Home»International»هل تريد الرأسمالية الديمقراطية والاستهلاك أم الحروب في العالم ؟؟

هل تريد الرأسمالية الديمقراطية والاستهلاك أم الحروب في العالم ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

               هل تريد الرأسمالية الديمقراطية والاستهلاك أم الحروب في العالم  ؟؟

 علمتنا المعرفة التاريخية على أن الأحداث تتكرر وتعيد نفسها ولكن بمستويات مختلفة ومظاهر متنوعة وتطورات متميزة فقد أعاد التاريخ نفسه مرتين حينما اندلعت الحربين العالميتين الأولى والثانية وكانت أهدافها  الاقتصادية متشابهة  من حيث إعادة الحياة إلى الدورة الرأسمالية المتأزمة بما أن استمرارية هذا النظام تقوم على الاقتصاد الحربي لإيجاد أسواق  قصد ترويج المنتجات  والسلع والقروض فهل سيعيد التاريخ حربا عالمية ثالثة  ؟؟

اهتدت الرأسمالية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الإنتاج الضخم المتنوع من حيث المواد الزراعية والصناعية والغذائية والتكنولوجية والعسكرية  والمواد الصيدلانية ونهجت تقنية عرض السلع في فضاءات واسعة شبيهة بالمخازن التي شيدت لتوفير التموين للسكان أثناء الحرب العالمية وهو ما يعرف اليوم بالأسواق الكبرى المنتشرة عبر العالم لتشجيع الاستهلاك بشكل هستيري قصد الربح الواسع

وقد أثر ذلك على ذهنيات سكان العالم الذين وصلوا إلى درجة الإدمان على الاستهلاك فتحطمت الأرقام القياسية في وزن الإنسان الذي وصل إلى 3 قنطار وانتشرت أمراض السمنة والغدد والسكري والقلب والسرطان  وتكدست  مختلف الأجهزة الكهربائية والإليكترونية  في البيوت .

وأنفق الرأسماليون الكبار بـلايين الدولارات على تكنولوجيا المعلوميات والتواصل والاتصال والإشهار،وأبرمت الصفقات الخيالية في هذا الميدان بمعظم بلدان العالم  .

 ولكن يبدو أن هذا الإنفاق الهائل  لم يحقق الأرباح الخيالية التي كانت منتظرة ويعد هذا من أسباب الأزمة الاقتصادية التي انضافت إلى أزمة العقار والركود الاقتصادي  في السنوات الأخيرة بالمراكز الكبرى للرأسمالية .

وهنا يمكن أن نطرح الإشكال  الذي يفرض نفسه بعد كل أزمة اقتصادية  : هل ستلجأ  الرأسمالية العالمية إلى الاستعمار كما حدث في السابق ؟ أم إلى إشعال الحرب العالمية الثالثة لإيجاد أسواق جديدة ؟ أم ستعمد إلى تدمير دول من آسيا وإفريقيا لتحقيق تنفس جديد للاقتصاد الرأسمالي المتأزم ؟  هل ستنفد الدول الكبرى سياسة التحكم في الدول المنتجة للنفط بدل المراقبة والتوجيه ؟؟؟

لا يمكن لإنسان بسيط مثلي أن يجد أجوبة لهذه الاسئلة  ولكنني أريد تجريب  أجوبة خيالية على شاكلة الأفلام التي تتخيل المستقبل وعلى هذا الأساس يمكنني أن أتصور الفوضى الخلاقة  على هذا الشكل :

1 – ستشعل الرأسمالية المتوحشة حروبا محدودة  وضيقة في المكان والزمان بين الصين واليابان وباكستان حول مناطق حدودية

2 – إشعال حروب داخلية مدمرة في بعض دول آسيا وإفريقيا كما جرى في المنطقة العربية : سوريا ، ليبيا ، السودان .

3 –  ضربة مدمرة للبنيات العسكرية والصناعية لإيران  .

4 – خلق أزمة كورية جديدة لتبرير الحرب على كوريا الشمالية  .

5 – فرض التحكم المباشر في مناطق استخراج النفط الكبرى بدعوى حمايتها من الإرهابيين  .

هذا مجرد خيال ، لكن الواقع الرأسمالي  يفرض على الشعوب أمران متناقضان : الديمقراطية والحروب فلم تستطع القوى الكبرى تحقيق التعايش السلمي  بواسطة  منظمة دولية أنشئت من أجل ذلك ،  فقد لاحظنا أن الدول الكبرى تفرض على العالم المتخلف تطبيق الديمقراطية ثم شراء الأسلحة من المركبات الصناعية للاستعداد للحرب بين الدول المتخلفة أو بين الأحزاب السياسية والنزعات الانفصالية داخل الدولة الواحدة ،  فهل مفروض على هذه الشعوب أن تبقى مستمرة في الاستهلاك لتعيش الرأسمالية ؟؟

                                                      سحماوي علي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *