أيها المفاخر بجمهور الراي بعد أسبوع سيضمحل فخرك عندما ترى جماهير رمضان

أيها المفاخر بجمهور الراي بعد أسبوع سيضمحل فخرك عندما ترى جماهير رمضان
محمد شركي
يحرص أنصار ما يسمى مهرجان الراي كل سنة على تضخيم عدد جمهورهم ، ويجهدون أنفسهم من أجل أن يثبتوا نجاح رايهم من خلال حجم من حضره . وما دام المفاخر بجمهور الراي يعده بمائة ألف ، فأنا أدعوه إن كان من العادين أن يعد جمهور رمضان بعد أسبوع مع وجود فارق بين الجمهورين . فجمهور الراي غايته اللهو والعبث والعربدة ، ويستهويه الكلام التافه حيث لا يتورع أحيانا أصحابه عن الخنا ، ويجتمع حول نجوم الراي الذين لا يستطيعون مواجهته إلا بجرع من الخمرة العابثة بعقولهم ، ومعظم الجمهور لا يتابع نجومه المخمورة إلا وهو مخمور أيضا حيث يدخل الجميع في سكر العبث واللهو الطافح . وجمهور الراي تحركه الغرائز وقد تعطلت عقوله ، ولا يجد لذته إلا في طرب يدغدغ غرائزه ، ويطرب للمعاصي ، وأقلها سماع الخنا ، والنظر إلى ما حرم الله . وجمهور الراي مندفع يهيج لكل نهيق ، ويحركه نجوم الراي كما يشاءون ، فيصير قطيعا يساق. وجمهور الراي لا رأي له ، ويمضي فيه هوى نجومه العابث كما يشاء . وجمهور الراي قد يؤمهم صاحب سوابق وجنح قضى محكومية بسبب الاعتداء على عرض قاصرة ، ومع ذلك يصفق له جمهوره دون أن يجد حرجا في ذلك ، وكأنه صاحب مفاخر وانجازات مشرفة ، لأنه جمهور قطيع . وجمهور الراي يحركه مهرج كما يشاء ، ويسوقه سوق النعم ، يستخف به ويسخر منه وهو لا يشعر ، ويضحك منه ، ومن تبلد حسه يظن أنه يضحكه . وجمهور الراي كل داء له داء ، ولتفاهته لا قيمة لمائة ألفه التي يفخر بها المرتزقة بالراي والمتاجرون به . وأما جمهور رمضان ـ وأربأ به أن يقارن بجمهور الراي ـ فهو جمهور لا يحصيه العد ، وعده كما عده رب العزة كل ألف بألفين. وهوجمهور تقي نقي طاهر تستهويه بيوت الله عز وجل يقصدها في ليالي رمضان لحضور سهرات قرآنية نجومها قراء يتغنون بالذكر الحكيم يحبرونه تحبيرا ويرتلونه ترتيلا . وهو جمهور يفوح منه أريج المسك والعنبر يقف خاشعا لله رب العالمين ، مصلون تسمع لصدروهم أزيزا كأزيز المرجل عندما تتلى عليهم آيات الذكر الحكيم بوعدها ووعيدها ، يبكون خشية من آيات العذاب ، ويبكون فرحا بآيات الرجاء والنجاة . يسكرون السكر الحلال بتذوق القرآن وتدبره تراهم ركعا سجدا تفيض أعينهم من الدمع ،وتزيدهم آيات الذكر الحكيم خشوعا ، يبكون كما أراد لهم ربهم من حديثه ولا يضحكون . وتحفهم الملائكة وتصافحهم فإذا بجلودهم تقشعر وتلين ، وتفيض مقلهم بالدمع ،وقد لامست الأجسام الملائكية النورانية أجسامهم البشرية الطاهرة .ونجوم القرآن آتاهم الله عز وجل من مزامير نبيه الكريم داود عليه السلام يطرب لها حتى الجماد ، وفي التجويد والترتيل يتنافسون . وجمهور القرآن في رمضان يقطع المسافات ، وينتقل بين بيوت الله عز وجل رغبة في سماع كل مزمار من مزامير دواد. وجمهور رمضان لا يحتاج إلى شرطة أو عسس أو قوات مكافحة للشغب لتنظيم تحركه وحراسته من نفسه . وجمهور رمضان سواسية كأسنان المشط يدخلون من أبواب واحدة ليس فيهم شريف ووضيع . وجمهور رمضان له وعاظ لا يضحكونه بتهريج ، وإنما ينذرونه بأصدق الحديث ، ولا يسوقونه سوق النعم بل يقنعونه بالحجة والبرهان. وجمهور رمضان عليه سكينة ووقار، وهو مرتبط بعالم الملأ الأعلى . وجمهور رمضان باختصار يعجز عن وصف تقواه الواصفون من أهل النثر والأشعار، ومع ذلك لا يفخر بعده العديد مفتخر، لأنه جمهور يخلص النية لخالقه سبحانه ،ولا يعرف الرياء ، ولا تعنيه كثرته ولو أعجبته كما تعجب كثرة خبيث الراي المفاخرين بها ، بل همه رضا الله عز وجل . فشتان بين مائة ألف يرقصون ويغنون ويعربدون وقد استزلهم الشيطان ، و بين مئات الآلاف يصلون ويقومون الليل ويتهجدون، وقد هداهم الرحمان .
3 Comments
قد اخالفك الراي بعض الشيء اخي لاقول ان 90 في المائة من هؤلاء الشباب ستجدهم في المساجد ايام رمضان
انهم شباب بدون بوصلة اينما ذهب الريح ياخذهم معه كما يقال والاسباب كثيرة منها ما هو اسري منها ما هو تربوي تعليمي منها ما هو اعلامي ومنها ما هواقتصادي ومنها ما هو سياسي ولاريب ان ترى نفس الشباب يحتفلون بحلول السنة الميلادية ونفس الشباب ستراهم في عيد الاضحى انها معادلة مركبة تحتاج الى دراسة معمقة من كل النواحي حتى يمكننا ان نصنف شبابنا والتصنيف الوارد في المقال نسبي جدا والله اعلم
أشاطر رأي الاخ المعقب فمن كان يرقص ويعربد مراهقون وسكارى وأيضا امهات وآباء تظهر عليهم سمات الورع رفقة بناتهم المحجبات والاخريات على حد السواء هذه حقيقة للاسف وغالبية هؤلاء سيعمرون بيوت الله في رمضان
helas ce sont ces memes gens qui seront les premiers dans les mosquees lors du ramadan