ولاؤنا لله تعالى بلا شريك ولن نكتم شهادة له أبدا سكوتا على ظلم أو باطل ولن نقبل مساومة في ذلك لأننا عملة صعبة في زمن العملات الزائفة
ولاؤنا لله تعالى بلا شريك ولن نكتم شهادة له أبدا سكوتا على ظلم أو باطل ولن نقبل مساومة في ذلك لأننا عملة صعبة في زمن العملات الزائفة
محمد شركي
عندما اختلف عالمان كبيران في قضية الدعاء على الظالم المنتسب للإسلام في موسم الحج كان ذلك استمرارا لسنة الله عز وجل الجارية في أمة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم حيث اختلف سلف هذه الأمة في أمور سجلها تاريخهم ، وكان في اختلافهم رحمة . لقد رأى فضيلة العلامة يوسف القرضاوي مصلحة الأمة في الدعاء على الظالمين في الحج ، بينما رأى فضيلة العلامة مصطفى بن حمزة مصلحة الأمة في تجنب إثارة الفتنة في الحج ، ولكل واحد منهما وزنه العلمي الذي لا يمكن القدح فيه ، وكل منهما فكر في مصلحة الأمة بإخلاص لا شك فيه، ولكن من زاويتين مختلفتين، وبسبب اعتبارات مختلفة محكومة بظروف خاصة ، وحسبهما أن يكون الأول في مشرق الأرض والثاني في مغربها لتكون وجهة النظر مختلفة. ودأبت الأمة منذ عرف فيها الاختلاف بين أئمتها وعلمائها على استحسان وترجيح أو تفضيل رأي على آخر، ولم يكن ذلك أبدا وسيلة غمز أو همز أو استنقاص من قيمة أحد الأئمة أو العلماء. وما كان يحدث عبر تاريخ الأمة الطويل حدث في هذه النازلة حيث استحسن البعض رأي فضيلة العلامة القرضاوي ، بينما استحسن غيرهم رأي فضيلة العلامة بن حمزة . وكما أن اختلاف العالمين لا يعني التشكيك في نية أو علم أحدهما ، فكذلك الأمر بالنسبة لمن استحسن رأي أحدهما . والغريب أن بعض المغرضين والذين يخفون ما لا يبدون تقية أو خبثا علقوا على مقالي الذي استحسنت فيه رأي فضيلة العلامة القرضاوي ، وأنا أشد ما أكون حبا وإعجابا بفضيلة العلامة بن حمزة الذي لم يرب أبدا من حوله من طلاب علم أو معجبين بفكره ومحاضراته على التقليد الأعمى والتبعية الساذجة ، بل هو عالم يؤسس فكره على المنطق والعقل ،ويعتمد الحجة والبرهان والدليل ، ويحترم آراء غيره ، ولا يقدح فيها إن خالفها ،بل يهتم بتبرير رأيه أكثر مما يهتم بدحض رأي غيره . وكان تعليق بعض هؤلاء المغرضين النيل من العلامتين معا ومن الذين استحسنوا رأيهما . فبعض هؤلاء المغرضين الذين يخفون الولاء للعقيدة الرافضية خصوصا وأن حزب اللات في لبنان قد استخف بعقولهم ، وهو يرتزق بشعار المقاومة مع أنه لا يعدو طابورا خامسا وجبهة متقدمة للمذهب الرافضي الإمامي الأشد عداوة لكل المذاهب السنية ، والذي يسب سفهاؤه الصحابة الأجلاء فوق منابر الجمعة ، وهم يرتزقون بدم سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنه ، ويتخذونه ذريعة لسب الصحابة ولعنهم والحقد على المسلمين السنة الذي ينكرون عليهم فاسد عقيدتهم. فهؤلاء وجدوا في خلاف العالمين السنيين ذريعة لتسويق زبالة الرافضة ولتبرير ضلوع حزب اللات الرافضي اللبناني ومن ورائه الدولة الصفوية الرافضية في إيران الحاقدة والمتربصة بالمسلمين السنة والمرتزقة بشعار المقاومة والممانعة في جرائم إبادة الشعب السوري وتحديدا السنة منهم . فأصحاب شعار المقاومة يستعملون الطائرات الحربية على اختلاف أنواعها ، والآليات العسكرية والصواريخ والراجمات المدمرة ضد المدنيين العزل، والعدو الصهيوني على مرمى حجر منهم ، وويل لأمهاتهم لوأطلقوا رصاصة واحدة من عندهم في اتجاه الجولان المحتل أو مزارع شبعة السليبة ، ولكنهم لا يترددون في إطلاق النار على المدنيين السنة الأتراك في البلدات التركية ، وفي الأردن ، فبأية مقاومة وممانعة يتبجحون ؟ ولا معنى لمقاومتهم وممانعتهم إلا أن تكون تقديم أكبر خدمة للكيان الصهيوني من خلال تقتيل الشعب السوري السني بدافع الحقد العقدي والطائفي الشيء ،الذي يجعلهم أقرب إلى العدو الصهيوني منهم إلى الأمة المكلومة المظلومة .والغريب أن الذين يبطنون الولاء للرافضة اعتناقا لعقيدتهم أو إغترارا بشعار المقاومة والممانعة الذي يتبجحون به يضربون لنا مثلا بما حصل في العراق خوفا على سوريا مع أن ما حصل في العراق هو ترجيح الناتو لكفة الطائفية الرافضية على كفة السنة ، وذلك بعد تفكيك العراق الموحد وتدميره أشد الدمار.ولسنا ندري كيف يوفق الرافضة بين المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا وإيران وبين العمالة للحلف الأطلسي حامي الكيان الصهيوني في العراق ؟ وبعض المغفلون لا يدركون جيدا قول علماء الحديث منذ القديم : » أكذب من شيعي » فالذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار لا يمكن أن يصدقوا فيما يدعون ، وما يتبجحون به في ظاهرخادع وراءه باطن خبيث تخفيه تقية ماكرة تستخف بعقول المغفلين . ولقد كان قول فضيلة العلامة القرضاوي بالدعاء على الظالمين في الحج صائبا لأنه لا بديل عنه في ظل انعدام قوة إسلامية رادعة تردع النظام السوري الظالم ومن يواليه في إيران ولبنان ، وفي نفس الوقت تقطع الطريق على التدخل الأطلسي الذي لن يكون إلا شبيها بالذي كان في العراق ، والذي كرس الطائفية المقيتة ، وقدم خدمة كبرى للنظام الإيراني إلى درجة زيارة الرئيس الإيراني للعراق تحت حماية أطلسية مع أن مسرحية الخلاف والصراع هزلية بين الغرب وإيران ، ولا تنطلي إلا على المغفلين . ومن اللغباء أن يظن البعض بغيرهم سوء فهم للصراع بين القوى الكبرى الظالمة التي تتنافس على مصالحها في المنطقة العربية الغنية بثروات البترول . وقول فضيلة العلامة مصطفى بنحمزة بتجنب إثارة الفتنة عن طريقة الدعاء على الظالمين في الحج صائب أيضا ، ولا بديل عنه في ظل اختلاط الحابل بالنابل والدارع بالحاسر في الحج ، والتباس الباكي على الدم السوري مع المتباكي عليه . وربما كان الرافضة المندسون في الحج يتربصون الفرصة من أجل استدراج من يدعو على أنظمتهم وأحزابهم من أجل إثارة الفتنة ، وهم أهل فتنة الذين لا يدخرون جهدا في إضرامها بدولة البحرين ،وشرق السعودية ، وفي اليمن ، وقد بدأ تصدير مظالمهم المفتعلة ومناحاتهم الكاذبة إلى كل الأقطار العربية عن طريق ركوب الغوغاء والمغفلين والسذج واتخاذهم أتباعا من أجل إيجاد الذرائع للتورط فيها كما هو الحال في العراق ولبنان وسوريا . وأخيرا أختم بما بدأت به ردا على تعليقات بعض السفهاء سواء كانوا أصحاب تقية ماكرة تخفي ولاءهم للعقيدة الرافضية أم كانوا سذجا ومغفلين خدعتهم شعارات العقيدة الرافضية المتبجحة بالمقاومة والممانعة وما هي في الحقيقة سوى عمالة وخيانة مكشوفة والدليل القاطع على ذلك واقع العراق وأقول : إن ولاءنا لله عز وجل وحده دون شريك ولن نكتم له شهادة أبدا سكوتا على ظلم أو باطل ، ولن نقبل مساومة على ذلك لأننا عملة صعبة في زمن العملات الزائفة .
Aucun commentaire