Home»National»من حسن إسلام المرء قبول النصيحة ، ولا خير فيمن لا يقبل النصح

من حسن إسلام المرء قبول النصيحة ، ولا خير فيمن لا يقبل النصح

0
Shares
PinterestGoogle+
 

من حسن إسلام المرء قبول النصيحة ، ولا خير فيمن لا يقبل النصح

محمد شركي

عندما كتبت المقال الأول ردا على مقال الأستاذ حومين ، لم يكن ذلك بدافع سوء الظن في مقاله ، ولم يكن فهمي له قاصرا كما جاء في رده علي معرضا بشاعريتي ، وخطابتي وغيرهما ، بل كنت أقصد ،وبكل وضوح أن محاولة خلط الأوراق في قضية زيارة لجنة جهوية لمؤسسة عمر بن عبد العزيز بوجدة  مهما كانت الجهة الواقفة وراء خلط هذه الأوراق ،لم تكن بسبب أمر بسيط كما سماه الأستاذ حومين، وهو مجرد إجراء تغيير بسيط شمل قاعة السادة الأساتذة ، بل اللجنة إنما تحركت على إثر شكايات توصلت بها أكاديمية الجهة من مواطنين من حقهم أن يرفعوا شكايات  ضد إدارات تربوية من أجل مصالح أبنائهم ، كما يرفعها الأستاذ حومين دائما بحكم اشتغاله ضمن جمعيات الآباء والأولياء  .

وكان من المفروض أن يقف الأستاذ حومين مع تلميذ لن أقص خبره كما اعتاد على ذلك خصوصا عندما يكون التلميذ متهما ومستهدفا من طرف جهات عدة . ونظر اللجنة في هذه الشكايات واجب الأكاديمية التي لم  تتخذ إجراء قبل أن تشكل لجنة كما يخول لها القانون ذلك للتحري ، والبحث ، ورفع تقرير في الموضوع . وخلط الأوراق في هذا الأمر، إنما يتعلق  بتسريبات مفادها أن  جهة ما تريد الانتقام من السيد مدير ثانوية عمر لتصفية حسابات ، وقد اتصلت بي جهات عديدة  تردد هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة. فزيارات  إدارات المؤسسات من صميم عمل لجنان المراقبة المختلفة . ورجال ونساء المراقبة ليسوا كلاب صيد يا سيد حومين يستخدمهم الصيادون من أجل الحصول على الطرائد ، بل هم قمة هرم الوزارة ،الذين يحرسون المنظومة التربوية من كل من يريد إلحاق الضرر بها، مهما كانت طبيعة هذا الضرر، ومهما كانت الجهة المسؤولة عنه بما في ذلك الوزارة الوصية ، ولهذا تناضل هيئة المراقبة ومنذ زمن بعيد من أجل مبدأ الاستقلالية على غرار استقلالية القضاء حتى لا يجرأ أحد على الطعن في مصداقيتها . وليس مجرد إرسال لجنة إلى مؤسسة من المؤسسات يعني التآمر على من يديرها ، فهذا كلام مجاني  ولا مسؤول ، ولا مبرر له . وكان على الأستاذ حومين أن ينتظر حتى ينكشف  قرار الجهة المسؤولة ثم يكتب ما شاء ، ويحلل كما شاء. أما الجعجعة قبل الطحن فلا طائل من ورائها . وإذا كانت نصيحتي لك بترك ما لا يعنيك ، وهو ما يدخل ضمن إطار تخصص لجنة مختصة ، فلا عيب في ذلك ، لأنني لم أتدخل في يوم من الأيام فيما يدخل ضمن اختصاصك ،ولأنني أحترم الاختصاصات. أما مقالاتي  في مختلف المواضيع  فهذا شأن يعنيني ، فأنا لا أكتبها بصفتي المهنية بل باسمي الخاصي ، و بلقبي  الذي لا يحمل تعريفا فأنا  مجرد شركي ـ نكرة ـ ولست الشركي  تواضعا لله ، ومن تواضع لله رفعه ، ولا أفرض على أحد أن يقرأ ما أكتب ، ولا أفرض نصحي على أحد . وليس من حقك يا أستاذ أن تجرحني ذلك  وبعد عبارات المجاملة ، وتتهمني زورا بأنني عنيف اللفظ ، أحشر أنفي في كل شيء .

فأنا عندما عبرت عن احترامي  لك لم أكن أجاملك ، ولا أنا من الذين يخشون  صهيلك ، بل اركب ما شئت من خيلك في نقدي ،فبطني ليس فيه ما يخشى عليه ، ولست طامعا في منصب ، ولست طوع  يد أحد كائنا من كان . ولا أنا أدعي قطع أرزاق الناس ، ولا أنا  أقلل من شأن 20 فبراير ، ولا أنا أرتزق ب20 فبراير،أو أدغدغ أصحابها ليكون لي في كعكتها نصيب ، وإنما نصحناك لوجه الله تعالى بنصيحة الإسلام ، وهي عبارة عن حديث نبوي شريف، لم أغير منه إلا لفظة إسلام التي استعملت مكانها لفظة دين ،علما بأن الدين عند الله الإسلام  . فإذا كنت ترفض النصح فلا خير فيك  بشهادة الحديث النبوي ، لا بشهادتي أنا ، وافعل ما شئت إن لم تستحي نأناأنا. أما نصيحتك لي فأنا أقبلها بصدر رحب منك ومن غيرك ،مع أنه لم يخطر ببالي سوء الظن بك أو بغيرك ، بل نبهتك إلى أن زيارة اللجنة لم تكن بسبب قاعة الأساتذة ،بل كانت  زيارة قاعة الأساتذة  ، وهم تيجان فوق الرؤوس أقولها صدقا لا مجاملة ، ولا أخشى منهم أحدا  إذا ما خالف القوانين مهما كان حدثا عارضا فقط، وقد أثنت اللجنة على القاعة الجميلة ما شاء الله وتبارك الله ، وشكرت من كان سببا في تزيينها جزاه الله كل خير، ولكن هذا لا يعني أن إدارة  عمر بن عبد العزيز من خلال تزيين هذه القاعة يمكنها أن تغطي عن مخالفات ، وتتصرف كما تريد خارج طائلة النصوص التنظيمية والتشريعية . أما قولك يا سيد حومين أنك لم تكن تتصور أن تدخل معي في صراع ،فأمر مستغرب منك ،لأنني لم أقصد الدخول معك أو مع غيرك في صراع لا اليوم ولا قبل اليوم ولا غدا . ولعلك تذكر يوم عبرت لي عن الإحجام عن الكتابة  على موقع وجدة سيتي  بسبب الردود المسيئة لك ، فشجعتك على الكتابة ، مع نصحي لك بتجاهل التعليقات التي لا تساوي الحبر الذي تكتب به ، وهي تعبر عن المستويات المنحطة لأصحابها . والغريب يا سيد حومين أن مقالك بعد أن استفزك ردي  الذي أسأت فهمه بامتياز ، جعلك تكشف عن حقيقة مشاعرك الحقيقية تجاهي ، وهي غير عبارات المجاملة التي صدرت بها ردك ، وهو رد انتهى بنقيض ما بدأ ت به  من مجاملة ، مع أن القاعدة الشرعية  تتطلب العدل، وتشترطه مع وجود الشنآن ، علما بأنه لا يوجد بيني وبينك ما يستدعي الشنآن ، والأولى أن يكون منك العدل الذي هو مطلوب حتى في حالة الشنآن . أما أنا فلا زلت كما كنت من قبل أحترمك صدقا ، ولا أجاملك المجاملة الكاذبة .  واعلم يا سيد حومين أن شعاري هو قول الشاعر : نحن قوم أبت أخلاقنا شرفا أن نؤذي بالأذى من ليس يؤذينا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.