Home»National»ليس يرقى الأبناء في امة ما لم تكن قد ترقت الأمهات

ليس يرقى الأبناء في امة ما لم تكن قد ترقت الأمهات

1
Shares
PinterestGoogle+

رحم الله ابن باديس على قوله:اذا علمت ولدا فقد علمت فردا,واذا علمت بنتا فقد علمت أمة »ولعل في هذا المثل المأثورأكثر من دلالة على دور المرأة في بناء المجتمعات على حلية الفضل,وحسن الاخلاق,فكلما تعلمت المراة,وتحلت بالفضائل الراقية كلما نسخت تعليمها وحسن اخلاقها على ابنائها,فان كانت كذابة  نفثت فيهم صفة الكذب,وان كانت عفيفة نهلوا منها العفة والتقى,

ولا غرو ان شبهنا الابناء بالثمار,والام بالشجرة المثمرة,فكلما وجدت الشجرة البيئة المناسبة لانباتها,كلما اثمرت حلو الثمار وأطيبها,وان كان العكس رأيت الثمار تتهاوى على الأرض ذابلة ملتوية.وكذلك الام,ان تعلمت وتربت على القيم الانسانية المثلى,انجبت وربت اطيب الخلق,وساهمت في بناء مجتمع راق,لبناته من الصدق والتعاون والايثار وحب الخير,لا تشوبه شوائب الانحراف والجريمة والانحلال الخلقي.

واذا كانت هذه هي قيمة المراة منذ الازل,فاننا نطرح الاف الاسئلة,ونحن ننظر الى مجتمعنا تنخره مصائب الانحراف,ما عهدناها في الاولين,ونتساءل عن المعيقات التي تقف امام المرأة لتأدية رسالتها التربوية على احسن وجه,فهل هي المؤسسات التعليمية التي لم تف بوعدها تجاه المرأة؟ أم هي الحضارات الدخيلة التي أصبحت تغزو قيمنا واخلاقنا عبر وسائل الاعلام والاتصال؟ وأظن ان لكل منهما نصيب,والنصيب الاكبر للثانية ,وخير دليل ذلك التقليد الاعمى الذي اصبح عليه ابناؤنا,تقليد اعمى حتى في حلق الرؤوس,ولبس السراويل الممزقة من فوق الركبتين,ووشم الثعابين والوحوش على السواعد وغيرها مما لا علاقة لأمتنا به.

واذا كانت المجتمعات تعلم علم اليقين أن صلاحها مرتبط بالتعليم والتربية,فانها تعلم أيضا ان تعليم المرأة من أوجب الواجبات,ايمانا منها بالقول المأثور »ليس يرقى الابناء في أمة ما لم تكن قد ترقت الأمهات »وقول الشاعر:

الأم مدرسة اذا أعددتها=أعددت شعبا طيب الأعراق.

ورغم كل هذا لا زالت بعض التقاليد في أمتنا تقف حجرة عثرة أمام دور المرأة,ومنهم من يرى أن تعليم المرأة أمر ثانوي,فربط تواجدها في الحياة بأمور البيت من غسيل وطهي وتنظيف وانجاب,ونسي ما هو اهم من هذا كله والمتمثل في تربية الأبناء على القيم الراقية والشيم الجيدة,وما أكثر الاباء الذين يرغمون بناتهم على التخلي عن الدراسة بعد حين,لتشبثهم بالتقاليد السالفة الذكر.

وقد نلتمس العذر لهؤلاء,لأنهم يجهلون فعلا هذا الدور,وقد عششت في عقولهم هذه التقاليد,والتي لا يمكن ازالتها الا بتعليم هؤلاءوهم الجاهلون.وحبذا لو يتدبروا قول لنكولن الذي وصل الى المناكب العلية,فاعترف بجميل الأم,وأقر انه بدونها ما كان ليصل اليها,فهاهو يقول: »اني مدين بكل ما وصلت اليه,وما أرجو أن اصل اليه من الرفعة الى أمي الملاك »

وحبذا لو يعلم هؤلاء,أن حرمان بناتهم من التعليم,تكريس لانحلال المجتمع,وجعلهن فريسة للانحراف,فهم يظنون بسذاجة أن بقاء البنت في البيت صون لها من الانحراف,وما علموا أنهم يرمونهن في احضانه بسذاجتهم,لأن المرأة المتعلمة ليست هي الجاهلة,فالعلم نور والجهل عار.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. فاطمة الزهراء حيمري
    24/03/2013 at 22:04

    فعلا الام هي المدرسة الاولى ان تعلمت علمت و هذبت وخلقت رجالا و نساء صالحين في المجتمع و ان بقيت حبيسة البيت و حرمت من التعليم كان دورها سلبيا على المجتمع ,
    اشكرك والدي على هذا المقال القيم و دمت سندا راسخا لي في مشواري الدراسي

  2. فاطمة الزهراء حيمري
    24/03/2013 at 22:59

    فعلا الام هي المدرسةو الاولى ان تعلمت علمت و هذبت و خلقت رجالا و نساء صالحين في المجتمع و ان بقيت حبيسة البيت و حرمت من التعليم كان دورها سلبيا على المجتمع ,
    اشكرك والدي على هذا المقال القيم و ذمت سندا راسخا لي في مشواري الدراسي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *