Home»Correspondants»« دراهم زعطوط ياكلهم… » : في المسألة الانتخابية دائما

« دراهم زعطوط ياكلهم… » : في المسألة الانتخابية دائما

0
Shares
PinterestGoogle+

انها حكاية مغربية قديمة، تداولتها الالسن المحلية  منذ القدم.وهي تحكي عن شخصين: زعطوط  و اللبان(بائع اللبن).و اني اعترف اني لا اعرف من الحكاية  الا المثل الذي تداوله الناس،و كنت اسمعه من والداي تغمدهما الله برحمته.و المثل يقول »دراهم زعطوط ياكلهم اللبان ».و لا استطيع الا استنتاج ان زعطوط قد يكون طماعا ،وقد سقط في مجرم لعوب بعقول المغفلين، هو اللبان الذي كان كذابا.و الطماع في الحكاية الشعبية لا يمكن القضاء و الانتصارعليه الا من طرف شخص يتقن الكذب و الاحتيال.فمن مواصفات الكذاب انه يبني للطماع قصورا من ورق و جنات على الرمال المتحركة،و ثروة في الاحلام…فيتخيل الطماع انه سلطان اخر الزمان…

فكم من لبان دخل الانتخابات كمرشح في اعلى اللائحة؟ و قد قرانا ان هناك من الوزراء الحاليين من دخلوا معركة الانتخابات كمرشحين…

فكل   لبان دخل الانتخابات باماني الفوز بالعمودية و رئاسة مجلس المدينة او البلدية او…و لم لا نائبا او مستشارا برلمانيا؟، و لم لا وزيرا او كاتبا عاما لوزارة او سفيرا او مديرا عاما لمؤسسة اقتصادية مهمة؟؟؟…

 فكل من دخل على راس اللائحة الا وله طموحات و متمنيات الظفر بالمناصب و المكاسب…

وعلى هامش الانتخابات المقبلة ل 04شتنبر2015 ،كتب احد المغاربة المستنيرين ،يوم الاحد 23غشت2015تعليقا على موضوع يتعلق بالانتخابات على احدى الجرائد الالكترونية، كتب هذا الشخص تحت اسم مستعار « محفوظ » : »الانتخابات هي اسبوع ديال الزرقة و المرقة،و يوم واحد ديال الورقة،واربعة سنوات ديال السرقة ».

هذا المغربي كتب هذه العبارات،وهي صادرة عن انسان محنك و له حكمة فلسفية شعبية ومعرفة بزعطوط و اللبان. زعطوط هو من يسلم صوته املا و طمعا ان تتحسن اوضاعة المعيشية و يحيا كبقية البشر في ما وراء البحار(المتوسط و الاطلسي)،و اللبان من ينال المنصب و المكسب  و السيارة و الركوب في الطيارة و النزول في افخم الفنادق و اغلى المطاعم…وينال منحة نهاية الخدمة او تقاعدا لم يكن ليحلم به يورثه لاولاده من بعده…

منذ الاستقلال الى يومنا هذا،تراكمت لدى المغربي البسيط قناعة دخلت دماغه و استوطنت تفكيره ،بل اصبحت جزءا من جيناته و مورثاته ،انه فقد الثقة العمياء في كل شيء يصدر عن الوزراء و البرلمانيين و رؤساء المجالس جراء الهزائم تلو الهزائم في ام المعارك الانتخابية و بناتها و حفيداتها… فينجح من ينجح و يرسب من يرسب.و من نجح لا يفكر الا في نفسه و الغنائم التي يستحوذ عليها…(وبعدي الطوفان، هكذا قال الفرعون )…

لقد عرفت كثير من الصناديق اختلالات مالية ووصل بعضها الى حافة الافلاس،واخرى في الطريق،مثل بنك القرض السياحيcih   و صندوق الضمان الاجتماعي و الصندوق المغربي للتقاعد وصندوق الايداع و التدبير و صندوق المقاصة.. الخ.. الخمن ما اذيع في وسائل الاعلام…

وعرفت سنة 1996 الاعلان عن السكتة الاقتصادية من طرف الملك الراحل الحسن الثاني ، عرفت اختلالات كبيرة ادت الى خوصصة كثير من المؤسسات الوطنية،منها لاسامير المتخصصة في تكرير النفط و تسويقه و ما تملكه من عقارات و اراضي و منشئات في مدن عدة، كلها فوتت الى الملياردير السعودي الجنسية محمد الحسين العمودي بقيمة400مليون دولار(صفقة العمر)،من طرف وزير الخوصصة انذاك السيد عبد الرحمان السعيدي الذي تولى منصب المدير العام لهذه الشركة.و الان تعرف افلاسا مروعا بفعل النهب و سوء التسيير و التبذير  و تهريب الاموال،الخ مما يقال في الصحف المغربية المتتبعة للحدث…

نحن من  المغاربة  الذين يملكون الدراجات النارية و السيارات المترهلة التي بلغت الشيخوخة،نعرف ان قيمة البرميل من النفط في الاسواق العالمية يبلغ الان 50دولار،و قد كان في السنة الماضية 100دولار.و في الاسواق المحلية المغربية ينزل الثمن سنتيمات معدودة في الليتر الواحد.و كاننا مجبرون على اداء ما صنعه الاخرون من افات و كوارث للاقتصاد المغربي.نحن المغاربة ايضا نخضع للعقوبات المالية الصاروخية، للمكتب الوطني للكهرباء و الماء في كل زيادة في الاستهلاك،كانهم يقولون ان نجلب الماء من الاودية وان نستضيئ بالشمع و (الكاربيل) كما كنا في المرحلة الاستعمارية و بداية الاستقلال.ولا ننسى الزيادات المتتالية في ثمن الزيت و السكر و الدقيق الرطب و الصلب و زيادات في الضرائب و التنبر الخ…

بعد كل هذا، و ما نجهله اعظم،و ما يخطط له كارثة ،الله وحده عالم بها، هل يحق لنا القول ان المرشحين للانتخابالت لهم القدرة و القوة و الفصاحة و الصراحة و الجرأة على ان يفعلوا شيئا لهذا المواطن الذي تخلى عن كل مباهج الحياة في الحلال و ليس في الحرام،من سكن و تغذية و البسة و مراقبة صحية و تعليم للاطفال و العناية بالعطلة  كبقية الناس المحترمين في العالم الذي يحترم الانسان؟؟؟

و اخيرا نقول ان زعطوط(الطماع) و اللبان(المحتال) لن يموتا،الا اذا تفعل قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة،و قانون الشفافية و سيادة القانون فوق الجميع. بغير ذالك سيبحث دائما اللبان عن زعطوط  في كل مرحلة انتخابية …

و كل انتخابات مستقبلية، مع زعاطيط اخرى ان شاء الله.. 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *