Home»Correspondants»الاحتفال ب 12 ربيع الأول الهجري و رأس السنة الميلادية

الاحتفال ب 12 ربيع الأول الهجري و رأس السنة الميلادية

0
Shares
PinterestGoogle+

 12 ربيع الأول هو ميلاد النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .وهي مناسبة متكررة في الزمان ،تحتفل بها الأسر التقليدية من جميع الطبقات الاجتماعية الفقيرة و المتوسطة و الغنية.و تصنف هذه النماذج من الأسر تلك التي لم تدخل بيوتها رياح التغريب و الاستلاب و الافتتان بالنموذج الحضاري الغربي الأوروبي.

أما الأسر التي تصنف  نفسها أنها غير تقليدية، بل متحضرة و متغربة باستنساخ نموذج أوروبي في حياتها اليومية من عادات في اللباس و التدخين و الأسفار و الأكل و المشروبات (الروحية) و الاحتفال بالميلاد المسيحي ،و علاقات أسرية منفتحة و متفتحة(نموذج الخليلات)و هي تنعت في لغة الأسر التقليدية بالانحلال الأسري.

الأسر التقليدية تحتفل في كل سنة من 12 ربيع الأول بالعقيقة،و هي مناسبة تجتهد العائلات المغربية بإعداد كل متطلبات الطبخ و الأكل بهذه المناسبة، وكأن المولود النبوي الشريف هو مولودها و ابن من أبنائها.فهي تعد  أنواعا من الحلويات كالدقيق المطبوخ المحلى بالعسل او السكر  و الذي تخلطه بعض الأسر ببعض الفواكه الجافة،ناهيك عن أكلة المحمصة(بركوكش) المنسم بالعطور و التوابل …يضاف له كؤوس من الشاي تجتمع حوله العائلة  و المعارف من النسوة…و في بعض الأسر لا تفوت المناسبة بدون استعمال الأهازيج و الأغاني الشعبية مصحوبة بدقات البندير و سائر وسائل الطبل و النقر و الرقص، أما الأطفال فيحتفلون بطريقتهم الخاصة باستعمال الألعاب النارية…

الأسر المغتربة تنتظر ليلية 31 ديسمبر من كل سنة لتحتفل بمولد المسيح لتحتفل على النموذج الغربي من موسيقى و رقص مختلط و مشروبات من كل نوع(المسكر من ما ارتفع ثمنه منها على الخصوص) و لا تتورع عن إحضار شجرة الميلاد التي تزين بقطع من القطن تعبيرا عن رأس السنة الغربية التي يحضر فيها الثلج و دمية (بابا نويل) و يتبادلون فيه  الهدايا .و ينتظرون بفارغ الصبر وهم في حالة من السكر الكامل و العربدة، حتى دقات الساعة  في الثواني الأولى بعد منتصف الليل ليأخذوا سماعة التلفون ليبرقوا إلى أصدقائهم و معارفهم و عائلاتهم كلمات التهاني و التهنئات و التبريك بالعام الجديد .حتى أننا لا نجد إلا اللغة الفرنسية أو الانجليزية كلغة التخاطب في البيت و كل مناسبة ترتبط بالنموذج الأوروبي.وحتى نساؤهم تعتبرن أنفسهن من سيدات المجتمع الأولى اللواتي يشعرن بالنفور و التقزز من كل ما هو تقليدي حتى في لباسهن و جلوسهن و طريقة مخاطبتهن للغير…  

إنها  قيم اجتماعية  تتعايش في مجتمع تتجه بعض مكوناته  نحو التشبت بالقيم الدينية و العادات  و التقاليد الاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال،تتمسك بها في كل مناسبة من المناسبات الدينية(رمضان  عيد الفطر و عيد الأضحى و عاشوراء و يوم عرفات الخ…) و في المناسبات الاجتماعية…بينما بعض مكوناته الأخرى التي انسلخت من جذورها الاجتماعية تحاول أن تستنسخ نموذجها الغربي حرفيا وتعتقد فيه انه عنوان التحضر و التقدم،بينما النموذج التقليدي هو عنوان للتخلف و البداوة و الانحطاط الاجتماعي.

انه صراع ابدي بين القديم و الحديث أو كما يسميه البعض بالصراع بين الأصالة(التشبث بالماضي) و المعاصرة(إلغاء الماضي إلغاء تاما و التشبث بالحاضر أو المستقبل حاضر النموذج الغربي و مستقبله)… أما الأخذ من هذا وذاك فلا يخلو من خطورة…خطورة استيعاب  و ملاءمة النموذجين بلا إفراط و لا تفريط..

ملحوظة: تتميز هذه السنة بالتقارب بين مولد النبي و الرسول محمد بن عبد الله نبي المسلمين جميعا عليه السلام ، و بين ميلاد المسيح عيسى بن مريم نبي بني إسرائيل عليه السلام ، الذي صلب  بوشاية من واحد من حواريي المسيح رقم 13 إلى الحاكم الروماني…

انتاج :صايم نورالدين

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *