Home»Débats»الدخول المدرسي بأي حال عدت يا دخول..؟!

الدخول المدرسي بأي حال عدت يا دخول..؟!

1
Shares
PinterestGoogle+

ككل سنة، تنتهي مرحلة وتعود مرحلة، ويعود معها التلميذ لمحفظته الثقيلة المتخنة بالأدوات والدفاتر والكتب. يا إلاهي فعلا لقد عادت الدراسة، يقول السيد هشام، أكان لابد أن يكون الدخول الدراسي متزامنا مع العيد؟ فما العمل إذن، ابني، خوفا عليه من التعليم العمومي، أنا مضطر أن أسجله في مدرسة خصوصية، لكن مبلغ التسجيل فيها مرتفع رغم أن مبلغ التأمين لا يتجاوز 25 درهما. فمن أين لي بكل هذا المبلغ ومبلغ اللوازم والنقل والمحفظة ذات العجلات الثنائية الدفع. لا يمكن لي أن أترك ابني يحمل أربعين كلغ على ظهره فأنا أخشى عليه من أن يصاب بعاهة تفقده صحته فلا تعالجه حينها وزارة التعليم ولا وزارة الصحة.

إنها تخوفات مشروعة. ويمكن للآباء أن يتحملوها، كما يمكن أن يقتصدوا في نفقاتهم ومقتنياتهم ليوفروا هذه المبالغ الأولية التي يتطلبها التسجيل ويتطلبها الدخول المدرسي. وهم يعلمون أن بعد شهر أو شهرين سيعتادون على ذلك وتعود ميزانياتهم إلى عافيتها بحول الله. كما سيعتاد التلاميذ على ثقل محفظاتهم وهم بذكائهم الفطري سيجدون حلا لذلك مثل أن يجرونها مرة ويحملونها أخرى. وربما سمحت لهم المؤسسات بتقسيم المواد فيقل وزن المحافظ إلى النصف.

ولكن يبقى هناك تخوف مركون في قلوبهم وعقولهم وهو « المناهج التعليمية في هذه البلاد »، وما ينتظرونه هم وأبناؤهم من مستقبل تعليمي مرهون للمجهول لا تعرف مخرجاته، فالمجتهد النشيط يتساوى مع الكسول المهمل في النجاح، والنقط لا تعبر حقيقة على مستويات الأبناء، ومجالات الغش متاحة، ومجال العبث وعدم المسؤولية لا تخلو منه مدرسة ولا إعدادية ولا ثانوية ولا جامعة، والعنف المدرسي حول المدارس إلى شبه ساحات للحرب ومجالا للشتم والسب وحلبة للملاكمة، ودروس الدعم والتقوية والمصاريف الزائدة مصير حتمي في حياة كل تلميذ.

فرجل التعليم لازال يعتبر بعض السلالم زنزانات تعتقله وتعتقل حقوقه، وإلى حد قريب كانت الإضرابات تنسج هوى وشهوة، كما لازالت الحركة الانتقالية تفرق بين رجل التعليم وزوجه وأحيانا حتى عن أبنائه مما يجعل نفسيته مريضة مرتبكة وعقله شاردا مفقودا فأنى له أن يعرف التركيز والإبداع.

فهل يصلح الدخول المدرسي إذا استوى وحسن ما ستفسده المناهج التعليمية؟ وهل تقليص السعة الاستيعابية في الأقسام إلى 30 تلميذ هو الذي سيحل معضلة التعليم في المغرب؟ أم سيحلها إضافة أقسام جدد باستغلال فراغ منتصف النهار؟ أم سيحلها بداية تعميم التعليم ابتداء من سنة 2019 وتعميمه كلية سنة 2027؟ أم ترى أن تعديل التوقيت يوم الجمعة حرصا على الصلاة هو الذي سيفك القيود التي تقيد تعليمنا المعتقل؟ وهل تحية العلم المغربي والنشيط الوطني كافيان لغرس حب الوطن في قلوب الناشئة؟ أم أن حب الوطن رهين بما يقدمه مسؤولو هذا الوطن لأبناء الوطن من مناهج تعليمية صالحة من شأنها أن تغرس في قلوبهم وعقولهم قيم حب الوطن والتأهل لخدمته كأطر تلقت ما يكون حريا بجعلها متميزة وتتحلى بالكفاءة المطلوبة والحس المسؤول في تقديم ما يجعل هذا الوطن راقيا شامخا يناطح دولا كبرى في الاقتصاد والمال والتنمية والإزدهار؟

فإذا كان المثل يقول: من حسنت بدايته حسنت نهايته، فإن الدخول المدرسي حتى ولو مر في أحسن الظروف، فإنه لن يشفع في تحقيق تعليم جيد قوي ممنهج ومستجيب للحاجيات الحقيقية التي تريدها البلاد في غياب رؤية أستراتيجية ومناهج علمية مدروسة بعناية وقد ساهم في نسجها جميع رجال التعليم سواء في التدريس أو في التفتيش والتوجيه والإدارة.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *