Home»National»مشروع الدستور الجديد له مؤيدون ومعارضون ومقاطعون ولا مبرر لتراشق التهم بينهم

مشروع الدستور الجديد له مؤيدون ومعارضون ومقاطعون ولا مبرر لتراشق التهم بينهم

0
Shares
PinterestGoogle+

مشروع الدستور الجديد له مؤيدون ومعارضون ومقاطعون ولا مبرر لتراشق التهم بينهم

محمد شركي

من الطبيعي جدا أن ينقسم الشعب المغربي إلى ثلاثة فئات فيما يخص موضوع مشروع الدستور الجديد ، فئة ستصوت بنعم ، وأخرى ستصوت بلا ، وثالثة فضلت المقاطعة. والاختلاف مشروع بين هذه الفئات نظرا لاختلاف قناعاتها ، وحقها مضمون في التعبير عن رأيها بكل حرية ، ودون اتهام . فليس كل من سيقول نعم للدستور مخزنا أو شبيها بالمخزن ، أو أداة طيعة في يد المحزن ، أو شمكارا أو بلطجيا بلغة أهل مصر أو خائنا أو انتهازيا أو وصوليا…. إلى غير ذلك من النعوت التي تحط من القدر والشأن . وليس كل من سيقول لا للدستور مطعونا في وطنيته ، أو مشكوكا في ولائه للوطن ، أو مسخرا من طرف جهات معادية للوطن…. إلى غير ذلك من النعوت المشينة . وليس كل من سيقاطع الدستور خارجا عن القانون ، أو عدوا للوطن ، أو مثيرا للفوضى والفتنة … إلى غير ذلك من النعوت المستقبحة . فلكل فئة قناعتها الخاصة بها ولكل قناعة مواقف ولا مبرر لتراشق التهم بين هذه الفئات بل الاحترام يلزم الجميع . فمن سمح لنفسه باستعمال نعت يقدح في غيره فعليه أن يتسع صدره لما يقابل النعت الذي قدح به غيره ، ولا يقلقه ذلك ولا يغضبه لأن الكل يجيد رمي الحجارة وبيوت الجميع من زجاج كما يقال ،وكسرها واقع لا محالة إذا ما حصل التراشق بالحجارة ، ولا ينتظر قاذف غيره الحجارة أن يقذفه الغير بالورود. ومن المؤسف حقا أن تستعمل بعض وسائل الإعلام التي تتنكب العمل الإعلامي المحترم ، ووفق المعايير الأخلاقية المطلوبة كما هو حال بعض القنوات التي تمارس التحريش عوض التغطية الإعلامية عبارات القدح المستعملة بين الفئات المختلفة في موضوع مشروع الدستور الجديد من قبيل لفظة  » الشماكرية  » أي المتعاطين للمخدرات من النوع الرديء ،أو المتسكعين الذين يبيتون تحت العراء . والمنابر الإعلامية التي تتخذ من التحريش هدفا وغاية تسوق لهذه العبارة القدحية في حق فئة ربما ستكون طويلة عريضة بعد الاحتكام إلى صناديق الاقتراع. فلا يعقل أن يكون كل من صوت لفائدة مشروع الدستور الجديد متسكعا أو متعاطيا للمخدرات . وهذا الاتهام يذكرنا بالتهم التي روج لها العقيد الليبي ونجله عندما واجههما الشعب بالانتفاضة ضدهما ، وسخر منهما العالم لأنهما اعتبرا معظم الشعب الليبي جرذانا ومتعاطين لحبوب الهلوسة وعناصر تنظيم القاعدة …

وما طاب لهما من النعوت القدحية عوض أن يقرا بأن الشعب رفض ديكتاتوريتهما، ويذكرنا أيضا بالرئيس اليمني الذي ردد عبارة فاتكم القطار دون أن يفكر لحظة في أنه لم يكن داخل القطار الذي انطلق وتركه في المحطة .، ويذكرنا بالرئيس السوري الذي نعت شعبه برمته بعصابات الإجرام ، وهو يمارس الإجرام ضد شعبه . فالذين وصفوا مؤيدي مشروع الدستور المغربي بالشماكرية حالهم كحال الأنظمة العربية المنهارة أو التي هي في طريق الانهيار. ولا مجال لمقارنة بلطجية مصر بمؤيدي مشروع الدستور المغربي من أجل تبرير رفض هذا المشروع وتجريم من يؤيده . وإذا ما حاول بعض مؤيدي مشروع الدستور الاعتداء على من يرفضه أو يعارضه فلا يمكن أن يحسب ذلك على كل من يؤيد المشروع فقد يندفع بعض الأغرار أو الجهلة في اتجاه التعبير عن الاختلاف بالعنف وهو موقف يحسب على أصحابه وحدهم لا على موقف معين من مشروع الدستور لأنه ليس كل من سيقول نعم للمشروع يقبل العنف ضد من يعارضه . وقد توظف جهات مغرضة هؤلاء الأغرار والجهلة وتكون من جهة معادية لمشروع الدستور من أجل تلفيق التهمة لمؤيدي الدستور بأنهم كلهم أصحاب عنف وشماكرية . وقد يكون البحث عن العنف غاية بعض الأطراف من أجل التشويش على عملية التصويت ، وجر البلاد إلى دوامة العنف على غرار بعض البلاد العربية التي تعاني من القلاقل ، وتعرف سفك الدماء. وأخيرا أكرر أن الاختلاف لا عيب فيه و إنما العيب في تراشق التهم. وفي نهاية المطاف سيفوز أو سيخسر المغاربة سواء كان التصويت بنعم أم بلا أم كانت المقاطعة ، ولن يفوز أو يخسر غير المغاربة في كل الحالات وعبارات القدح ستمس كل المغاربة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. observateur
    27/06/2011 at 23:43

    quel paradoxe l autre fois dans un article vous avez critiqué severement ceux qui vont s obstiner pour le referendum.et dans celui ci vous dites qu il n, y a pas lieu a critiquer ceux qui ont une autre opinion.relisez votre article et vs verrez.de plus vs vs permeteez d agresser verbalement les autres alors qu ici vs pretendez qu il ne faut pas le faire .exemple l article que vs avez destiné a la delegation de berkane.a le lire on, croirait qu il vs ont fait on ne sait quoi.par ailleurs vs avez critiqué les precheurs d avoir revendiqué leurs droits alors que vs ne cessez de le faire et d etre le plus agressif possible pour exiger vos droit juste a des indemnités.pour terminer je vs dirai faites une critique personnelle et arretez d etre aussi agressif surtout que vs etes un precheur et sachez que la violence ne crée que l hostilité et n aide pas a realiser le but escompté.sans rancune

  2. محمد شركي
    28/06/2011 at 08:32

    إلى السيد الملاحظ
    اعلم حفظك الله أنه لكل حادثة حديث ، ولكل مقام مقال ، ولكل مقال ظروف. انتقدت المقاطعين للدستور لأنن أعتقد أن وجود لا إلى جانب نعم لا تبرر المقاطعة. وفي هذا المقال كان ردي على الذين سموا المؤيدين للدستور بالشماكرية احتقارا لهم ، وبالنسبة لنيابة بركان انتقدت الموظف الذي لا يجيد عملية صرف المستحقات ومع ذلك يطمع في تسيير النيابة وانتقدت وقوف الأئمة والخطباء أمام البرلمان لأن من في البرلمان لا يستحق أن يقصده هؤلاء مع أنني معهم في مطالبهم المشروعة فما الذي تستغربه من مواقفي في مقالاتي ؟ لكل مقال ظروفه ولا أرى ما تراه من تناقض حسب فهمك لماذا لا تفكر في مراجعة طرقة قراءتك لمقالاتي أو لماذا لا تراجع موقفا مجانيا مسبقا تتخذه مني أو من مقالاتي ؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *