تقلد المسؤولية امانة عظمى
.png)
كثير من الناس من قلده الله مسؤولية عظمى ,فدخلها على بركته مسربلا بالتواضع والحلم وسعة الصدر ,محكما في تدبيره وتسييره لمسؤوليته ضمير الوطنية ,فنال اعجاب مرؤوسيه ورضاهم,ونال منهم احتراما منقطع لنظير,وكثير منهم من دخلها وهو كالكراز يحس الزعامة تحت اضراسه,فتجرد من صفات الانسانية المثلى ,وتسربل بالكبر والاختيال,ملوحا بسبابته التي تعبر عن التهديد والوعيد ,وفي نفسه شيء من سوف؟ منزها نفسه عن الخطايا,وكانه ما خلق من تراب,ونسي ان الله ياتي بالشمس من المشرق الى المغرب,وما هو قادر على الاتيان بها من المغرب الى المشرق .
واني لأخال هذا النوع كالمهلب بن ابي صفرة الذي صاح في وجه احد الاعراب قائلا من انا؟ وكان ينتظر منه ان يجيب:انت سيدي القائد الجبار,الذي قهرت العدا في البراري والقفار,لكن جواب الاعرابي كان خلافا لما ينتظر,حيث قال له:انت انسان خلقت من نطفة مذرة,وحين تموت تصير جيفة قذرة,وظللت منذ خلقك الى مماتك تحمل في بطنك العذرة,وكلمة المذرة والقذرة والعذرة دلالة على التصغير والتحقير والنتانة,اراد الاعرابي من خلالها ان يجعل المهلب يعرف قدره,فيتوب من كبره وتحقيره للاخرين.
ليس العيب ان يكد المرء ويجتهد للوصول الى العلا,ولكن العيب هو الكبر وتنزيه النفس عن الخطأ,والاستبداد بالرأي,والنظر الى الاخرين كالاقنان ,لان الكبر سبيل الى النار,وتنزيه النفس مرض بالأنا,والاستبداد نقيض الشورى والديمقراطية,واحتقار الغير تطاول على امر الله ورسوله الداعي الى السواسية والرحمة والتعاون,
وكثير من الناس من تقلد المسؤولية,فدافع عن المعقول بساعده وناجده,وتبرأ من الكبر والتحقير ,فشد الله ازره نحو النجاح,بل احبه الناس ودعوا له بالتوفيق فكان باذن الله موفقا.





Aucun commentaire