Home»Débats»على أبواب الانتخابات : المواطن لا ينتظر…

على أبواب الانتخابات : المواطن لا ينتظر…

0
Shares
PinterestGoogle+

نحن على أبواب الانتخابات التي ستجرى في شهر شتنبر2015 .ومن اليوم فان الأحزاب تستعد لليوم الموعود.وهي تشبه في تحضيراتها  ما يقوم به المواطنون عندما يستقبلون عيد الأضحى.فترى مكل من له القدرة المالية على شراء أضحية العيد ،يذهب ليشحذ السكاكين،وكذلك الجزارون ،استعدادا لذبح الأضحية…المعارضون يتهمون  الحكومة بالتقصير وإنهاك المواطن بالزيادات ،وإثقال خزينة الدولة بالديون.و الحكومة تتهم المعارضين بالفساد و التشويش على عملها….و الكل يتهم الكل ،أملا في براءة الذمة أمام المواطن الذي يأملون أن يذهب إلى صناديق الانتخابات مستعملين كل الاغراءات…

من الأمور المسلم بها لدى الكائن البشري انه لا يحب أن ينتظر المفاجآت المساوية أو الحزينة أو الكارثية .وحتى إذا كان ملزما بالانتظار في ظل هذه الظروف، سيكون في حالة رعب أو حزن أو قلق .هذا ما يحدث للمواطن السوري و العراقي و اليمني و الليبي و المصري من الوطن العربي.

مبررات القتل غير موجودة،انه العبث أن يسعى الإنسان إلى قتل نفسه أو غيره…سمعت أحد الفنانين السوريين في برنامج تلفزي(بيت الشعر) بقناة الميادين اللبنانية ،يقول بحرقة انه يعيش للحظته الراهنة…وكل مواطن سوري يكون هذا هو إحساسه.انه  أمام الموت كل حين في الليل و النهار. ليس الموت الطبيعي الذي يأتي بعد كبر أو فجأة أو بعد هرم أو شيخوخة، بل موت  يصنعه الإنسان بإلقاء قنابل آو سيارات مفخخة أو صواريخ أو قذائف المدافع و الطائرات..أو بالذبح و حرق الأحياء و خنقهم.

المواطن المغربي لا ينتظر هذا النوع من الموت الدموي الذي يصنعه البشر، بل ينتظر الموت من نوع آخر،انه الموت البطيء الذي تصنعه الحكومات بتوسيع قاعدة الفقر و الفقراء،وتتخلى بموجبه عن مهامها الاجتماعية و المجتمعية في إيجاد السكن اللائق بالبشر، و تحسين مستوى التعليم و المتعلمين، و العلاج و العمل، وتحسين مستوى غذائه…وهي أمور تمس المواطن عن قرب..

الاهتمام بالصحة و التعليم و العمل و السكن هي انتظارات المواطن.ولكنها أصبحت مستحيلة الآن و غدا.و كل حكومة من الأحزاب ستتولى إدارة الشأن العام مستقبلا ستقبل على رفع الأسعار في المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع،وستزيد من غاز البوطان إلى أقصى ثمن(ذلك ما أعلنته الحكومة الحالية كأنها تهيئ المواطن نفسيا للزيادة المستقبلية)،و رفع اليد عن الدقيق الأسود (المدعم)،وستزيد في سنوات العمل الى65سنة،وسترمي بصندوق المقاصة غالى مزبلة التاريخ و ستزيد من سلة الضرائب المباشرة و غير المباشرة و من الاقتطاعات…رغم أن الشعارات الانتخابية ستعد المواطن بغد أفضل( في الأحلام طبعا)…وستتهم  الحكومات السابقة أنها كانت مقصرة أو فاسدة و ناهبة للمال العام…ستكون شعارات ديماغوجية ليس إلا..

 سيفسح المجال للمؤسسات الخاصة وهي التي ستتولى ابتلاع جيوب المواطنين في التعليم و الصحة و السكن…انه النظام الرأسمالي الجشع و المفترس،و الليبرالية المتوحشة التي لا تؤمن بالضعيف و الفقير،بل بالأثرياء و الأقوياء…انه قانون الغابة المتوحشة:     la loi de la jungle

انجاز :صايم نورالدين   

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *