Home»التحول اللغوي للهجة دارجة المنطقة الشرقية

التحول اللغوي للهجة دارجة المنطقة الشرقية

0
Shares
PinterestGoogle+

التحول اللغوي للهجة دارجة المنطقة الشرقية

بقلم عبد الله لحسايني

تعتبر اللغة القالب الرئيس لهوية الشعوب ، والحامل للثرات والقيم التي تتبناها حضارة المجتمع. لذا لم يكن من الكماليات البحث في التحولات اللغوية التي يشهدها المجتمع وعلاقتها بالتغيرات التي تطرأ على هويته.

وفي بحثنا سنحاول تخصيص الدراسة حول الجهة الشرقية بالمغرب وسنطرح السؤالين التاليين :

         ما مقدار التحول اللغوي الذي عرفته لهجات الشرق المغربي؟

         هل تُمثل اللغة الرسمية المستعملة في الإعلام الرسمي ، معظم شرائح المجتمع الشرقي للمغرب؟

 1-     خصوصيات اللهجات الشرقية المغربية

يتميز المغرب بتعدد الروافد والمؤثرات الجيوتاريخية والعرقية التي تؤثر في اللسان العام للمجتمع. يضاف إلى ذلك تأثير لغتي الإستعمار الفرنسي والإسباني على مناطق محددة مما يزيد في حجم التنوع اللغوي . نتج عن كل ذلك تعدد لِلَهجات اللغتين العربية و الأمازيغية فكانت للأخيرة كل من لهجات الريفية والشلحية والسوسية  وللعربية اللهجة الحسانية والدارجة بلهجاتها المختلفة حسب المناطق

وبالحديث عن لهجات شرق المملكة كان بالإمكان التمييز بسهولة بين اللهجة العامة للشرق و لهجات الغرب والوسط الجنوب وذلك بسبب وجود العديد من الاستفرادات اللغوية بل وحتى بعض التميز في قواعد الصرف والتحويل. ففي اللهجة الشرقية للمغرب يُسَكن المذكر ولا يمكن التميز بين كون المقصود المتكلم أو المخاطب إلا بالقرائن مثلا بالسؤال : أأكلتَ ؟ يقال « كليتْ؟ » وحين يصرِّح بأن المتكلم أكل يقال أيضا « كليتً » بتسكين التاء . بينما في اللهجات المغربية العربية الأخرى يقال « كليتِ؟ » بإضافة كسرة للتميز بين المخاطب والمتكلم لكنها تقع في اشتباه المذكر والمؤنث.

ويمكن أيضا إيراد استعمال الكاف في بداية الجملة في اللهجة المشرقية   » كتعرف .. ، كتمشي ..  » والتي تنقلب تاءً في اللهجات الأخرى  » تتعرف …، تتمشي .. »

هذا كله فضلا عن المصطلحات الوافدة من القطر الجزائري والتي بدأت تنزاح مع إغلاق الحدود المغربية الجزائرية. منها مصطلح « دُركي أو دَرْوَك أو دُرْكا  » التي تعني في اللهجات المغربية الأخرى « دابا » وتعني الآن في الحاضر.   

أما دارجة اللغة الأمازيغية الشرقية فتنقسم إلى تاقلعيت وتاريفيت وتاشلحيت اليزناسنينة والأخيرة بدورها تختلف من قبيلة للأخرى في بعض المفردات مثلا كلمة عبيد أو رقيق تلفظ في بعض الجهات اليزناسنية كمنطقة بني وريمش مدينة أكليم والنواحي بـ « إيسمغ » مفرد عبد « إيسمغان » جمع عبيد. بينما تلفظ في منطقة بني منكوش اليزناسنية قروية الركادة ونواحيها بـ « إيسمجان ». وهي بدورها تختلف عن دارجة اللغة الأمازيغية القلعية بالناظور ونواحيها والتي ربما تأثرت باللهجة الأندلسية في التلفظ بالياء واللام فأبدلت الياءات واللام أحيانا جيما أو راء كما في إسبانية مليلية حيث تُنطق yo    وتعني أنا ب « دجو »  مثلا : « ور ذيس يللي  » بأمازيغية بني يزناس تلفظ  » ور ذيس يدجي  » بتاقلعيت وتعني بالعربية  » لا يوجد فيه  » أو مصطلح « أسلم » ببني يزناسن يتحول إلى  « أسرم » بالقلعية وتعني السمك.

2- التحول اللغوي للمنطقة الشرقية

يمكن الحديث عن نوعين من التحولات ، أولا انحسار التأثير اللغوي للهجة الأم خصوصا تلك المتأثرة باللهجة اليزناسنية للأمازيغية واللهجة الجزائرية لفائدة لهجة الغرب والوسط المغربي. ثم اندثار اللغة الأمازيغي من التداول في بعض المدن واكتفائها ببعض البوادي.بسبب عامل التعريب الذي شمل مدنا تحولت من اللسان الأمازيغي إلى الدارجة العربية وأفضل مثال مدينة بركان ونواحيها ، هذه الأخيرة التي شمل التعريب بل والتحريف حتى إسمها الأمازيغي « أبركان » وتعني أسود بالأمازيغية ليصبح إسما على وزن عربي « فعلان »  » بركان  » دون أن يكون له أي معنى.

إن أي بحث ميداني يقارن بين اللهجات المتداولة قبل عقد أو عقدين من الزمن وبين اللسان المتداول اليوم في قبائل شرق المملكة يلحظ هذا التحول.

3-التحول نحو الوحدة أو نحو الهيمنة؟

في ظل بعض المشاريع أو النداءات بالتدريس بالدارجة واللهجة الأم . يُطرح التساؤل المشروع عن ماهية اللهجة المقصودة ، وهل تُمثل اللهجة المتداولة في قنوات الإعلام الرسمي لغة كل المغاربة ؟

هل ينحو المغرب نحو توحيد اللهجات وربما خلق لهجة قياسية تشمل كل المشارب واللغات في كل المناطق المغربية

أم ينحو نحو هيمنة لهجة واحدة تحذف كل الخصوصيات اللغوية والانتماءات المناطقية والعرقية ؟

وتبقى الأيام هي الوحيدة الكفيلة بالكشف عن المصير اللغوي للسان وهوية المغاربة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *