غدا موعد المجلس الإداري بأكاديمية الجهة الشرقية نأمل ألا ينال الوزير من أعضائه كما فعل سابقا

غدا موعد المجلس الإداري بأكاديمية الجهة الشرقية نأمل ألا ينال الوزير من أعضائه كما فعل سابقا
محمد شركي
لا زالت أسرة التعليم بأكاديمية الجهة الشرقية ، وكذا أسرة الصحافة تذكر سلوك وزير التربية الوطنية خلال انعقاد المجلس الإداري السابق حيث منع حضور رجال الصحافة وصرفهم بأسلوب لا يليق بوزير ، كما أنه حاول ممارسة أسلوبا سلطويا متسلطا على أعضاء المجلس الإداري ، وذلك لمنع كل انتقاد محتمل لأسلوبه المتسرع في تدبير شأن أهم وزارة ، الشيء الذي عد لدى المتابعين لشأن هذه الوزارة ضربة استباقية أو أسلوب هجوم كأفضل وسيلة للدفاع من طرف الوزير. فلو أن الوزير كان بالفعل كما يدعي صائب الرأي ، وحكيم الفكر ورزين القرار لما خشي من حضور الصحافة أو السلطة الرابعة المجلس الإداري السابق ، خصوصا وأنه لا يفوت أية فرصة إعلامية عبر مختلف وسائل الإعلام للظهور مع موجود مؤشرات واضحة على غريزة حب الظهور الإعلامي لديه . وكان من المفروض على الوزير أن يواجه أعضاء المجلس الإداري بكل شجاعة أدبية ، وبكل مسؤولية ، وبأسلوب الاحترام والتقدير عوض أساليب النهر والقمع والاستهزاء والاستخفاف بمن يحضر اجتماعاته من مسؤولين وغيرهم . وكان عليه وهو حديث عهد بالوزارة التي أعجزت من كانوا أكثر منه خبرة وحنكة أن يتعلم الإصغاء أكثر مما يتكلم . فعندما يعتقد الوزير أن كلامه هو عين الصواب ، وأن غيره حين يتكلمون إنما يحدثون فقط ، ولهذا وجب عليهم أن يحافظوا على طهارتهم ووضوئهم ، فإنه يعبر بشكل واضح عن استخفافه بالغير. وهذا الأسلوب في تدبير شأن وزارة وصية على التربية في الوطن يعد أسلوبا بائدا ومتجاوزا انتقل من وزارة » الزرواطة » إلى وزارة التربية بواسطة الحاملين لفيروس الاستبداد والطغيان من المفتقرين إلى الحنكة في التدبير ، الذين يحاولون التغطية عن عجزهم وفشلهم من خلال المبالغة في إظهار الصرامة غير المبررة والشدة والغلطة وسوء المعاملة ، وسوء التعبير وخشنه . وهؤلاء يسيئون فهم احترام الناس لهم أو بعبارة أدق احترام الناس للمناصب التي يحتلونها ، لأن في ذلك احترام لدولة المؤسسات وليس احتراما للأشخاص في حد ذاتهم . فلا زال هذا النوع من الفيروسات الناشرة لداء الكبرياء والصلف ينخر أهم القطاعات ومن بينها قطاع التربية حيث يجب أن يكون من يتبوأ المسؤولية فيه على قدر عال من التربية الراقية ليكون إسوة وقدوة لكل مكونات هذا القطاع . فعلى الذين سيحضرون المجلس الإداري في الجهة الشرقية يوم غد أن يستعدوا للغسل أو للوضوء أو للتيمم لأن معالي الوزير ربما أعاد الكرة فعيرهم ، وهم يستثقلون حديثه بالخوف من فقدان الوضوء أو الطهارة . وعلى الوزير أن يتعلم في الجهة الشرقية شيئا اسمه التباين الثقافي بين جهات المملكة حيث تختلف ثقافة ساحة سيدي عبد الوهاب عن ثقافة جامع الفنا ، كما تختلف الدعابة الوجدية عن الدعابة المراكشية . فالدعابة الوجدية لا تخلو من جد مع أنها دعابة ، ولا تنحدر إلى حد الابتذال على الطريقة المراكشية . وأذكر الوزير بالدعابة الوجدية التي ترويها حكاية الرجل الوجدي الذي ركب القطار المنطلق من وجدة نحو البيضاء رفقة زوجته الوسيمة ، فأثار جمالها فضوليا من مدينة أخرى فاغتنم فرصة التفات زوجها نحو غرض من أغراضه فرمها بسهم عين أو غمزها كما تقول العامية الوجدية بعينه محاولا مساومتها ، فلما اكتشف الزوج الوجدي حركته المريبة كشر في وجهه بنظرة معبرة ، فخاف الغامز على نفسه ، فظل مغمض العين حوالي 600 كلم وقد أقسم الزوج الوجدي قائلا : « والله لئن فتحت عينك ثانية لأفقأنها » وربما تكررت حكاية من نفس النوع في نفس السياق إن عاود الوزير الكرة بدعابته المراكشية غير المستساغة في الجهة الشرقية . وعلى الوزير أن يلتزم الجد أكثر من ذي قبل ، لأنه في جهة سمتها الجد ، وأن ينصت إلى اهتمامات ومشاغل أهل الجهة الشرقية بجد لا بهزل ، وأن يعي جيد مشاكل الجهة التي تعرقل نهضة المنظومة التربوية ، وقطاعها . وعليه أن ينصف الفعاليات التربوية المظلومة في الجهة ، وعليه أن يقطع مع عادة سيئة قوامها عزل الوزراء السابقين للمسؤولين في الجهات والأقاليم بعد تمرسهم على التدبير والتسيير واستبدالهم بمناضلي أحزابهم ونقاباتهم من أجل تحويل الوزارة إلى ضيعة يستغلها حزب الوزير ونقابته وخاصته . وأغتنم الفرصة لأقول للسيد الوزير إن عون خدمة في نيابة من نيابات الجهة الشرقية عرض علي منصب نائب ، وكشف لي رقم الهاتف الخلوي للوزير بزهو من أجل أن يسيل لعابي مع أنني لا يسيل لي لعاب للمناصب ، وعرض علي أن يجمعني به في مدينة فاس لأكون من المقربين ، ومعي شاهد على الإغراء وهو شاهد على العصر يمكن أن يستضيفه صحفي الجزيرة أحمد منصور المختص في تسجيل الشهادات . وبلغني أيضا أن هذا العون لا زال يغري المرضى بطاعون الطمع ، ويعدهم بمناصب مع حلول الموسم الدراسي القادم . فوالله الذي لا إله إلا هو لئن دخل الوزير في مهزلة توقيف المسؤولين الحاليين ، وتعويضهم بخاصته من مناضلي حزبه ونقابته لأشهرن به شعرا ونثرا ، وإن معي من القوافي ما لم يرد في شعر الحطيئة من قبل . فعلى الوزير أن يقطع مع عادة توزيع المناصب على مناضلي حزبه ونقابته ، كما فعل من كان قبله ، ولا زالوا أحاديث الألسنة بسبب ذلك خصوصا وأن الذين استفادوا من المناصب على أساس المحسوبية والزبونية الحزبية أساءوا أكثر مما أحسنوا ، و كثرت زلاتهم وطفح كيلهم منها . وآمل أن يفكر الوزير في لقاءات موازية مع مختلف مكونات قطاع التربية في الجهة الشرقية ، وألا يستعجل ركوب المروحية من أجل المغادر قبل أن يسمع الخبر اليقين ، وما أكثر ما يوجد في جعب مختلف المكونات التي لم يتعود الوزراء السابقين الانصات إليها ، لأن حديثها مقلق لا يرضيهم ، وإن أنصتوا لم يستطيعوا إخفاء الامتعاض أمام سماع الحقائق الدامغة ، وربما سألوا عن كل من جهر بالحق في وجوههم ليقول لهم المتزلفون: لا تنصتوا إلى هذا فإن به خبل أوجنون . وأتمنى من المسؤولين في الجهة أن تكون لهم الشجاعة الكاملة للكشف عن كل الحقائق مع تجنب أساليب بهرجتها في حضرة الوزير ،وأن تكون لهم الشجاعة الأدبية ليقولوا للوزير : لا يا معالي الوزير هذا لا يصح إذا ما زل به لسانه . وأتمنى من أعضاء المجلس الإداري أن يموتوا واقفين كما مات البطل علي في فيلم » العفيون والعصا » ، وألا يقبلوا الدنية وقد غضبوا غضبتهم المضرية من قبل . وآمل من رجال الصحافة في الجهة الشرقية ألا يخدعهم اعتذار مغشوش فيتهافتوا على صاحبه تهافت الفراش على النار. وآمل أن توصل هيئة التفتيش كل مشاكلها بشكل واضح إلى السيد معالي الوزير ، وأن تخبره أنها لا زالت لم تحصل على حقوقها ، ولم تتوصل بمستحقاتها إلى غاية عقد المجلس الإداري ، وأنها كلما غضبت لأجل ذلك واجهتها المجاملات الفارغة، و الوعود العرقوبية ،علما بأن من استغضب ولم يغضب فهو حمار ، ومن استرضي ولم يرض فهو شيطان .
2 Comments
سلم قلمك أستاذي الفاضل سيدي محمد شركي , والله لنفس الأسباب التي ذكرت في مقالك قاطع ممثلوا المفتشين دورة المجلس الإداري لأكاديمية مراكش المنعقدة بتاريخ : 3/7/2012 . بارك الله فيك وجازاك عنا كل الخير .
Vous êtes brave SIDI MOHAMMED