المقاربة الأمنية مع حريق سوق مليلية …تطرح عدة علامات……
أستسمح القراء الكرام كون هذه الأيام ,أيام العبادة والتضرع الى الله تعالى والتقرب إليه ,عسى أن نفوز برضى الله وعفوه. إلا أن مصيبة سوق مليلية وما تبعها من أحداث لم تكن في الحسبان ولم تخطر على بال.انطلقت يوم الخميس بحريق نعتبره قضاء وقدرا ,لو أن الكارثة انتهت بشكل طبيعي من جهود لإطفائها وبعيدا عن لصوص لاستنزافها.تأخر لرجال الوقاية المدنية فاق الساعة حسب ما علمت,وتلكأ في الإطفاء بوسائل أيام زمان,حتى أنني سمعت الاستعانة برجال الإطفاء من الناظور,وأتمنى ألا يكون الخبر صحيحا,وإلا فإننا أمام حالة تستحق التحقيق .لو انتهى الأمر هنا لكان هينا,إلا أن لصوص الشوارع من البلطجية والشماكرية ساهموا في تأزم تجار السوق لما لحق متاجرهم من نهب وتهديد لأرواحهم بالسيوف والهراوات. بعد هذه المفارقات حضر رجال الأمن وطوقوا المنطقة وساهموا في القبض على الكثير من اللصوص.
لم أكتب في هذا اليوم المبارك لأعيد ما ذكرته وما ذكره أصدقائي في مقالات الأمس,ولم أكتب ليلة القدر بعد رجوعي الى منزلي في وقت متأخر من الليل,والذي من المفروض أن أكرسه للعبادة قبل كل شيء.وإنما كتبت لأن ما سمعته وما شاهدته يوم السبت مساء لا يوصف.خلاف بسيط أترك لرجال المباحث فك لغزه,يتحول الى تجمع اختلط فيه الحابل بالنابل من تكسير لحافلة النقل وسيارة أمن وضرب لبعض رجال الأمن وهجوم على الدكاكين المجاورة ,وكأننا في غابة بلا أمن.من هنا أطرح التساؤلات التالية عل المسئولين يتنبهوا إليها:
1- لماذا تلكأ رجال الوقاية المدنية في عملية الإطفاء لأكثر من ساعة بعد الاتصال بهم؟ ألهذه الدرجة وسائلهم بدائية وغير كافية؟
2- لماذا لم تحضر قوات الأمن يوم السبت بشكل تحمي ممتلكات الناس وتحافظ على الأمن والنظام العام؟
إن ما وقع يوم السبت من هجوم على الأسواق المجاورة ومن غياب تام لرجال الأمن الى درجة أن عددهم لم يتعد أربعة مع ما وقع من احتكاك مع بعض التجار الغاضبين والذين استغلهم البلطجية للهجوم على الأسواق المجاورة والعبث بها.إن المقاربة الأمنية غير واضحة , والتسيب الذي دخلت فيه المدينة بدأ بهؤلاء الباعة الذين شغلوا الطرقات,والذين إن كان بينهم من يبحث عن رزقه,فبينهم أيضا مجرمون قادمون من خارج الجهة الشرقية ممن لا عائلة لهم ,إنهم يسرقون ويبيعون.
إن هذا الانفلات الأمني مهما كانت حسابات من يساهم في تدبيره,فد تكون له انعكاسات خطيرة على أمن الممتلكات بالمدينة وعلى أمن مواطني المدينة وعلى الانضباط بالمدينة.فقد تتحول الأحوال الى اقتتال وتراشق بالسيوف وانفلات أمني لا يمكن ضبطه مستقبلا . فهل من مغيث لهذه المدينة؟ وهل من مقاربة اجتماعية لمؤازرة هؤلاء التجار الذين أصبحوا بين عشية وضحاها بدون مورد رزق؟بدل حلول ترقيعية سريعة قد تشعل الفتيل إن لم تناقش بهدوء وبعد نظر …..
Aucun commentaire