Home»National»براقش العلمانية على موقع هسبريس تزداد جناية على قومها

براقش العلمانية على موقع هسبريس تزداد جناية على قومها

0
Shares
PinterestGoogle+


مقابل ممارسة موقع هسبريس الحظر على الرأي المخالف للطرح العلماني ، فإنه يفسح المجال لبراقشه المدعو محمد الشوبي الذي تحول من  » فنان »  سوقي إلى مدره ومنظر سوقي أيضا للعلمانية على هذا الموقع. وآخر ما كتب هذا البراقش الجاني على قومه مقالا تحت عنوان :  » ماذا يرعب العلمانيين من قيام دولة إسلاموية ؟  » وهو عبارة عن سؤال حاصره به المعلقون، الذين  نعتهم بالجهل والبله ،لأنهم سخروا من هذيانه في مقالاته السابقة. وفي بداية مقاله سأل الله التوفيق ، فاستجاب له على الفور، وأنطقه بما  فيه  وكشف سوءته. فبعد أن جعل السياسة لعبة وراءها إديولوجيا مضمرة تجارى ، اعتبر الإسلامويين من بين مكونات  هذه اللعبة . ولما كانت السياسة عنده  يحكمها منطق الربح والخسارة ، فإنه  لا يظن ـ وقد أزال  القرن كما يقول المغاربة لحرف الظاد  لخبرته بالكتابة ـ  أن تاريخ الأمم سجل قيام دولة إسلامية صرفة دستورتها القرآن فقط ، وتشريعها القرآن والسنة لوحدهما ،لأن كلام الأئمة والفقهاء والمجتهدين كان من بين دساتير هذه الأنظمة الإسلاموية . فبراقش العلمانية لا يعترف حتى بإسلام دولة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكل الدول الإسلامية التي عرفها التاريخ ،كانت إسلاموية حسب اعتقاده . وبموجب اعتقاده ، لا يمكن وجود دولة إسلامية أبدا ، وكل ما يوجد هو دول إسلاموية ، علما بأنه سبق له في مقال آخر أن ميز بين الإسلامويين ، وبين سواد الشعب  المغربي المسلم . ولسنا ندري كيف يمكن وجود سواد شعب مسلم  مع استحالة وجود دولة إسلامية ؟  وجريا على عادته  عبر براقش عن جهله بشيء اسمه الإسلام عندما حاول التمييز بين القرآن والسنة، وما سماه تدخل التأويلات وكلام الفقهاء و »العلماء » مع وضعه كلمة  العلماء بين قوسين تعبيرا عن رفضه لها . ولما أراد التمثيل لكلام الفقهاء خلط بين زواج بنت التاسعة ، وبين فتوى ممارسة الجنس مع الميتة، علما بأن الفرق بين الأمرين كالفرق بين الثرى والثريا ، ولكن براقش وجد في فتوى الجنس مع الميتة مطية للطعن في زواج بنت التاسعة ، وهو أمر يتعلق بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وبزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذهب براقش إلى أن السياسة التي سمها لعبة هي سبب التطاحن بين الإسلامويين من قبيل علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، لأن الدولة الإسلامية لم توجد أبدا في نظره ، وإنما الذي وجد الدول الإسلاموية التي تعتمد  آراء الفقهاء والأئمة و »العلماء « بين قوسين . ويجعل براقش الدين أكبر من أن يسوس دولة لأنه كوني،  الشيء الذي يخدم الطرح العلماني الذي يفصل الدين عن الدولة. ونظرا لكون براقش لا يحفل بشيء يسمى التناقض ،فإنه يعتبر الدولة الصهيونية عنصرية قد يوجد فيها المسلم دون أن يلتفت إلى أنها علمانية بامتياز ، والصهيونية والعنصرية شرف للعلمانية. وبراقش يعتبر التشريعات الإسلامية  مجرد سلوكات مستفزة لا ترقي إلى قوانين العلمانية، وهو بالمناسبة لا يعترف إلا بمصدرين للتشريع هما القرآن والسنة ، وباقي مصادر التشريع عنده مجرد آراء فقهاء وأئمة وهو ما يعكس ضحالة  معلوماته فيما يتعلق بمصادر التشريع . وطلع علينا براقش العلمانية بتعريف غريب للديمقراطية، فهي ليست حكم الأغلبية كما سماها من حملها وأنجبها وأرضعها ، بل هي حكم النخبة ، وساق بين يدي تعريفه المثل العامي  القائل :  » كمشة نحل خير من شواري ذباب «   واستخدامه لهذا المثل العامي يؤكد عاميته من جهة ، ومن جهة أخرى يعبر عن عقدته ،وهي الشعور بشرود الأقلية العلمانية في الساحة السياسية قبيل الاستحقاقات الانتخابية  ، لهذا لا بد أن تصير الديمقراطية في نظره هي  حكم الأقلية والنخبة أو الكمشة المعسلة عوض الأغلبية الذبابية الموسخة. وهو بهذا التعريف للديمقراطية يعتقد أنه قد دحض منطق الداعين إلى حكم الأغلبية المجيشة  عواطفها بالقول الديني . وهو فساد وإفساد يفرز الحكام الإسلامويين  في نظره ، وهو ما يرعب العلمانيين كما صرح بعظمة لسانه ، أوحبر قلمه .وهو حكم يقلص في نظره من  الحريات في التعبير والممارسة والاعتقاد . وهو الحكم بمنطق الاجتهاد الفقهي ،وليس بمنطق الاجتهاد العلمي . وهنا يجعل منطقه العلماني علميا ، ومنطق الفقهاء محض جهل، ساخرا من القول المأثور : » كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار  » كعادته في السخرية من الخطاب الديني . ويسمي براقش العلمانية حكم الإسلامويين ديكتاتورية الفكر الوحيد ، والغلو السياسي تجاه دول العالم التي لا تشاطرهم الدين ، ومثل لذلك بحركة طالبان . وبكل وقاحة يتجاسر براقش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصفه قائلا : «   نبي الأمة كان تاجرا يتقن لغة الصاع والمكيال والموازين ولغة المقايضة ، وهو ما يركز عليه المجتمع الإسلامي  لحد الآن ـ ونسي أنه نفى نفيا قطاعا وجود مجتمع إسلامي  عبر التاريخ ـ  وذلك في نظره  سبب تخلفه عن الركب الصناعي ، فهو يبيع البترول ويشتري به كل ما يلزمه حتى العقول واليد العاملة ،بمنطق السخرة  ذات العلاقة بالعبودية ،عوض منطق العمالة. وبهذا الكلام  ينسب براقش التخلف  إلى النبوة التي خلفت لنا  التعامل بالصاع والمكيال والمقايضة. وينسب براقش تحريم الربا للإسلامويين ، وكأن الأمر لا يتعلق بتشريع القرآن الكريم  والسنة النبوية ، وهنا أيضا  نسي  أنه لا يعترف إلا بهما مصدرين للتشريع ، ولكنه لجهله لا يلتفت إلى شيء يسمى التناقض كما  أسلفنا . ويمعن براقش في اتهام الإسلامويين بالتخلف  لأنهم يقتصرون على  الزهد ولا علاقة لهم بالرخاء الفكري والاقتصادي، ولا حاجة لهم بالتلفاز، وأدوات الحلاقة ،أو التزيين ، أو اللباس الأنيق ،لأن الحياة عندهم عبادة وجهاد وتربية على الآخرة . والدولة الإسلاموية في نظر براقش العلمانية لا يمكنها التعامل مع فسيفساء المجتمع ، ولا يمكنها أن تبطل تطبيق الحدود في حق كل مخالف للشعائر الإسلامية ، وهي حدود اجتهد فيها حسب اعتقاده الفقهاء والأئمة وأحلوا منها ما شاءوا ، وحرموا ما شاءوا ، وكأن  الحلال والحرام لا وجود لهما في القرآن والسنة اللذين أقر بتشريعهما براقش الغارق في التناقضات تعصيا للعلمانية.  ويسخر براقش من الأئمة والفقهاء باعتبارهم سلفا على الخلف السير وراءهم دون نقاش. وبكل وقاحة ينكر براقش العلمانية الحدود الشرعية بقوله : «   المجتمع ليس في حاجة لأيدي مقطوعة  و أجساد مشوهة ، وأفكار مقبرة ، وأعناق مضروبة ، ونساء منبوذات ،ورجال منافقين مكبوتين في حياتهم وأفكارهم . هذا المجتمع المشوه نحن في غنى عنه » فبراقش يريد مجتمعا لا يقطع يد السارق ،ولا  يجلد فيه الزاني ولا يرجم ، وتصير فيه الزانيات ذات مكانة  ، ويزول منه الكبت فيفعل  العلماني ما شاء في حياته ويشبع المكبوتات. ومقابل هذا المجتمع الإسلاموي  المظلم ، يشيد براقش بالمجتمع العلماني المتنور،وهو مجتمع القوانين وليس مجتمع الكبت . وردا على تعليقات الجهال والبلهاء كما سماهم ، يتنكر لعلمانية  الرئيس التونسي المخلوع ، والرئيس المصري السجين ، والرئيس اليمني المحروق ، ووصف أنظمتهم بالمستبدة و المستغلة للعلمانية والدين والشيوعية والليبرالية على حد سواء ، وقصده دغدغة مشاعر شباب 20 فبراير من جهة ، ومن جهة ثانية نفض يد العلمانية من حكامها الفاسدين . والمضحك أنه زعم أن الر ئيس التونسي كان يميل  إلى الإسلاموية ، ونترك للقراء الكرام الحكم على منطق براقش الفج . وخلط براقش بين  الرئيس الشهيد صدام حسين الذي اغتاله الاحتلال الأمريكي  بيد الرافضة الخونة ، وبين الرؤساء  الفاسدين المخلوعين  ، وبين حكام الخليج . وحيى الحكومة المغربية التي رفضت الانضمام  إلى صف الإهانة والخذلان ساخرا من الدكتور السويدان مع أن براقش لا يستطيع التعلق بغبار السويدان . فهذا نموذج الفكر العلماني الذي  يسوق له موقع هسبريس ، والذي  يمارس الحظر على من يسفه تهافته الذي يجلب له العار والمذمة  ويعرضه للسخرية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عمر بوشيخي
    04/09/2011 at 14:12

    يا استاذ شركي بكل صراحة ما هي مشكلتك مع العلمانية. العلمانية هي الضامن الوحيد لعدم استغلال الدين في السياسة و لممارسة الشعائر الدينية بكل حرية. المثال التركي واضح. تركيا دولة علمانية يحكمها اليوم حزب ذو توجهات اسلامية لكن لا يستغل الدين في العمل السياسي. اين هو المشكل اذن؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *