Home»International»بلدان ما بعد الربيع العربي ونظرية الفوضى

بلدان ما بعد الربيع العربي ونظرية الفوضى

0
Shares
PinterestGoogle+

بلدان مابعد الربيع العربي ونظرية »الفوضى »:

ذ.إسماعيل علالي

إن المتتبع  لما يجري في دول مابعد الربيع العربي(تونس-مصر-ليبيا-سوريا-اليمن…)،

يجد أن الأمر أكبر من مجرد انتفاضات قامت بها شعوب مقهورة تتطلع إلى الانعتاق من الاستبداد، إذ بمجرد ما أطاحت هذه الدول بالدكتاتور تصاعدت أصوات أخرى مناهضة للرؤساء الجدد الذين وصلوا الرئاسة عبر صناديق الاقتراع، ولنا في مرسي المخلوع قبل نهاية حكمه خير مثال على هذه الردة .

والغريب في الأمر أن الحضور الصهيو أمريكي حاضر بقوة  من خلال أذنابه ومرتزقته ،ومُدَعِّمٌ للردة التي تشهدها بلدان مابعد الربيع العربي.

والغريب في الأمر كذلك أن هذه الردة  بدأت مع فوز الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي(تونس -مصر نموذجا) فقط ! .

مما يجعلنا نتساءل عن مشروعية هذه الردة؟ ،

ولا نجانب الصواب إذا قلنا إن  الكيان الصهيو أمريكي الذي فشل في تزوير الانتخابات وتوجيه الشعوب إلى ترشيح أذنابه من أبناء الداخل ، لم يرضه تبويئ الشعوب للإسلاميين على سدة الحكم انتصارا للمشروع الهوياتي نقيض التبعية والاستلاب.

لكن مما نأسف له ونحن نراقب هذه الردة هو غياب الوعي الجماهيري المتنور الذي يعلي من سلطة الحكمة على سلطة العاطفة!.

ومما يندى له الجبين  أكثر هو انخراط المثقف الموضوعي في مثل هذه الردة بشكل عشوائي دون بحث في مدى صوابيتها وكذا تبعاتها.

والمتتبع لما يحدث  في بلدان مابعد الربيع العربي  يستشف دون إجهاد للفكر سير هذه البلدان  نحو التقسيم والتجزيء الذي  أعده  الكيان الصهيو أمريكي  سلفا لهذه الدول إذا ما فاز التيار الإسلامي حتى يبسط نفوذه على المنطقة بدعوى حفظ الأمن والسلام وخلق دويلات صغيرة تغذيها الطائفية، والإيديولوجيات المتناحرة منعا لأي نهضة حقيقية تنقل الوطن العربي من طور التبعية إلى طور الاستقلالية.

وما هذه المخططات الصهيو أمريكية إلا نتاج نظرية الفوضى  في الفيزياء التي تبناها النظام الصهيوأمريكي حين أدمجها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية…إلخ.

إذ أصبحت هذه الأخيرة هي المؤطر لسياسة الفكر الصهيو أمريكي تجاه العالم الإسلامي العربي.

إذ يسعى المتشبعون بتوجيهات هذه النظرية إلى إيجاد نظام سياسي جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم وتحييده/جعله محايدا، مادامت أدبيات هذه النظرية تصرح بأن مآل كل نظام إلى الفوضى .

وخير ما نمثل به بغية بيان جوهر هذه النظرية المطبقة على دول الربيع العربي هو قطعة السكر التي تنحل بمجرد وضعها في كوب ماء إلى جزيئات  صغيرة يستحيل اتحادها مجددا ورجوعها إلى شكلها الصلب .

وهنا يكمن خطر هذه النظرية التي وظفها الكيان الصهيوأمريكي توظيفا سلبيا على الشعوب العربية، ونراه اليوم يجربها في دول مابعد الربيع العربي من خلال تفجير جسم الأمة إلى جزيئات/أقليات  متناحرة يستحيل جمعها مرة ثانية.

وفي ختام هذا المقال لا يسعنا إلا أن نقول :

إن الردة -ولا أقول الثورة- التي لا تستند على أسس منطقية تكفل صدق مقولاتها هي خادمة للمخطط الصهيوأمريكي دون وعي، ولن تجني من ردتها إلا التجزيء والتقسيم والشتات المفضي إلى حرب ضروس بين أبناء الوطن الواحد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. الأستاذة نجلاء
    05/07/2013 at 01:43

    جميع مقالاتك تتسم بالعمق المنطقي والتحليل الذي قلما نصادف ،دمت بهذا التجلي أستاذنا العزيز إسماعيل علالي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *