Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 14

سلام عليك يا تويسيت 14

2
Shares
PinterestGoogle+

مرت ايام الصبا في تلك المروج الخضراء,في كنف جبل غيران الفيجل,واصبحت الالعاب الشيقة والمتنوعة على مشارف غابة الصنوبر المتاخمة للجبل عبارة عن ذكريات,ذكريات تسح معها العبرات,لانها لن تعود اطلاقا,ولن يعود من خلف الدنيا وراء ظهره,من الصحاب والاهل,بعدما عاش حقبة من الزمن في ذاك الدوار بين اهله وعشيرته.

ذكريات كلما خطرت ببالي,الا وذكرتني,بالحنان الدافق من جميع شرائح اهل الدوار,والصفاء الساكن في تلك القلوب المتسامحة,لم نعرف في صبانا ضغينة ولا حقدا ولا حسدا,كل نساء الدوار امهات .

لنا ,ورجالاته اباؤنا واطفاله اخوتنا.وكل من غادر الدنيا مبتعدا عنا,الا ويترك حرقة في قلوبنا رب العرش يعلمها

ذكريات قد تنسى في فترات,ولكنها تعود كلما قدر الله لقية مع احد من سكان الدوار وكأن وجهه مراة تعكس ذاك الزمن الغابر,بالعابه الشيقة في مروج الجرجير والتالمة واعشاش القبرات وجبل النفايات المعدنية حيث كانت الوجبات المملة ,من شاي بارد في قنينة السيرو ورغيف يابس

ذكريات تسطر في مخيلتي كلتة سيدي لخضر المستظلة باشجار الدفلة والعريش والمملوءة بنقيق الضفادع على مقربة من اطفال ظلوا يسبحون في مائها البارد وقد صاروا اليوم رجالا  يهيمون في كل حدب وصوب تبعا للقمة العيش وتحمل مسؤولية تحملها من قبلهم اهل الدوار,رغم ان المسؤولية تختلف باختلاف الزمن والعقليات واختلاف الوسط

ذكريات قد تسح معها الدموع حين اتذكر من فارقنا بلا عودة وعلى راسهم فارس الدوار المغوار,وحصانه الذي كان يقف امام الدار شامخا كالجبل انه والدي رحمه الله

ذكريات حلوة حينما اتذكر العاب الفروسية وعيدان الكلخ والقصب التي كانت كالحصان بين ارجلنا,وعلب حليب نيدو المملوءة بالتراب وكانها مكاحل الفرسان الكبار,وتلك الحفر الصغيرة التي كانت تنم عن الذكاء ونحن نزاول لعبة بومعيزة,وعود الدفلة الذي كان يستعمل في لعبة سريلو,فنستشعر معه البطولة والقوة والذكاءوذكريات مرة وقد حشرت في اعمال الكبار مرغما,حصاد ودراس وبحث عن كلا الماعز والدواب.

ذكريات مرة ايضا حين ارى ذاك الدوارالذي كان زاخرا بالحيوية والنشاط قد تحول الى اطلال واصبحت دوره المبنية بالطوب والحجر مسكنا للجرذان واصبحت البيادر التي كانت تدرس فيها الحبوب عبارة عن خيال

ذكريات ابادلها بزفرات تنبعث من جوانحي,كلما مررت بكلتة سيدي لخضر فاجدها جافة وعلى جوانبها وحل يابس قد اخترقته الاخاديد

ذكريات تشدني الى قريتي,ومروجي وغابتي,ومدرستي التي تعلمت فيها ما قدر الله من التربية والعلوم على يد اساتذة اجلاء

ولا يسعني الا ان اقول في بلدتي ان حبك بين الجوانح ساكن وذكرياتك لن تنسى بحلوها ومرها.

,

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. zouirech zakia
    12/02/2020 at 23:31

    سلمت يمناك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *