Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 25

سلام عليك يا تويسيت 25

0
Shares
PinterestGoogle+

لم يكن في الدوار مسجد,بل كان اهل الدواريؤدون صلواتهم في بيوتهم,او التنقل من طرف بعضهم الى قرية تويسيت في القليل من الاحيان,وخاصة في صلوات الاعياد,اما شهر رمضان الابرك,فلم نكن نسمع مؤذنا يعلن عن حلول صلاة المغرب والتي تتزامن مع الافطار,كما هو الشان اليوم,بل لا زلت اذكر ان الاباء والامهات كانوا يامروننا بمراقبة وقت الافطار,حيث كنا نخرج خارج البيوت والخيام ونتطلع الى صومعة بقرية تويسيت منتظرين اشعال مصباح في اعلى الصومعة من طرف فقيه المسجد,واشعال المصباح هو بداية للاذان وموعد الافطار,ولا زلت اذكر انه في الكثير من الاحيان كان التيار الكهربائي ينقطع عن تويسيت,خاصة حينما يحل شهر الصيام في فصل الشتاء,علما ان قرية تويسيت تعرف ببرودتها الشديدة خلاله,وتعرف ايضا بتهاطل الثلوج بكثافة مما يسبب قطع التيار الكهربائي عن القرية,ولحس حظنا,كان بعض اهل الدوار يمتلكون مذياعا صغيرا,يستمعون من خلاله الى الاذان عبر امواج الاذاعة الوطنية ,رغم ان الاذان في العاصمة كان يتجاوز وقت الاذان بقريتنا بدقائق معدودة,

لم تكن الموائد التي كانت تقدم للصائمين,تشبه موائد اليوم,بل كانت موائد الماضي تقتصر على بعض الماكولات المحلية,فلم نكن نشاهد عليها الحلويات المتنوعة,ولا العصائر المختلفة,بل كانت الامهات تقدم ما صنعت ايديهن من خبز لذيذ,وحساء شهي,اضافة الى الالبان والزبدة,او ما يجلب الاباء من الاسواق من فواكه متنوعة,

كم كانت ليالي رمضان شيقة رغم بساطتها,لا وجود للتلفاز,ولا وجود للبرامج المقززة,والتي تتجاوز في بعض الاحيان حدود الاخلاق والحياء بين الاباء وابنائهم وبناتهم,بل كان الاباء يتجمعون بعد الافطار على مروج الدوار,كل يحمل فراشه ووسائده,الى مكان التجمع,فيشرعون في تبادل اطراف الحديث,وقد تكون الاحاديث في بعض الاحيان حول امور الدين والعقيدة,وقد تكون احاديث حول العناء اليومي في سبيل لقمة العيش,او ما شابه ذلك.

كان الاباء يؤدون صلاة العشاء جماعة,ثم يؤدون صلاة التراويح بشكل فردي,كل حسب ما يحفظ من كتاب الله,وبعد ذلك يتوجه الاباء نحو البيوت والخيام في انتظار وقت السحور,اما نحن فكنا نبقى هناك حتى يحل وقت السحور,لنتوجه نحو البيوت بدورنا ونشارك افراد اسرنا في تناوله لاستقبال يوم جديد,

يمر شهر رمضان في جو تعبدي لائق,تزداد فيه المودة والتلاحم بين مكونات الدوار,واثناء حلول العيد يتجمع الاهل بالقرب من غابة الصنوبر المحاذية للدوار,يتكئون على الحصائر والافرشة الصوفية,بينما نظل نحن بجانبهم نلهو ونرتع,نتباهى بالبسة العيد الجديدة,الى ان ترسل الامهات ما صنعت ايديهن من ماكولات شهية,كسكس ممزوج بالحليب الساخن,او شوربة لذيذة,او خبز مختلفة انواعه,اما الاباء فيكلفون احدهم لصنع كؤوس الشاي,فنجلس نحن ايضا بجانبهم لنتناول ما لذ وطاب من هاته الماكولات,

يظل الاهل هكذا,يستقبلون الضيوف تحت ظلال الاشجار الوارفة,اما نحن فنبتعد قليلا لنلعب ما اخترناه من العابنا المختلفة,فقد نختار لعبة الفروسية,او لعبة الكرة,او غيرها من الالعاب الشيقة,الى ان تتجه الشمس نحو المغيب,فنرجع نحو البيوت,وقد اخذ منا العياء ماخذه,وكسا الغبار والتراب البستنا الجديدة,حيث ننام باكرا بفعل العياء,

ما اروع الشهر الفضيل بقرية الاجداد,شهر يستقبله اهل الدوار بالبساطة اللازمة,بساطة في تعبدهم واكلهم,لا يبتغون بذخا على موائدهم,ولا رياء في تعبدهم,شعارهم هو صوم شهر رمضان بما يلزمه من الاحترام والوقار,وصلة الرحم والتلاحم بين مكونات الدوار,

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *