Home»Débats»حكايا استاد متقاعد ـ الحلقة 15 : الحياة الجامعية …7 اكتشاف الأطلس

حكايا استاد متقاعد ـ الحلقة 15 : الحياة الجامعية …7 اكتشاف الأطلس

0
Shares
PinterestGoogle+

7 اكتشاف الأطلس
كانت لموسيقى الأطلس المتوسط مكانة خاصة في نفسي منذ الصغر،حيث كنت أشعر بميل غريب نحو أنغامها دون أن أفهم كلماتها،مما جعلني فيما بعد أضبط موجة المذياع على برامج الأمازيغية منذ سنوات عديدة.
عندما حللت بفاس،وجدتني قريبا من مصادر هذه الموسيقى التي طالما تمنيت أن أعيشها على المباشر!
لم يكن الحي الجامعي يخلو من طلبة يعزفون على،،الوتر،،خاصة،فلا يترددون في تنظيم جلسات للسمر تشارك فيها طالبات بكل عفوية.
عندما تركنا الشقة لزميلنا في الشرطة خلال العطلة،تعرفت من خلاله على رجل أمن مدني لا يقل مهارة عن الفنان،،رويشة،،في العزف على الة،لوتار، وخاصة حينما يتناول جرعة من النبيذ !
كان الرجل إذا بلغ ذروته في الانتشاء،هام لساعات وهو يبدع في الأنغام الأطلسية التي تجعل المستمع يستسلم لما تحدثه حركات الأنامل في الروح!
في فترة لاحقة،وبعدما توطدت العلاقة بيننا،صار الرجل يصطحبني معه إلى منزله،وبعدما تعد زوجته الطعام،يتناول الته ليمتعني رغم أنني لم أكن أشاطره مشروبه!
وبسبب تخصصه في مجال المواصلات،فقد تلقى أمرا بالانتقال الى العاصمة فانتهى كل شيء!
مع مطلع سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف،سافرت لأول مرة إلى مدينة،مريرت،تلبية لدعوة أحد أقاربي،وفي الغد زرنا مدينة،خنيفرة،التي كنت أسمع عنها أخبارا متنوعة وذات شجون أحيانا.
عندما شرعنا نتجول في أزقة المدينة،فوجئت بشباب وأشخاص من مختلف الأعمار يعرضون علي نوعا خاصا من الخدمات المنتشرة يومئذ،ألا وهي الاتجار في اللحم البشري!
حين لاحظ رفيقاي ردودي المتشنجة،طلبا مني إبداء الموافقة هذه المرة ففعلت.
رافقنا يافعا بعدما وافقنا على عرضه لأجد نفسي وسط معرض حقيقي للأجساد البشرية!
كان الموقف سورياليا بالنسبة لي،أما رفيقاي فقد كانا على علم بهذه الأمور!
لقد تألمت لرؤية فتيات في مقتبل العمر وعلى قدر كبير من الجمال الطبيعي يجبرن على ممارسة الرذيلة تحت أوامر ،ربة عمل، لا ترى في أنوثتهن المغتصبة إلا موردا للمال الملفوف في الكرامة!
ومع انتظام زياراتي للأطلس،اكتشفت أن ظاهرة الاتجار في الأجساد البشرية المنتشرة في جل المدن والقرى،تعتبر جرحا غائرا في هذه الربوع الغالية من الوطن!
كيف يقبل عاقل أن يتحول عرين موحااوحمو الزياني،والحنصالي وعسو باسلام…إلى وكر لإشباع النزوات الوحشية في دوس همجي للأنوثة-هذه الأنوثة-التي حسبنا من عظمتها تلك الاهات التي كانت ترسلها المرأة الأطلسية عبر الجبال فيدرك المقاومون الأمازيغ أن العدو غير بعيد!
إن اهات المرأة الأطلسية ما زالت تشق الاذان في وهاد الأطلس عبر،،ثاماوايث،،وهي موال محلي بامتياز،ليس لتنبيه المقاومين الذين قاموا بدورهم كاملا،ولكن لتنبيه المسؤولين اليوم إلى أن الإنسان الفطري في الاطلس الشامخ بحاجة إلى التفاتة تعيد الاعتبار لهذا الأطلس الذي يستأثر بمفاتن المغرب حسنا في الطبيعة والإنسان!
لقد اختفت منذ سنوات هذه الخدوش التي ظلت وصمة عار في جبين المنطقة،وقد أتيح لي أن أتعرف بعمق على كثير من الخبايا الطبيعية والتقاليد والتراث عموما،وهو ما يستحق. وقفة أخرى.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *