Home»Correspondants»فصل المقال بين التعبير عن الأفكار و الإختباء وراء الإسم المستعار

فصل المقال بين التعبير عن الأفكار و الإختباء وراء الإسم المستعار

0
Shares
PinterestGoogle+

فصل المقال بين التعبير عن الأفكار و الإختباء وراء الإسم المستعار

 إلى الذين(المقصود هنا شخص بعينه والعبرة لأمثاله) يتعمدون الإساءة إلى الغير بكتابة تعاليق بأسماء مستعارة تتضمن عبارات القذف والسبو التجريح وخاصة على موقع  (………..) ،إليكم هذه الكلمات لعلها تزيل الوقر من آذانكم.

أباكيا أنت أم حائط المبكى ………………تبكي من بكاء من يبكي على نفسه

بكاؤك مصدره خجل من نفسك …………..ترمي أسيادك بلا حشمة و لا حياء

عد إلى قوقعتك لعلها تسمع بكائك ……………فتجمع دموعك و تعيد غسل وجهك

طبعاهؤلاءيصنفون في خانة المندسون الجبناء،الذين يفتقدون إلى الشجاعة الأدبية،لامعيار ولامنطق لهم ،تنعدم في ذواتهم الضوابط الإجتماعية والتوازن السلوكي .

أجل إنهم فقراء الحس الأدبي ،ترى في وجوههم تجاعيد ناتجة عن نقص فيتامين »أخلاق »،مصابون بالرعشة بسبب المأساة الفكرية، وتظهر عليهم علامات الترهل الناتجة عن الجوع الفكري الذي مصدره  فقدان الإحساس بالذات،فيصدرون تصرفات وممارسات تحكمها نزعة فصامية،إنهم يعيشون ممارسات وقيم متناقضة فكل قيمة لها مضادها،فالتضامن في إطار المجموعة لا يمنع من تقاطع المصالح الشخصية،وتبادل المشاعر والأحاسيس السيئة دليل على  وجود ممارسات الكراهية والحقد الدفين، فالأمر طبيعي لدى هؤلاء لأن عقولهم مملوءة بالبؤر السوداء تجعلهم يعانون إفلاسا على مستوى الذخيرة اللغوية فيصبح متنفسهم الوحيد الإنتقاذ من أجل تفريغ صناديق رؤوسهم من الشحن السلبية الناتجة عن ضعفهم في المجتمع وإحباطهم فيلجئون إلى العدوان و العداء المجاني الذي هو نتيجة طبيعية لكل سلوك عنيف يحدث بعد فشل الفرد في تحقيق أهدافه،فهم يظهرون عنفا رمزيا هدفه إلحاق الأذى بالآخرين، فهذه نزعة سادية مرتبطة بالحرمان والإقصاء الاجتماعي.

و حيث إن وضوح الرؤيا درجات  فإن تحصيل أدنى مراتب الوضوح غير ميسر لقصر النظر ،فقد يكون الغموض الذي يعيشونه ناتج عن  تمحل في عرض الأفكار تنطعا حتى يصير مقصودا لذاته مع أنه ليس دليلا على عمق الفكرة بالضرورة،وقد يكون تعبيرا معقدا عن معنى بسيط،فيكون الزائد من المبنى بلا معنى  فيقع الإبهام،إذ الأصل في الكلام مناسبة اللفظ للمعنى كما وكيفا،فلا يصار إلى التعبير بالطرق الخفية حيثما أمكن التعبير بأقرب الطرق وأيسرها، ولا يعدل على التصريح إلى التلميح،وعن الحقيقة إلى المجاز إلاِّ لقرينة ،والحال أن الغموض صار أصلا عبارة وفكرة،بلا مسوغ ولا ضرورة لكثرة الأقاويل المؤدية إلى اصطناع الخلاف مع عدم التوارد، في طلب الأمور الخفية بلا مقدمات وتضييع الأصول بحثا عن الفروع،ومرد ذلك إما لتجريده من سياقه ووضعه في سياق مخالف أو التباس الدلالة فيقع التحريف،لهذا فضرورة الملائمة بين المقام والمقال يؤدي حتما  إلى إثبات مطابقة الكلام لمقتضيات وظروف الحال.

وختاما أنصح أصحاب العقول المتكسلة التي تحتاج إلى الحشو في اللفظ و الغمز بالكلمات واللمز بالمعنى إلـــــــــــــــى:

– دروس لتقوية الثقة في النفس و تجاوز الشعور بالنقص و الإنطواء و العزلة.

– إشباع رغباتهم في لعب الأدوار الإيجابية و مواجهة المواقف الشجاعة.

– تنمية الجرأة الأدبية و القدرة على مواجهة الغير.

 

حميد الهويتي/ بوعرفة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *