تذكرنا مناسبة 2نونبر من كل سنة بإعلان عن وعد بقيام كيان لليهود بفلسطين العربية.وهو ما يعرف بوعد بلفور.و أرثور جيمس بلفور،Arthur James Balfour ( 1930l1848)   ،هو من حزب المحافظين البريطاني،وقد شغل وزيرا للخارجية،للإمبراطورية البريطانية العظمى،التي لم تكن تغرب عنها الشمس.لقد اعتبرت أرض فلسطين بأرض الميعاد التي وعد بها الله سبحانه الشعب اليهودي(شعب الله المختار).

وأرض فلسطين هي أرض لشعب لا يستحق ،منحت لشعب لا يملك(هذا ما كانوا يعتقدون و ما يريدون إقناع الشعوب و الحكومات الأخرى به،خاصة الغربية منها). فلقد انمحى الاسم العربي من الخريطة (فلسطين) وحل محله الاسم العبري(إسرائيل).

الدولة العبرية،أو دولة اليهود العنصرية،لا تتوقف عند حدود هذا الوعد(لقد استولت على أراضي في حرب 1948و1956 و1967 و،1973وهي حروب ضد الجيوش العربية،وحروب تطهيرية انتقامية في لبنان و غزة بفلسطين،واعتداءات متكررة على العراق و سوريا مرات متعددة.وآلة القتل الإسرائيلية لا تتوقف إلى يومنا هذا ،بل تعمل على إبادة و اجتثاث  البشر و الشجر و الحجر.وهدفها: قتل و تشريد و تهجير أصحاب الأرض الأصليين من أجل التطهير العنصري و العرقي للجنس العربي ،و إلى الأبد.والحكومة الصهيونية تطالب العرب بالاعتراف بيهودية إسرائيل.ومؤخرا أصدرت الدولة العنصرية قرارا يرخص لليهود بممارسة شعائرهم الدينية في قسم بالمسجد الأقصى.بل ذهبت أبعد من ذلك ،حيث قننت من تواجد المصلين المسلمين في أي وقت.ومنعت الاعتكاف بالمسجد.فالمسجد مفتوح لليهود و المسلمين بالتناوب.وليست هذه إلا خطوة تتبعها خطوات من أجل هدم المسجد الأقصى و إقامة الهيكل مكانه.وهذا يحدث تحت أنظار المجتمع العربي و الدولي.وهذا العمل هو ما يفسر الحفريات المتواصلة تحت أنقاض المسجد بحجة البحث عن هيكل سليمان.يضاف إلى هذا كله،ترخيص الحكومة العنصرية ببناء 1500 وحدة سكنية بالقدس الشرقية،و1800وحدة سكنية بالضفة الغربية.و كان العرب يطالبون في مفاوضاتهم مع الكيان المحتل، بالقدس الشرقية، كعاصمة لدولة فلسطين العربية و على حدود 1967(مع العلم أن العرب كانوا يطالبون سابقا، بالقدس الموحدة كعاصمة لدولتهم.و يظهر أن هذا الحلم قد تبخر كما تبخرت كثير من الأحلام منها استرجاع كل فلسطين و رمي اليهود في البحر).هذا التنازل المتدرج و المستمر هو انعكاس للضعف العربي،وانقسامهم(حتى أن بعض المسؤولين العرب من كثرة إيمانه الراسخ باستحالة الانتصار على العدو الصهيوني ،شبه نفسه و العرب بالنعاج.فماذا تفعل النعجة أمام ذئب مفترس؟(والقائل هو وزير خارجية دولة خليجية تعمل جاهدة من أجل تطبيع العلاقات مع الكيان اليهودي).ويظهر أيضا أن دولة إسرائيل غير مستعدة لا الآن ولا في المستقبل القريب أو البعيد، للتنازل عن شبر من الأراضي التي استولت عليها في الحروب السابقة.و في كل المفاوضات لا تطالب بالسلام مقابل الأرض ،بل بالسلام مقابل الأمن،وبدون شروط مسبقة.ومع اكتشاف النفط على السواحل اللبنانية و السورية،فان شهية ابتلاع أراضي جديدة قد تفتح من أجل الاستحواذ على هذه الثروات(البعض يعتقد أن هذه الثروات هي نقمة ،و ليست نعمة).فالعرب يكفيهم المعيشة البدوية،وحياة الترحال والرعي،و السكن في الخيام،كما كان حالهم في السابق،أما التحضر فهم ابعد عنه مسافات زمنية طويلة(ضوئية او صوتية.على الأقل هذا ما يعتقد به بنو صهيون)

إسرائيل،في الوقت الحاضر ،تعرف أن العرب ليس بمقدورهم ،أن يدينوا، أو يستنكروا،او يحتجوا على الانفعال الإجرامية التي ترتكبها في حق العرب في فلسطين و لبنان.انها امام امة عربية اضعف و اوهن من بيت العنكبوت.

إسرائيل دولة تقوم على العدوان و السيطرة و استغلال الآخر،و تنهب خيراته و مقدراته المالية .وتعمل على تمزيق العالم العربي و تفتيته إلى كيانات صغيرة وضعيفة،يقتل و يقاتل بعضها بعضا.وترى نفسها أنها هي رسولة السلام و الحضارة وسط عالم عربي متخلف،يرجع في عقليته إلى القرون الوسطى،  فلا إيمان له بالحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان.

لقد صرح شيمون  بيريز،رئيس الدولة العبرية حاليا،في مناسبات سابقة(أن العرب لا يقرأون،وإذا قرأوا لا يفهمون،وإذا فهموا لا يفعلون شيئا).و نجحت الدولة العبرية في إثارة النعرة الاثنية و العرقية و الدينية و الطائفية في الوطن العربي،تارة باسم الربيع العربي ،وتارة بالصراع السني/ الشيعي ،أو بالصراع الإسلامي/ المسيحي،أو الكردي/ العربي…

و أخيرا ندون أن هناك قولا مأثورا ردده التلمود البابلي(وهو من الكتب المقدسة عندهم)أكثر من مرة،يقول فيه »فكما أن العالم لا يمكن أن يعيش بلا هواء،فانه لا يمكن آن يعيش بدون اسرائيل »( 1 )…

المرجع1) التلمود البابلي. عبودة زارة/10/ب؛تعنيت؛3/ب؛مدراش يلقوط على سفر زكريا.1969.هذا المرجع اعتمده د.حسن ظاظا(وهو استاذ العلوم اللغوية،بجامعة الاسكندرية،بكلية الاداب.وتخرج من جامعة القاهرة و الجامعة العبرية بالقدس)،في مقال بعنوان:الشخصية الاسرائيلية.المدون بمجلة عالم الفكر/المجلد العاشر،العدد الرابع/يناير/فبراير/مارس 1970.وهي مجلة كانت تصدرها وزارة الاعلام بدولة الكويت.

انجاز:صايم نورالدين