ما لزماننا عيب سوانا

قال عليه افضل الصلوات:تداووا يا عباد الله فان الله لم يضع داء الا وضع له شفاء الا داء واحدا :الهرم.واذا كان الحديث النبوي الشريف يعطي الامل لبني البشر في الشفاء من الاوبئة والامراض,خاصة منها تلك الامراض العضوية,وفي ان الوقت انزل الله علمه الوافر وعلمه لعباده ,فنهلوا منه ليجعلهم سببا في محاربة الاوبئة على اختلاف انواعها ,ويصفوا الادوية المناسبة لكل داء على حدة.واذا كان الله قد سخر الاطباء وجعلهم ملاذا للمرضى للتخفيف من الام الاوبئة وعلاجها,فانه في ذات الوقت قد سخر العلماء,والاساتذة والائمة للتخفيف وعلاج امراض تفوق الامراض العضوية خطورة وفتكا,امراض باطنية لا يستشعرها الانسان تتمثل في الحسد والنميمة والغيبة والحقد وغيرها من الصفات الدنيئة.
واذا كان الطبيب يعرف حق المعرفة الامراض المعدية التي يمكنها التنقل من شخص مصاب الى شخص سليم,فيقوم بالاجراءات اللازمة للحد من المخالطة وانتشار العدوى,فان اطباء الامراض الباطنية كالائمة والاساتذة والعلماء لا يملكون هذه القدرة لاستئصالها من النفوس المريضة الا من رحم ربك,ولعل الاسباب الكامنة وراء ذلك,هي ان الامراض العضوية تلحق الالام بجسد صاحبها فلا يطيق صبرا عليها ويسارع وينفق كل ما يملك مقابل الشفاء والراحة من السهر والحمى,اما الامراض الباطنية فلا تلحق اي اذى بجسم صاحبها ,بقدر ما تلحق الاذى بالاخرين,وبالتالي يكون الشفاء منها بقدر ايمان صاحبها بسوء المصير والعاقبة من جراء ما يلحقه من اذاية في حق العباد,وبقدر ايمان صاحبها بحسن الجزاءان هو اقلع عنها,وبدل الاذاية بالنفع والاحسان.
وقد يؤذي المريض عضويا في حالة الاهمال,مجموعة من الناس ممن هم اقرب منه,لكن المريض نفسيا قد يعدي اقواما,وقد تولد اذايته ناقمين يتحينون الفرص للانتقام,وقد تتوسع دائرتهم الى ابعد حد وبالتالي يعيثون فسادا في المجتمع لا ينفع معه نصائح العلماء والائمة والاساتذة وكل من حمل مشعل اصلاح الامة.
ورب حروب وردت في كتب التاريخ,فتكت بملايين البشر,كان من ورائها هذه الامراض الباطنية كحب الزعامة وحب الانتقام والتعصب,ولو لم تتجذر في هذه النفوس المريضة لكان السلم والاخاء والتسامح محل السيف والقنا.
وصدق الشاعر حين قال:
يخاطبني السفيه بكل قبح فاكره ان اكون له مجيبا »يزيد سفاهة فازيد حلما كعود زاده الاحتراق طيبا.
لقد جاء الاسلام ليطهر النفوس من الدناءات,ويشفيها من هذه الامراض,واستطاع ان يجنب الكثير منها سوء العواقب بالتحذير,ويجر الكثير منها نحو الرفعة بفعل الترغيب في حسن الجزاء,لكن لا زال زماننا يغص بانواع منوعة منها,تدوس على منظومة الاخلاق والفضائل,ولا توقر حرمة المعابد,واي زمان ابخس من هذا حين اصبحت تسرق بيوت الله,وتسكب الخمور بالقرب منها,وما خفي اعظم.فالعيب ليس في زماننا كما يقال بل العيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.






1 Comment
تحية أخوة ونضال الى كل الشرفاء باقليم تاوريرت الذين اذا رؤوا الظلم وقفوا ضده فالساكت عن الحق شيطان أخرس والخروج عن الاجماع خيانة.أين كنتم يوم قزمت نقطة الحركة الانتقالية ل16 مديرا بنيابتكم وأنتم تمثلون جمعيتهم وتدافعون على مصالحهم أم كنتم الى جانب الطرف الآخر سامحكم الله