Home»National»قصبة عجرود من أشهر وأقدم الأحياء الشعبية بمدينة السعيدية من مركز لحماية الحدود إلى مركز للاصطياف « الحلقة الثانية

قصبة عجرود من أشهر وأقدم الأحياء الشعبية بمدينة السعيدية من مركز لحماية الحدود إلى مركز للاصطياف « الحلقة الثانية

0
Shares
PinterestGoogle+

غرائب وطرائف المكان
سيدي أحمد وسيدي إدريس حماة القصبة من أي خطر محتمل
تتوفر قصبة عجرود على بابين يحملان الطابع الهندسي المغربي المعروف لدى كل القصبات الموجودة في بلادنا مع اختلاف بسيط تراعى  فيه ظروف وزمان النشأة ،فالباب الرئيسي يطل على الواجهة البحرية في اتجاه الشمال ،أمام الباب الثاني فيطل على  واد ي كيس في اتجاه الجزائر
فالقصبة كانت محروسة من طرف الوليين سيدي أحمد وسيدي إدريس فهما من يحميا سكان القصبة من كل شر قادم ويدفعان الأضرار والأخطارعنها ،ويتصديان لفياضانات وادي كيس الفاصل بين الجارتين ويحكي شيوخ القرية أنهحدث  في سنة 1947و اجتاحت مياه الوادي مدينة السعيدية حيث غمرت المياه كل المدينة وعلى نطاق واسع تسببت في انهيار الجسر الرابط بين القصبة والجزائر على مستوى وادي كيس الذي عرف فياضانات كبيرة خلف خسائر جسيمة ،باستثناء القصبة التي نجت من هذه الكارثة ،بسبب حمايتها من طرف الوليين الصالحين سيدي أحمد وسيدي إدريس حينها ازدادت محبة ساكنة القصبة لهما لكونهما يرجع لهما الفضل في وجود القصبة إلى يومنا هذا فما كان على سكان على أهل القصبة إلا أن يعترفوا بجميل هذين الوليين فلا زالا الأهالي يزورانهما للتيمن ببركتها ،ويقام لهما كل سنة موسما يتم الاحتفال بهما في يسمى عند أهالي المنطقة بالوعدة حيث تتخلل هذه الاحتفالات العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية ولعل ما يميز وعدة القصبة هو ذلك الجو الأخوي التي تمر فيه حيث تنطلق الاحتفالات في المساء ليسدل الستار على مراسيمها في اليوم الموالي مباشرة بعد تناول وجبة الغذاء بشكل جماعي وهي عبارة عن أكلة الكسكس ،تتكفل كل أسرة بتحضير- قصعة – من الكسكس من النوع الكبير لإطعام كل زوار –الوعدة- ولا زلت أتذكر يوما المذاق اللذيذ لذلك الكسكس في إحدى المواسم المقامة بهذه المناسبة
-بن نَمْري- كائن بحري ذو رأس بشري شاهده جميع البحارة

ولعل من غرائب وطرائف ساكنة القصبة ولا سيما شيوخها الذين ارتبطوا بالبحر ارتباطا وطيدا تعاملوا وتعايشوا مع كائنات عجيبة وغريبة ،لا زالت ملامحها موشومة في ذاكرتهم منها –بن نمري- ذلك الكائن البحري ذو رأس بشري ويدين قصيرتين وذيل سمكة ،فكان هذا الكائن يظهر في الشاطئ فيعمد إلى إظهار رأسه قبل أن  يغطس في الماء من جديد ويتوارى على الأنظار
ويحكي بعض شيوخ البحارة بالقصبة أن بن نمري كان يلاحق الصيادة في البحر ولا يجرؤ على الاقتراب منهم بل يكتفي في التحديق إليهم من بعيد ،وحدث مرة أن دخل أحد الصيادين في صراع مرير مع- بن نمري- في إحدى رحلات الصيد حينما علق بشباكه ولم يستطع الإفلات من قبضتها ،فبادر الصياد إلى  إنقاذه  من ورطته و ما خلف هذا التدخل  من صراع بين الجانبين ،استنتج من خلاله الكائن البحري أن الصياد كان يقصد إيذائه و القبض عليه ،ومنذ ذلك الحين شرع -بن نمري- في ملاحقة  ذلك الصياد  في البحر من أجل الانتقام منه بتقطيع شباكه هكذا كان يسرد أحد البحارة حكايته ،فكان باقي الشيوخ يحركون رؤوسهم في إشارة إلى صحة ما يحكيه رفيقهم في البحر عن هذا الكائن البحري العجيب ،فما عليك إلا أن تصدق الرواية الشيقة والمثيرة فتمنيت
لو أكون صيادا وأحظى برؤية  –بن نمري- لكنه ليس عالقا بشباكي لكي أتجنب انتقامه
فلم نكتفي بالحديث عن ماضي القصبة بل كانت لنا دردشة أيضا عن حاضرها  ويحكي بعض البحارة، بكل أسف، عن تلك البواخر الجزائرية والمغربية الكبيرة  التي نهبت الثروة السمكية وجعلتنا ندخل في عطالة قد تطول نحن بحارة الصيد التقليدي ،في غياب تام لاحترام  القوانين الجاري بها العمل ،فلا تهمهم فترة التبييض والتوالد ،مما ساهم بشكل واسع في انقراض العديد من أنواع السمك التي كانت في فترة ما تعيش في شاطئ السعيدية ويضيفون بكل امتعاض عن إقدام حرس الحدود الجزائري على حجز وفي أحيان كثيرة  لبعض قواربنا ،  في المياه المغربية وتقديمهم إلى المحاكمة التي غالبا ما تقضي بالحكم بآداء مبالغ مالية باهضة كذعيرة نعجز عن تسديدها ودفعها لتحجز قواربنا التي هي بمثابة مصدر قوت أبنائنا

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *