والأستاذ عبدالعزيز برحيلي ميسترو هذا الحفل التاريخي المشهود، والأستاذ نور الدين هريشي رئيس مصلحة التكوين والأستاذة حياة بوشنايف الناطقة الرسمية باسم موظفات هذه المصالح.. إن جميع هذه الكلمات بمختلف تعبيراتها وأساليبها ومشاعرها قد تناسقت لتشكل لوحة فنية متناسقة وجميلة عن هؤلاء الأصدقاء في تفانيهم في عملهم، وتضحياتهم، وما بدلوه من غال ونفيس إسهاما مع إخوانهم وأخواتهم في ترسيم منهج إداري، أقل ما يقال عنه، أنه حَوَّلَ هذا القسم إلى أنموذج في العمل الجماعي الوظيفي، كقسم يضع ضمن أولى أولوياته تنظيم شؤون جميع الموظفين توفيرا لهم للأجواء المناسبة للعمل وتقديم الخدمات وتأطير الشأن العام، حيث رسم بموظفيه خريطة طريق واضحة حتى يكون كل موظف على بينة من أمره ورسالته ووظيفته التي لا تقبل التراخي أو التقاعس أو الفتور، على اعتبار أن هذا الموظف كمورد بشري يشكل اللبنة الأساس في التنمية وبناء الجماعة وبالتالي بناء الوطن.
إن قسم الموارد البشرية، اليوم، قد كرم بعض أبنائه البررة المتقاعدين، لأن لهم في قلبه كل المحبة والتقدير، وبكل الاعتراف والعرفان بالجميل، وهو بذلك يتطلع إلى إرساء تقليد حضاري قوامه الاحتفال بأهل الفضل كواجب لا مناص من تأديته، ونهجا لابد من مواصلته وترسيخه.