Home»National»على فقهاء بريد المغرب البث في رسالة لم تصل إلى المرسل إليه ولم تعد إلى المرسل بالرغم من وجود عنوانيهما عليها

على فقهاء بريد المغرب البث في رسالة لم تصل إلى المرسل إليه ولم تعد إلى المرسل بالرغم من وجود عنوانيهما عليها

1
Shares
PinterestGoogle+

على فقهاء بريد المغرب البث في رسالة لم تصل إلى المرسل إليه ولم تعد إلى المرسل بالرغم من وجود عنوانيهما عليها

 

محمد شركي

 

قبل شهر تقريبا أرسلت رسالة إلى بعض أقاربي من مدينة وجدة إلى مدينة الدار البيضاء وبداخلها أربعة عقود ازدياد ، وبطاقتين لمنظرين من شوارع مدينة وجدة  وبطابع بريدي مضاعف ، وألقيتها بصندوق بريد بشارع محمد الخامس قرب  أشهر الوراقات به . وبعد مرور وقت طويل اتصل بي أقاربي بمدينة الدار البيضاء يستفسرون عن عقود الازدياد التي كلفوني بإرسالها لغرض تجديد بطاقة التعريف الوطنية فذهلت للخبر، وشعرت بحرج كبير لأنه ربما ظن بي أقاربي بعض الظنون. وقررت بعد ذلك استقصاء الأمر لدى  مسؤولي بريد المغرب  بالمدينة ، فوجهني أحد هؤلاء إلى مصلحة  تابعة لسعاة البريد علني أجد من يفتني في أمر هذه الرسالة الملغز . واستغرب كل من استمع إلى حكايتي ، وراجعني بعضهم فيما يخص قضية إثبات عنواني المرسل إليه والمرسل ، فأكدت لهم أنني على يقين تام بإثبات عنواني كمرسل على الظرف كيقين صاحب  الشك المنهجي الذي شك في كل شيء ، ولم يخامره شك في  أنه يشك . فقد يكون قلمي قد زل فيما يخص عنوان المرسل إليه ، ولكنه لا يمكن أن يزل في كتابة عنواني ، ولهذا كان من المفروض لو أن ساعي البريد الموزع بالبيضاء لم يجد عنوان المرسل إليه لأعاد الرسالة  ليردها ساعي البريد في وجدة بدوره إلى المرسل .

وفي انتظار أن تصدر فتوى فقهاء بريد المغرب في هذه النازلة  ، وإن كنت شبه متأكد من أن  فقه بريد المغرب لن يستطيع فك هذا اللغز مهما أوتي من علم وخبرة  ، وإن كان جواب فقه بريد المغرب في حكم المستحيل في نظري، أقول وبالله التوفيق : إنني أعول على الرأي العام في التأكد من أنه في زمن التطور العملاق لأساليب الاتصال والتواصل  وتقنياته وتكنولوجيته لا زال بلدنا المسكين ، وموطنون المساكين لا يأمنون فيه حتى على رسائلهم البريدية. ولقد ذهلت شديد الذهول وأحد المقربين من بريد المغرب يهمس في أذني  مستنكرا: « إن بعضهم يا أستاذ تطول أيديهم إلى الرسائل بدافع الطمع ، لأن الرسائل المثيرة بحجمها قد تغري بعض سعاة البريد من عديمي الضمائر بوجود أوراق مالية  بها من شأنها أن تجعلهم ينتقمون لمطالبهم المادية التي لا يأبه بها مسؤولو قطاع البريد . فهذا التعقيب من هذا المقرب من البريد جعلني أشعر بالخوف الشديد من  فساد خطير محتمل بقطاع البريد، إذ كيف  تنحدر أخلاق بعض سعاة البريد إلى هذا الدرك المنحط ، فيجرءون على فض رسائل المواطنين بكل وقاحة بدافع الطمع ؟  وكيف يمكن لبعض سعاة البريد أن يتحولوا إلى لصوص وقراصنة ، يمارسون القرصنة واللصوصية بطريقة وضيعة مستغلين الثقة التي يضعها فيهم المواطنون ؟ولقد كان دائما سعادة البريد أهل أمانة يستأمنهم الناس على أسرارهم حيث ينقلون هذه الأسرار عبر تراب الوطن بأمانة لا يمكن التشكيك فيها .

و بعد أن أخبرني هذا الخبير ببعض سلوكات بعض سعاة البريد ، وأركز على لفظة  » بعض »  حتى لا أقرأ كالعادة تعليقات على مقالي هذا تتهمني بأنني أدين سعاة البريد جملة وتفصيلا ، تخيلت مصير رسالتي التي كان شكلها يغري وكانت مواجهة إلى آنسة. فالفرضية الأولى التي  قد تكون وراء عدم وصول رسالتي هو لفظة آنسة التي ربما تكون قد أغرت فضول ساعي بريد لا زال تحت طائلة المراهقة ، فسولت له نفسه أن يطلع على مضمون رسالة  موجهة  إلى آنسة . والفرضية الثانية  أنه ربما كان من أصحاب البطون الكبيرة  ، فتحسس الظرف فظن أن ما بين البطاقتين أوراق مالية أرسلها عاشق ولهان إلى آنسة خود أو رعبوب أو خرعوب لشراء ودها كما يفعل  العشاق  عادة ، والذين يجعل منهم العشق أهل كرم وجود لا حد لهما  شأنهم شأن  أهل الخمرة الذين يجودون وهم تحت تأثير الخمر حتى إذا ما استعادوا وعيهم  ندموا على كرمهم السكران ، فكذلك يفعل أهل العشق ، وهم تحت تأثير سكر العشق  حتى إذا انجلى عنهم أدركوا أنهم لا علاقة لهم بالجود وإنما  غيب وعيهم العشق ، ومن العشق ما يذهب  حتى بالعقول كما حصل لمجنون ليلى. وبعد تخيلي لمشهد ساعي البريد الفضولي أو الطماع مع رسالتي ، تخيلت حاله ، وهو يفض الظرف  بلهفة  واللعاب يسيل ، والفضول  يتوقد، فيجد بداخله  أربعة عقود ازدياد لسيدتين ما بين الخمسين والسادسة والخمسين من العمر، وبطاقتين لمشهدين من شوارع مدينة وجدة . لا شك أن الساعي الفضولي أو الطماع سيجن جنونه وسيمزق الرسالة تمزيقا ويتلفها  ،لأنها خيبت آماله . وأنا أتساءل إن كان ما تخيلته  قد وقع  بالفعل عن شعور هذا الساعي وهو يمزق رسالة مواطن  يثق فيه ألم يخطر بباله أنه حين امتدت يده لتمزيق رسالة هذا المواطن كان قد مزق ضميره المهني قبل ذلك، ورماه في سلة المهملات  ؟  أإلى هذا الحد بلغ الاستخفاف  بالمهمة النبيلة عند بعض سعاة البريد ؟  وبعد أن  اكتشفت هذا السر الخطير عدت ثانية إلى بلدية مدينة وجدة لطلب عقود جديدة ،ولكنني هذه المرة سأقطع على  ساعي البريد الفضولي أو الطماع  فضوله وطمعه باستخدام البريد المضمون ، وآمل أن يكون كذلك ، وألا تكون الأمانة عند زرمانة كما يقول المثل الشعبي المغربي . وآمل أن ينبه أهل الفضل السيد وزير البريد الجديد إلى هذه  الحادثة التي لا تشرف قطاع البريد  في زمن  شعاره محاربة الفساد ـ يا حسرتاه ـ  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. زبون
    10/05/2012 at 22:10

    كل ما جاء في مقال الاستاذ االمحترم صحيح واليك استاذي ما وقع لي مع موظف في وكالة بريدية توجد بشارع علال الفاسي الرياض وجدة
    كانت الساعة تشير الى الثالثة بعد الظهر من اول جمعة من شهر ماي 2012 كنت احمل في يدي شيكا لشركة القروض وفا سلف بقيمة 15000 درهم اي مضمون الدفع وبما انني زبون لبريد المغرب ولدي حساب جاري اردت ان ادفع هذا الشيك في حسابي واسحب مبلغ 2000 درهم لاصلاح سيارتي التي كانت معطلة في احدى الشوارع وعلى متنها ابنائي وامتعتي ولا اتوفر على نقود من اجل شراء قطعة الغيار التي تلزمني اتعرف ما اجابني به الموظف المحسوب على بريد بنك يا حسرتاه قال لي باننى لم اسمع بهذه العملية قط ولايمكنه ان يسلمني سنتيما من قيمة هذا الشيك فكان ردي يا بني سير تقرا او على الاقل بمكالمة هاتفية بسيطة يمكنك الاستفسار عن الامر عند رؤسائك تجدر الاشارة كنت مسافرا الى المدينة التي اشتغل فيها والتي يووجد بها البنك الذى اتقاضى فيه راتبي الشهري المهم انني وضعت فناعا على وجهي وذهبت عند احد اقاربي واقترضت منه المبلغ المطلوب
    سمعنا بان البريد يريد ان يكون بنكا مستحيل اذا بقي الحال ماهو عليه يجب على المسؤولين اعادة النظر في بعض الموظفين الذين لازالوايفكرون بمنطق الماضي وشكرا استسمح اسلوبي لانني لا اتقن اللغة العربية

  2. ayoub
    11/05/2012 at 08:11

    Tout ce que vous avez dit est vrai: Moi; j’ai envoyé une lettre avec à l’intérieur une pièce administrative très importante et cela fait plus de 4 mois que je l’ai postée mais elle n’est jamais arrivée à destination ni retournée à l’expéditeur.
    J’ai envoyée une autre lettre ,cette fois recommandée avec accusé de réception, elle est bien arrivée en France mais son périple a duré 34 jours ! un record dans la lenteur !
    Maintenant , j’ai décidé de ne plus faire confiance à Barid El Maghrib et d’envoyer mon courrier par car ou en mains propres par l’intermédiaire d’un voyageur comme au bon vieux temps !
    Mais plus jamais « Barid El Maghrib » !!!!!

  3. el houcine karimi
    18/02/2022 at 13:27

    عندي رسالة ارسلهلي ابني من امريكا هاذي ازيد من شهرين ونصف مرفوقتا با.. avec un petit courier ولكن ما زلت انتضرهم الى اليوم ولا اعرف السبب
    انا اقطن مدينة زايو اقليم الناضور

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *