سلام عليك يا تويسيت 34

بعد معاناة كبيرة في سن مبكر,حيث كنت مرغما على قطع الميول الطوال جيئة ودهابا من مدرسة ابن طفيل,الى السكن الدي اكتراه والدي رحمه الله,ففي السنة الاولى ابتدائي كان السكن قريبا من المدرسة,حيث كان يتواجد بحي بوقنادل,لكن مع مرور الزمن اكترت جدتي منزلا بحي يوجد على مسافة قريبة من سيدي امعافة,قرب جامعة محمد الاول ومنه كنت اقطع المسافات الطويلة باتجاه مدرستي ابن طفيل,ولست ادري لمادا تركني والدي لهاته المعاناة اليومية,ولم يفكر في نقلي الى مدرسة قريبة من السكن,والاخطر في هاته المعاناة ليس بعد المسافة الفاصلة بين المدرسة والسكن,انما كان الخطر يتمثل في انني كنت اسلك يوميا طريقا بين البساتين والاشجار الكثيفة,حيث كان يستغلها البعض لشرب الخمور,فضلا على ان حي بوقنادل كان يعج بالمنحرفين,لا زلت ادكر اخطرهم وهوالمسمى قيد حياته المختار بانكي,واخر يسمى نور الدين كرموسة,ورغم هاته المخاطر,فقدنجاني الله منها الى ان عدت الى قريتي لاتمم دراستي الابتدائية هناك,
كما ان ارادة الله ومشيئته ابعدتني من هدا الحي لانني وجدت من كانوا يدرسون معي تحولوا بعدكبرهم الى مجرمين,وتحولت براءة صغرهم الى عدوانية قادتهم الى السجون,ومنهم محمد النمس وحسن العنزوق,وقد فوجئت بمصيرهم الدي تحول من الوداعة والاستقامة في صغرهم الى مصير مليء بالعدوانية والعنف,وتأكدت ان سلوكهم لهدا الطريق نابع من اختلاطهم بالمنحرفين بين البساتين التي كانت تحيط بالحي من جميع الجهات,
التقيت بمحمد النمس بعد عقود,فوجدت احاديثه لا تخرج عن مغامراته في السجن,لكن في نفسه شيء من الندم والحنين الى طفولته البريئة من العدوانية,واحسست ان هدا التحول في حياته كان بفعل فاعل,لم يكن يريده ولا ينغمس فيه,لكن هي دي سنة الحياة,واسرته لم تقم بواجبها تجاهه,خاصة وان والده كان كثير الغياب عن بيته لظروف عمله,
نصحته بالتوبة والابتعاد عن طريق المخاطر,وهوالان يعمل كحارس ليلي وقد اقلع عن السلوكات المشينة بفضل الله ورحمته بعباده,
وعلى دكر هدا الشخص باعتباره صديق الطفولة والصبا,لازلت ادكر انه كان يميل الى تعلم رياضات مختلفة حتى اصبح في كبره بارعا في رياضة الجومباز,كما اتدكر اننا كنا في الصغر ندهب باستمرار بعدالخروج من المدرسة الى ساحة سيدي عبد الوهاب,وكان محمدهدا خفيف الحركة,فاستغله احد الاشخاص في فن الحلقة,ويسمى بوجمعة حيث كان يبارز في الملاكمة من هم اكبر منه سنا,وكانت الغلبة له دائما,واعتقد ان داك من اسباب انحرافه,لانه ربما استشعر القوة والتفوق,
اما انا فقدعدت الى منبت نبعتي,بين المروج المحفوفة بغابة الصنوبر,على سفح جبل غيران الفيجل,تاركا بوجمعة وحلقته,ومبتعدا عن المسالك المحفوفة بالمخاطر,لاتمتع مع خلاني من ابناء الدوار الهادئ بالعاب الفروسية وسريلو وبومعيزة,استفيق في كل صباح على ثغاء الخراف وخوار البقر,اجوب المروج بحثا عما تجود به الطبيعة من نبات,واعشاش القبرات والحجل,اعيش حياة البادية المليئة بالهناء والطمأنينة,وانتقل الى مدرستي المتواجدة في قرية الاجداد في حبور دافق رفقة زملائي من ابناء الدوار,




Aucun commentaire