لا خير في ود امرئ متملق

ما اروع الامثال والحكم التي كانت تخرج من افواه الاسلاف والاجداد,لانها حكم قلما تجانب الصواب ولانها حكم بمثابة الدروس والعبر لمن يعتبر,يستفيد منها المرء في واقعه المعيش,فلا يلدغ من جحر مرتين.
ولعل هذه الحكم لم تترك من الامور التي يصادفها المرء في حياته امرا الا وتناولته من جوانبه السلبية والايجابية, واعطت في شأنه درسا وعبرة مثلى.
وما اكثر هذه الحكم الخالدة التي تناولت مواضيع لا تعد ولا تحصى,ساختار منها واحدة لانها درس بليغ لم استفد منه فلدغت من الجحر مرات عديدة.
قال الاسلاف »ميات عدو ولا صديق بهات « ومعنى المثل أن المرء قد ينال ضربات الاعداء ولو بلغ عددهم المائة فيتحمل هذه الضربات لانه يعلم مصدرها ولانه متيقن انها من اناس يكنون له العداء والضغينة ,ولكنه لا يطيق تحمل ضربة واحدة من صديق بهات,وكلمة بهات تفيد النفاق والرياء والمخادعة.
وقد يتساءل البعض عن حدة والام ضربة الصديق البهات,والجواب لان المرء كان ينتظر منه ثمرات الصداقة,لكنه بدلها بثمار العداء الخفي,ولم يكن يعلم بهتانه ونفاقه,بل كان يعتبره مراة له,وخلا يسانده في النائبات.
لكن الصديق البهات كسر مراة الصداقة وكشر عن انياب النفاق ضاربا عرض الحائط ميثاق الصداقة.
ورغم ذلك على المرء أن يومن بان الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى,وان هذا النوع من الاصدقاء قلما نجده في قواميس الصداقة,لان وجود هذا النوع رهين بالامراض النفسية,تسوقه بدون شعور الى البهتان والنفاق في حق اعز الناس اليه.فيسرد في حقهم الشائعات والنواقص ونسي خلقه.ونسي نواقصه لانه تعود الهروب من النافقاء وهو احد مخارج اليربوع من جحره اذا طلب من مخرج هرب الى الاخر.
وقد حذر الاسلاف من هذا النوع,وقال احد الصحابة وهو يخاطب المؤمنين:اني اخاف عليكم من المنافق العليم,فقيل كيف يكون المنافق عليما,قال الصحابي هو ذاك الذي يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور والمنكر.
فهو كما قال احد الحكماء:يلقاك يقسم انه بك واثق واذا توارى عنك فهو العقرب,يعطيك من طرف اللسان حلاوة,ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
فلا خير في ود امرئ متملق اذا الريح مالت مال حيث تميل






Aucun commentaire