أيها المفتشون….أنتم قلة ,فلا تتفرقوا أكثر….
ليس من السهل تناول موضوع المفتشين بالجهة الشرقية , نظرا لخلاف ابتدأ بسيطا ثم تجدرت خيوطه وتشعبت.وليس من الصعب لم شتات المفتشين , لأنهم وان اختلفوا , يحملون من المواقف والمبادئ والنضال ما يجعلهم قادرين على تجاوز عقبات لا يجب أن تعيق مسيرة هيأة تحمل تاريخا نظيفا من القوامة والصدق والوحدة والقدرة على التصدي لكل محاولة التفرقة.
ان وزارتنا تفرح وتمرح عندما تعلم مثل هذه الخلافات , لما توفر لها من فرص المناورة والتمرير.وزارة تتحاور كلما كانت في موقف الضعف وتتجبر كلما وجدت الصف مخلف.عندما تقابل المفتشين تقول لهم أنتم اعلى الهرم لذر الرماد على عيونهم, وعندما تختلي بغيرهم تكيد لهم الكيد لتقليص أدوارهم واطفاء أنوارهم.
هيأة التفتيش لا تستشار في معظم القرار.مذكرات تصدر ولا نحضر, وقرارات تنشر ولا ننظر,وحركة انتقالية غامضة بدون مناصب شاغرة خوفا من الوقوع في فضيحة المناصب الشاغرة التي تفوق المناصب المغطاة.حاولت وزارة التعليم تقزيم دور المفتشين بتقليص عددهم بدعوى عدم الحاجة اليهم, لكن السحر انقلب على الساحر. ظهرت الفجوات وتفاقمت الاحتياجات . ما كان عليها الا العودة الى الأصل بعد ضياع الفصل.
نيابة كاملة بثلاثة مفتشين ثانوي, ومفتش ابتدائ للفرنسية في نيابة بكاملها, ونيابات بدون مفتشين للكثير من المواد ….
المناطق التربوية مستحيلة التطبيق لعدم وجود ولو مفتش واحدة في كل تخصص فبالأحرى مفتشين والمجالس الاقليمية والجهوية بدون اختصاص حقيقي في ظل احتقان تدبيري…..
مقاربات بيداغوجية تلو المقاربات والمفتشون منخرطون رغم صعوبة المهمات, تكوينات دون اشراك ولا قناعات,والنتجية ضمن المهملات….
الاحباطات لا تنتهي والاخفاقات لا تختفي…..
انخرط المفتشون في كل المجالات وتحولوا الى وقاية مدنية لتفادي الكوراث في ظل تفاقم الاشكاليات وتكاثر المعضلات.يشاركون في لجان متعددة,من تتبع للدخول المدرسي, الى تتبع للتنظيم التربوي,الى لجان للبحث ,الى فرق للمصاحبة والانتقاء والاقرار,الى طوابير لتغطية المناطق الشاغرة من التفتيش,الى جنود لتنقيط ذوي الحق في الترقية,الى فريق لتتبع الداخليات,الى مطافئ أينما اشتعلت النيران….الى…..والى…..
حصل خلاف جهوي بين مفتشي التعليم الثانوي ومفتشي التعليم الابتدائي,نشاأ بسيطا واكتمل معقدا. لن أخوض في تفاصيله , لن اعقب على متناوليه.
أقول لكم بكل صدق وصراحة , أنتم قلة قليلة ,ما يجمعكم أكثر مما يفرقكم,ان كانت المعضلة كما ترونها في القانون الداخلي فهي معضلة ليست جهوية وتبقى داخلية , يمكن حلها ضمن أجهزة النقابة من مكتب ومجلس وطنين. نحن في حاجة اليكم جميعا مجتمعين لا متفرقين . كلكم شاركتم في محطات خالدة , وكلكم رسمتم مسارا لم يكن ليرسم لولا حضوركم مجتمعين . ان كانت فئة ترى نفسها أقل استفادة من غيرها , فلنحمد الله أن ما حقق هم مفتشين, وان لم يكن كل المفتشين…لا أظن مفتشا ينكر ذلك .
أرجو منكم تجاوز هذه الخلافات لنسج فريق قوي قادر على المواجهة وعلى الأقل لحفظ كرامة المفتشين من وزارة تدوس على الضعيف ولا تعترف الا بمن يحرجها ويساومها,وزارة لا تمنح الحق وانما ينتزع منها ,وزارة تستهدف كل من يعارضها, بل وتضمر الحقد والكراهية للمفتشين كونهم يفضحون خباياها.وزارة تقرب بعض المفتشين ممن فضلوا الخوض في الماء العكر والتقرب لقضاء مآرب لحظية ومقاصد نفعية, ستنتهي ويعودون الى معاشهم خائبين منعزلين أو معزولين, لأن ما حققوه من مناصب لم يكن وفق قدراتهم وانما حسب اتجاهاتهم وخياناتهم.
كلكم منزهون ,كلكم شرفاء قائمون وبالحق مطالبون,وعن الخيانة غائبون وناقمون. لا تدعوا الأصول وتهتموا بالفصول , ولا تركزوا على القشور وتنسوا الجدور…..
Aucun commentaire