Home»Correspondants»حي بوعرفة بوجدة يستنير بنور القرآن في رمضان

حي بوعرفة بوجدة يستنير بنور القرآن في رمضان

2
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
سعته الاستيعابية تقدر بثمانين طفلا وطفلة، إنه منزل الحاجة خديجة التي تحول من منزل تسكنه عائلة إلى دار القرآن طيلة شهر رمضان، عندما تمر بشارع الاتحاد  وبالضبط من قرب منزل الحاجة تسمع أزيزا مثل أزيز النحل، إنهم أطفال الحي يرددون ما حفظوا من سور قرآنية.
استطاعت الحاجة خديجة بلطفها و ( الخاطر اللي عطاها سيدي ربي) تقول إحدى سيدات الحي، أن يهرع أطفال الحي إليها كل يوم بانضباط شديد وعزيمة قوية، يتنافسون في الحفظ بكل جدية لعلمهم أن هدية من الحاجة ستكون في انتظار من يتمم حزبه، إننا في السابع والعشرين من رمضان ولقد أتم حفظ الحزب الستين ثلاثون  طفلا وكلهم كرموا وتم الاحتفاء بهم من طرف الحاجة، تتفاوت أعمارهم بين خمس سنوات و إحدى عشرة سنة، ستة منهم قد أتموا الحزب التاسع والخمسين، وثلاثة منهم قد أتموا الحزب الثامن والستين،  أي حفظوا ثلاثة أحزاب كاملة، وفي أفق انتهاء شهر رمضان سيرتفع العدد إلى حصيلة مرضية وثمينة.
والآن، الكل يتحرق شوقا متى يأتي ثاني أيام العيد لحضور الحفل البهيج الذي تزمع  الحاجة على تنظيمه احتفالا بأطفالها وفرحا بهم وبإنجازاتهم وتكريما للمرشدات المساعدات اللائي يقمن بدور هام في هذا العمل العظيم..
ومما ساعد على تحقيق هذه النتائج والحفاظ على عزيمة الأطفال متقدة هو لجوء الحاجة إلى مجموعة أمور منها:
– حسن تنظيم عملية الحفظ حيث لكل طفل دفتر خاص يخول للحاجة تتبع عملية الحفظ بشكل مضبوط.
– اللجوء إلى النقط الحسنة المطبوعة حيث تجد في دفاتر الحفظ أحيانا أرنبا وأحيانا نمرا وأحيانا فأرا وهي أشكال جميلة تدخل البهجة في قلب الطفل.
– تكريم يومي آني لمن أحسن الحفظ والاستظهار وذلك  بمنحه حلوى لذيذة، فصار الأطفال يتمنون ويرغبون بشدة في الحصول عليها لذلك تراهم يجدون في الحفظ ويتسابقون في الاستظهار على الفقيهة.
– تقسم الحاجة الأطفال إلى  مجموعات، تصل أحيانا إلى ثمان مجموعات وكل مجموعة إلا ويجمعها قاسم مشترك هو السورة التي يزمع حفظها، وكل مجموعة تشرف عليها مرشدة متطوعة دورها هو تحفيظ أطفال المجموعة عن طريق الترديد والسماع.
– كل طفل لاحظت مرشدته بأنه قد أحسن الحفظ يمر إلى الفقيهة لتختبر مدى حسن حفظه ومدى حسن احترامه لقواعد القراءة.
– عند نهاية كل حصة يقوم الأطفال بمراجعة الحزب الستون بشكل جيد حتى يترسخ في قلوبهم.
– كل الأطفال يحفظون آية الكرسي وخواتم البقرة عن ظهر قلب مهما صغر سنهم أو كبر، لإشعارهم بعظمة هذه الآية الكريمة.
– قبل نهاية أي حصة تقدم الحاجة أو من تفوضه  تعليم الأطفال، أنشودة جميلة سواء حول القرآن أو أنشودة تغرس فيهم حب النبي صلى الله عليه وسلم أو تتحدث عن قيمة من القيم الإسلامية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الاسترخاء وتغيير الأجواء مما يحفزهم أكثر على حب هذه المجالس والارتباط بدين الله تعالى.
وأخيرا نقول، إذا كان من أبشع الجرائم في العالم هي تضييع الفطرة، فإن أجمل وأعظم الأعمال تكون عندما نجعل هذه الفطرة تسير في خط منسجم مع كونها فطرة فطرها الله تعالى، فطرة تسير وفق ما أراد الله  وأمر، وتعتني بكتابه الذي هو نبراس هذه الأمة الذي ينير لها طريقها، ولا حياة في الابتعاد عنه أو الانحراف عن نهجه القويم.
كثر الله من أمثال الحاجة خديجة، اللائي وعين دورهن الحقيقي كداعيات في تربية النشإ بربطه بأعظم ما في هذا الوجود ألا وهو كتاب الله تعالى. ولا نملك إلا أن ندعو بأن يجعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله في ميزان حسناتها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما نرجو أن يستمر مثل هذا العمل الجاد حتى بعد رمضان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *