Home»Correspondants»حكايا استاد متقاعد ـ الجزء 3 ـ : دكريات من ثانوية عبد المومن …ثانوية العشاق

حكايا استاد متقاعد ـ الجزء 3 ـ : دكريات من ثانوية عبد المومن …ثانوية العشاق

0
Shares
PinterestGoogle+

ـ الجزء 2 ـ

مضى ما تبقى من السنة الدراسية في لمح البصر وانتقلت للقسم الأعلى كما الفتاة ،بينما حكم على ثلثي الزملاء بتكرار السنة
فوجئت في السنة الموالية أن جليستي لم تلتحق لأعرف فيما بعد أن أسرتها قد غادرت الى مدينة أخرى بسبب وظيفة الأب.
كان علي ألا أشغل نفسي بهذه المفاجأة غير السارة حتى لا أدخل متاهات قد تلعب بمستقبلي الدراسي.
عندما لاحظ أستاذ مادة اللغة العربية اهتمامي،عرض علي بطاقة الانخراط في مكتبة،،الشريف الادريسي،،الشهيرة حينئذ وتكلف هذا المربي حفظه الله بتحمل مسؤوليتي.
التهمت جل الكتب التي كانت متوفرة الى أن شعرت أن زادي المعرفي قد تعزز بفضل الأستاذ الذي زارني بالفصل بعد عقود بصفته مفتشا للمادة، وكان لقاء لا يوصف،ولا يعرف قيمته الا المدرس حين يرى ثمار عمله !
كان النقاش لا يتوقف ،ويؤطره تلاميذ قسم البكالوريا الذين لم ينتزع معظمهم هذه الشهادة الا بعدما غزا الشيب هاماتهم!
لا يدعو الأمر الى السخرية،فشهادة البكالوريا يومئذ ببلادنا كانت أهون من محاربة اسرائيل كما اعترف بذلك أحد الأساتذة من المشرق!
كان الفوج الذي سبقنا بسنة يدرس مادة الفلسفة بالفرنسية،فلما قرأت بعض المواضيع ،تولد لدي احساس بأنني لن أتخطى عقبة البكالوريا أبدا!
كان الأخ ج رابح قاسم قد أحرز على البكالوري عندما وفدت على الثانوية،ولا أنكر فضائله علي في التوجيه والاستعداد للمحطة النهائية.

عندما التحقت بالسنة النهائية،كانت وزارة التربية قد أصدرت كتابا بعنوان ،،دروس في الفلسفة،،أعده المرحوم الدكتور محمد عابد الجابري،ود.محمد السطاتي ود.محمد سبيلا حفظهما الله.
كان الكتاب معلمة حقيقية استأثر باهتمامنا لما تضمنه من زاد فكري يفتح الافاق على كل مناحي الحياة من خلال أدوات التفكير الرصينة.
عندما لاحظت الدولة أن هذا الكتاب قد ساهم في خلق جيل مزعج،لم تتردد في اغتياله!
كان الأساتذة تحت وقع فكر تيار اليسار الذي خلط الأوراق في العالم العربي عموما،وكان شعر،،السياب،،ونازك الملائكة،،وباقي الاسماء مادة خصبة عزز بها هؤلاء الأساتذة أسباب رفضهم لكل ما هو قائم،مما جعلنا نحسب ألف حساب عند تحرير موضوع ما،اذ كان لابد من تضمينه اشارات تثبت الدوران في فلكهم لضمان نقطة مريحة!
لقد كنت من ضحايا هذا التوجه،ذلك أنني دخلت المدرسة وأنا احفظ عدة أحزاب من كتاب الله،فضلا عن انتسابي لوسط محافظ لافاجأ خلال المرحلة بضرورة التخلص من رصيدي الأول لأعتنق فكرا اخر ولد في نفسي كثيرا من التوتر والحيرة!
كان جو الداخلية رائقا لا سيما لمن قدموا من أوساط معوزة،وكان التنافس على التحصيل قويا لأن الحصول على شهادة البكالوريا كان مفتاحا لكل الافاق.
والحديث عن الداخلية،يفرض علي الاشارة الى دور مدير الثانوية السيد أحمد العرابي رحمه الله.
لقد كان الرجل حريصا على مصلحتنا،وكان من أوائل المغاربة المجازين بالفرنسية في مادة الاجتماعيات،الشيء الذي ترجمه في عدة محاضرات كان يلقيها علينا بمطعم الداخلية،كما كان يستدعي فرقا موسيقية للترفيه عنا في بعض المناسبات.
كانت مادتا التاريخ والجغرافيا تدرسان بالفرنسية وعلى أيدي الفرنسيين في الغالب،وكان الامتحان ينقسم الى قسمين: كتابي يتضمن جل المواد وفي المقرر بأكمله،ثم امتحان شفوي في مادتي الفرنسية والأنجليزية.
لقد كان امتحانا حقيقيا لن يقر بحقه الا من اجتازه،ذلك أن العديد من التلاميذ حال هذا الشفوي بينهم وبين نيل البكالوريا!
نال التحضير للامتحان من أجسامنا ونفسيتنا،وكان اليوم مشهودا،وطوبى لمن وفق ليرى اسمه في الجرائد لأول مرة!
يوم الامتحان،عشت حدثا طريفا.كنا نجيب عن مواضيع التاريخ والجغرافيا يحرسنا أستاذ فرنسي بمعية اخر فلسطيني كان يقيم بصفة دائمة بوجدة بعد تجنسه.
عندما غادر بعض المترشحين القسم،أثار انتباهنا الأستاذ الفلسطيني وهو يمزق احدى أوراق التحرير شذر مذر!
تقدم نحوه الأجنبي مستفسرا ليكتشف أنه مزق جواب تلميذة جزائرية اعتقادا منه أنها ورقة زائدة!
اتصل الأجنبي بالمدير فورا ليطلعه على الواقعة،فما كان منه الا أن استدعى المعنية التي قالت في الفلسطيني ما لم يقله مالك في الخمر!
تشكلت لجنة وقامت بجمع فتات الأوراق،وراحت تملي على التلميذة ما كتبت باشراف المدير الى أن أنهت العملية،ولما أعلنت النتائج،كانت هذه التلميذة على قائمة الفائزين!
أما بالنسبة للداخليين،فقد كان عدد الفائزين مذهلا،وشاءت الأقدار أن أكون بين هؤلاء الى جانب بني بلدتي الأعزاء: البشير بنعالية،محمد الوالي،الميلود بوزرزايت.
أعلن عن النتائج في يوم عاصف ،وما أن اقتنيت جريدتي:l,opinion و le petit marocain ،حتى هرعت الى بيت خالتي المسنة والمقيمة بوجدة التى بذلت ما في وسعها لاخراج زغرودة بالمناسبة،ولكن حنجرتها خانتها رحمها الله!
كانت نهاية سارة لمرحلة ،وكان لابد من خوض تجربة الجامعة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *