قالوا أخبرنا عن المفسدين في قطاع التربية إن الفساد تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون
قالوا أخبرنا عن المفسدين في قطاع التربية إن الفساد تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون
محمد شركي
لم يسرد علينا رب العزة جل جلاله قصة البقرة في سورة البقرة لغرض القصص الممتع المسلي بل لأجل التنبيه إلى عقدة متأصلة في الإنسان وهي محاولة الالتفاف على الحقيقة الواضحة التي لا غبار عليها وطمسها ، كما فعل بنو إسرائيل أمام حقيقة بقرة أمرهم الله عز وجل بذبحها لمعرفة سر جريمتهم إلا أنهم تذرعوا باشتباه البقر عليهم تحاشيا للكشف عن جريمتهم . فهذا شأن من لا يريد الكشف عن المفسدين في قطاع التربية بدعوى أن الفساد تشابه عليه . فلو أننا عمدنا إلى تسمية بعض المفسدين أو ضربنا أمثلة لهم لقيل: هلا جاء الكلام عاما دون تعريض ؟ أو قيل إن في الأمر تصفية حساب أو قيل غير ذلك لأن الذين يعانون من عقدة البقرة لا يعدمون الذرائع الجاهزة في كل الأحوال . وكما قال الله تعالى في البقرة أنها لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك وأنها صفراء فاقع لونها ، وأنها لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها نقول إن الفساد في قطاع التربية لا صريح ولا خفي عوان بين ذلك ، وأنه معلوم واضح الملامح ، وأنه لا ذلول يقبل النقد ، ولا يخلي الساحة للإصلاح مسلم لا شية فيه . والفساد في قطاع التربية يا من سأل عنه سؤال أصحاب البقرة يبدو تارة جليا من خلال تعيين المسؤولين تعيينات ما يسمى تحت الدف بالعامية بناء على محسوبية مكشوفة كما جاء في تعليق الأستاذ الفاضل السيد رمضان مصباح وهو شاهد ذو مصداقية على العصر، ويبدو الفساد تارة أخرى خفيا لا يتم الكشف عن طرق محسوبيته فيما يتعلق بهذه التعيينات ، وفي الحالتين معا تعتبر هذه التعيينات فسادا لا شية فيه . وعن فساد تعيين المسؤولين عن قطاع التربية تنشأ أنواع الفساد الأخرى ذلك أن المسؤول الذي يكون دون مستوى المسؤولية المنوطة به والذي ركب المحسوبية من أجل الوصول إلى المسؤولية يعيث في القطاع فسادا من خلال إحاطة نفسه بطاقم ممن لا خبرة ولا كفاءة لهم حتى لا ينكشف أمره ذلك أن المسؤول الذي لا كفاءة له يبدو عليما خبيرا وسط طاقم بلا خبرة ولا كفاءة ، لهذا فهو يحترز من كل ذي خبرة وكفاءة ، و يعمل كل ما في وسعه من أجل إقصائه بذريعة من الذرائع الواهية أقلها إلصاق نعت من النعوت القادحة فيه والكافية لإبعاده إبعاد البعير الأجرب ، وهكذا يكون فساد قمة المسؤولية سببا في فساد ما دونها من المسؤوليات ، والأمثلة في هذا الشأن واضحة ما على السائل عنها إلا القول : الآن جئت بالحق . وإذا ما مارى السائل عن الفساد فيه بعد هذا التوضيح سألته بدوري : متى كان المسؤول المركزي أو الجهوي الذي حرم الكفاءة يرضى بتعيين ذوي الكفاءات الذين يجعلونه في موقف حرج ؟ ألم تسمع بمثل هذا المسؤول يقرب كل نطيحة وما عاف الضبع منه ، في حين يكيد كل الكيد لمن يقول له : لا يا حضرة المسؤول ما هكذا يكون التدبير ؟ ألم تسمع بالمسؤول الجهوي الذي طلبه المسؤول عن الامتحانات عنده لغرض ملح في ظروف الامتحانات فأوقفه عند باب مكتبه غير آبه به فلما أذن له استفزه بكلام ساقط متعمدا إهانته في حضرة مسؤول إقليمي شاهد ، ولما ثار لكرامته المجروحة كان مصيره العزل مع أن المحاكم الإدارية في أحكامها الابتدائية والاستئنافية والنهائية أقرت بأن قرار عزله شطط صريح فاضح ، وفضيحة صارخة ، ومع ذلك لم ينصف الموظف النزيه من المسؤول الجهوي الظالم ، وأرجو ألا يقول نفس المعلق أو غيره إن الحكاية تشابهت عليه . ألم تسمع بقصة مدير مركز جهوي لم يستوف المدة الزمنية اللازمة في منصبه والمنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية ثم تقدم لاجتياز مقابلة الإقرار في منصب نائب ومنع من ذلك فتجاوز لجنة الإقرار بمكالمة هاتفية نافدة لدى الوزير فصار نائبا بدون مقابلة ،وصار بعد ذلك مدير أكاديمية في مدة أقل من المدة القانونية لتطبيق ما يسمى أكذوبة المشروع التي تذر الرماد في العيون ؟ ألم تسمع بنواب سلخوا جلودهم الحزبية ولبسوا جلد حزب الوزير ليصيروا نوابا ومع ذلك لا يقبلون من يشكك في عذريتهم ؟ ألم تسمع بمن غيروا المناصب في زمن شح المناصب وعزتها ؟ ألم تسمع بمن ترك الفصول الدراسية وهي في أمس الحاجة إليه ليحصل على منصب صوري بإدارة مستور كل من ينتسب إليها بل شبح من ينتسب إليها في غياب الرقابة الموجودة في الفصول الدراسية ؟ ألم تسمع بمن تصرف في ممتلكات المؤسسة وباعها في السوق السوداء ومع ذلك وجد من يدافع عنه أمام مجلس تأديبي صوري مما شجعه على مقاضاة الإدارة المؤدبة له ليعيد من جديد حكاية الذئب الذي عكر عليه الخروف الماء ؟ ألم تسمع بمئات أوراق امتحانات الباكلوريا في النيابة ذات المرتبة الأولى وقد استنسخت استنساخ تطابق حتى أن الأخطاء نفسها تطابقت بشكل لا علاقة له بوقع الحافر على الحافر ، ذلك أن وقع الحافر على الحافر لا يحدث أكثر من مائة مرة ، ومع ذلك يشيد المشيدون بهذا الاستنساخ المفضوح ولا يخجلون من الافتخار به وهم على علم بأنه فساد لا شية فيه ؟ ألم تسمع ب ……… أرجو هذه المرة أن تذبح البقرة ، وينكشف السر وراء ذبحها .
Aucun commentaire