Home»International»حلاقة التشرميل بين الامس واليوم

حلاقة التشرميل بين الامس واليوم

0
Shares
PinterestGoogle+

لا زلت اتذكر,كيف كان الاطفال يسخرون من بعض اقرانهم,بفعل طريقة حلق رؤوسهم من قبل ابائهم كان ذلك  حين كنا نتابع الدراسة بالتعليم الابتدائي بقرية تويسيت الشامخة,وكانت هذه السخرية تؤثر بشكل كبير في نفوس الاطفال المعنيين,وليس باستطاعتهم  ان يرفضوا امرا ولا صنيعا للاباء,لانهم كانوا يربطون الطاعة برضى الابوين,وقد اقتصرت هذه الحلاقة على القادمين من ضواحي القرية ودواويرها,واستثنت من كانوا يسكنون في القرية في الاحياء التي بنتها شركة تويسيت للمعادن لمستخدميها,وبالتالي ظل الساخرون من طريقة االحلاقة هاته ينعتون رفاقهم بالبدويين,وبلغتهم (العروبيين)بينما نزهوا انفسهم بفعل مساكنهم المربوطة بشبكة الماء والكهرباء,وسموا انفسهم بالمتحضرين,وبلغتهم (المدينيين).وبين الكلمتين كانت تختفي معاني بعيدة في ادمغة هؤلاء الاطفال,فكلمة العروبي كانت تعني التخلف والكسل والفقر,وكلمة المديني كانت تعني التفتح والاجتهاد والغنى.ولكن رغم هذه الافكار البريئة فان النتائج والمسايرة والتفوق كانت حليفة المحلقينن رؤوسهم على طريقة اصحاب(التشرميل).

لقد نبذوا المخاوف,واقتحموا الشدائد,وهاهم اليوم يتبوؤون اعلى المراكز,ولم تكن حلاقتهم على هذا الشكل تفيد الاعتداء وسرقة ممتلكات العباد,بل ظلت تفيد البراءة,والوداعة..بينما من نهج هذا النوع من الحلاقة في عصرنا هذا,فانما يريد الاستهزاء من العباد بقوته,وسواطيره وسيوفه,وكان اصحاب الحلاقة بهذا الشكل يريد تمرير خطاب الجريمة لاطياف المجتمع,وقبلها نهج المجرمون اشكالا اخرى ومنها الوشم على الاذرع والصدور,حتى اصبح المواطن العادي يفرق بين المجرم وغيره بالوشم.

سبحان مبدل الاحوال,حلاقة ظهرت قبل عقود,رمزت الى السكينة والبراءة والسلم,وهي نفسها ظهرت في عصرنا هذا تفيد الاجرام والاعتداء على العباد.فاذا كان الاباء في ذلك العصر يحلقون رؤوس ابنائهم بهذه الطريقة تحت طائلة الفقر,فان الاباء اليوم يدافعون عن حرية ابنائهم في حلاقة رؤوسهم بالطريقة التي يريدون,وكم من اب سارع الى ادارة المؤسسات التعليمية مستنكرا التدخل في حرية ابنه وحلاقة راسه.

الم يكن حريا بهذا الاب ان ينهى ابنه قبل غيره عن هذا النوع من الحلاقة حتى لا يشبهه بالمجرمين,الم يكن من اوجب واجباته تتبع مسار ابنه داخل المؤسسة وخارجها لنقله الى بر الامان وحمايته من التقليد الاعمى ’,خاصة بعد مشاهدة الجرائم على المواقع الالكترونية,واغلبها من تنفيذ اصحاب هذه الحلاقة المشبوهة التي لا ترتبط لا باعرافنا وعقيدتنا وقيمنا.حتى اصبحت شخصيا اعتبرها ثامن العجائب السبع.

ان من يدافع عن هذا النوع من الحلاقة في حق ابنائه,سيدافع ايضا باستماتة عن تبرج ابنته وربما زوجته,تحت غطاء الحرية والتحضر وحقوق الانسان,ومادام المجتمع يحتضن هؤلاء فاعتقد جازما اننا سنصلي  صلاة الكفاية على القيم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    12/05/2014 at 13:55

    شكرا للاخ على هذا الموضوع ولابد أن اضيف شيئا آخر واقتبس كلمة « عروبي » التي كانت تعني التخلف في ذلك الزمان اصبحت حقيقة في يومنا هذا,فهؤلاء المشرملين الجدد بصيغة »النازيين الجدد » هم فعلا متخلفون في كل النواحي دراسيا اخلاقيا ونقصهم جعلهم ينتهجون طريقة خالف تعرف,ليس بالطريقة القديمة التي تثير الانتباه الى ابداع الشخص بل هؤلاء انتهجوا طريقة الانتقام من المجتمع وربما هم محظوظون لانهم لم يعاصروا زمان هتلر في ألمانيا وأقل من ذلك زمن البصري بالمغربـ,

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *