Home»Correspondants»من الأحزاب الإدارية إلى الأحزاب الإصلاحية.ما هو الطريق؟

من الأحزاب الإدارية إلى الأحزاب الإصلاحية.ما هو الطريق؟

1
Shares
PinterestGoogle+

  الملاحظ للمشهد السياسي برمته، يستنج أن هناك ثلاثة تيارات سياسية متباينة بل ومتعارضة في الأهداف و المصالح: أحزاب إدارية كل همها أن تكون في الحكومة،و لم تخلق لتكون في المعارضة لأنها لا تحسن إلا أن تكون مسيرة للشأن العام رغم ما يعتريها من ضعف في سمعتها و كثرة أوساخها الظاهرة و الباطنة،المكشوفة لعيان المواطنين و المستورةوعرف ذلك المواطن المتعلم و غيره، من خلال التقارير ومن خلال ما تناقلته وسائل الإعلام المستقلة والحزبية الموجودة خارج اللعبة السياسية أو داخلها.كما عرف عنها ضعف كبير في الدفاع عن المواطن المغلوب على أمره. 

أحزاب أخرى ليست إدارية و لكنها تروج لفكرة أنها نظيفة اليد ،و إنها حاولت أن تنظف البيت السياسي و جاءت بمشروع حداثي  إصلاحي، و لكنها  صرحت مرارا و تكرارا أنها تصادف عراقيل و احباطات و مقاومة من أيادي خفية لا تريد لهذا الوطن أن يستريح منها ، و الحزب المعني هو حزب الاتحاد الاشتراكي في شخص السيد عبد الرحمن اليوسفي، عندما قاد مرحلة الانتقال السلس في الحكم من الملك الراحل الحسن الثاني إلى  و لي العهد السابق و الملك الحالي محمد السادس.

و أحزاب يمينية دينية في شخص حزب العدالة و التنمية التي تولت تدبير الشأن العام السياسي بعد أحداث حركة  20فبراير  التي كانت لها مطالب شعبية تنادي بمحاربة بؤر الفساد و إرساء ديمقراطية حقيقية  و ملكية برلمانية و توزيع عادل للثروات  و إصلاح للمؤسسات .و أعلن بعد هذا الحدث عن مراجعة للدستور و إقامة دستور جديد يمنح (صلاحيات أوسع) من السابق و لكنه لا يرقى إلى تطلعات الحركة الاحتجاجية… و إعلان  عن انتخابات أتت بحزب العدالة و التنمية الحزب اليميني  صاحب مشروع ديني إصلاحي إلى الحكومة  .

 والحكومة التي تكونت  كانت تضم أطيافا من أحزاب  لا يجمعها المشروع و لا البرنامج السياسي المتقارب و لا التجانس في الرؤى السياسية، بل من أحزاب إدارية وشبه إدارية و من لها ولاء للإدارة و حزب يساري(أو يدعي ذلك)، و كان ذلك  بقيادة حزب العدالة و التنمية. أشار رئيس الحكومة في بداية تسييره للشأن العام  إلى  اليد الخفية و العناصر المقاومة للتغيير في كل دواليب  القطاعات، و التي تسعى إلى عرقلة مشروعه الإصلاحي، و التي أطلق عليها بالعفاريت و التماسيح… وهو تعبير يعني في عمقه إلى هذه الفئات التي تمارس عملها في الظلام و تحتاج في عملية التنظيف، إلى أحزاب وطنية و شعبية قوية قادرة على الحرب الضروس مع هذه العناصر التي تسيطر  بشراسة  على المنافذ القوية في الدولة و تحظى برعاية و مظلة من طرف جهات خفية( يطلق عليها في بعض الكتابات بالدولة العميقة و تارة بحكومة الظل).

العفاريت و التماسيح تكون لوبي قوي و مصلحي انتهازي، يستحوذ على الثروات في هذا البلد. و يقاوم كل تغيير يهدد مصالح هذه الفئات.

هذا التصريح  من السيد عبد الإله  بنكيران   رئيس حزب العدالة و رئيس الحكومة،  يساوي و يعادل و يتشابه  مع تصريح السيد عبد الرحمن اليوسفي الرئيس السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي و رئيس حكومة التناوب. 

النوع الثالث من الأحزاب التي لها مواقف واضحة من المشهد السياسي و لها طموح أن تحمل مشروع حركة 20فبراير و شعاراته،و تنادي بإصلاحات ليست سطحية بل جذرية ،فهي أحزاب يسارية تتبنى وتحمل شعارات ضد التهميش ،و ضد الفروق بين الجهات وضد الفوارق الطبقية و تنادي بتوسيع الجهوية، و العدالة الاجتماعية و التوزيع العادل للثروات و القضاء على بطالة الشباب،و توسيع مجال الديمقراطية و الحريات و تغيير الدستور من إحقاق ملكية برلمانية ،و القضاء على الجهل و الفقر الخ …و يحمل هذا المشروع السياسي و المجتمعي  فيدرالية اليسار الموحد و الذي جعل على رأسه السيدة نبيلة منيب، وهي بالمناسبة أول امرأة تتربع على رئاسة حزب في المغرب منذ الاستقلال 1956الى اليوم…

الأسئلة التي يطرحها كل مواطن له اهتمام بشؤون بلده هي:

 هل تستطيع كل الأحزاب التي ليست إدارية و التي تنادي بمشاريع إصلاحية، قادرة على تنفيذ مشروعها الإصلاحي وتحقيق المحاسبة و المعاقبة في حق من أساءوا إلى الوطن و المواطن في أي موقع؟

هل لها من القوة و الإرادة و القدرة على تطبيق مبدأ  »من أين لك هذا »،و تنفذ  التوزيع العادل للثروات و تضييق الهوة بين الطبقات الاجتماعية و القضاء على الفقر و الجهل و الأمراض الاجتماعية؟

 هل تستطيع تنظيف البيت السياسي من الجراثيم الفاسدة التي طلعت رائحتها التي تزكم الأنوف؟

و هل تستطيع أن تطبق مبدأ « الإنسان المناسب في المكان المناسب »؟و تقضي على المحسوبية العائلية و الحزبية و النقابية و الزبونية  و القرابة العائلية في إسناد المناصب؟

هل تستطيع أن تنفذ قرارا أن يكون لكل مواطن الحق في مصدر رزق يحافظ به على كرامته عوض انتظار ما تجود به يد المحسنين؟

هل تقدر أن تصل إلى إقرار حق المواطن في العلاج من أمراض فتاكة و في الوقت المناسب قبل فوات الأوان، عوض إصدار نداءات إغاثة إلى المحسنين من الأغنياء؟أو انتظار الموت البطيء لمن لا يقدر أن يستجدي الناس؟

هل تستطيع تنفيذ مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة و تجعل القانون فوق الجميع لا فرق بين الفقراء و الوجهاء ؟

  هل تستطيع أن تطبق مبدأ من اخطأ يعاقب و من أصاب يجازى؟؟

 هل… وهل… ومئات الأسئلة المطروحة و لكن أين هي الأجوبة المقنعة؟ وأين هي الأيادي الرحيمة بالبلاد و العباد؟

 لنا أمل،  و كلنا أمل، و لن نفقد الأمل ، في المواطنين الشرفاء الذين يريدون الخير  للوطن و المواطنين…و لنا أمل كذلك أن تلد هذه التربة الطاهرة من ارض الوطن وطنيين حقيقيين كل همهم تقدم وتطور الوطن و كرامة المواطنين في رزقهم و تعليمهم و صحتهم…

انجاز:نورالدين صايم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Anonyme
    19/09/2015 at 13:55

    Très bien. Analyse logique et bien fondée.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *